موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(93) المكتوب الثالث والتسعون إلى الخواجه هاشم البدخشي الكشمي في بيان أن لكل من لطائف عالم الخلق وعالم الامر ظاهرا وباطنا ولحوق هذا الباطن باسم هو قيوم العارف وبيان أن العارف في وقت النزول إلى القلب متوجه إلى دعوة العباد ظاهرا وباطنا

 

 


التّحيّة للسّلاطين ولكنّ اللّائق بحال السّلاطين العظام أن يتواضعوا في هذا الامر لحضرة الحقّ سبحانه وتعالى وأن لا يجوّزوا نهاية التّذلّل والإنكسار هذه لغيره تعالى. وقد سخّر لهم الله سبحانه العالم وأحوجهم إليهم فينبغي أداء شكر هذه النّعمة العظمى وأن يخصّصوا مثل هذا التّواضع المنبئ عن كمال العجز والانكسار بجناب قدسه تعالى وأن لا يجوّزوا الشّركة معه تعالى في هذا الامر وإن جوّز جمع هذا المعنى ولكن ينبغي لحسن تواضعهم أن لا يجوّزوه هل جزاء الإحسان الّا الإحسان وحيث انّ سلطان الوقت نزل إلى دار الخلافة راجعا من أقصى ممالكه يتحمّل أن يوصل هذا الفقير نفسه عن قريب إلى دار الخلافة بمشيئة الله تعالى. والباقي عند التّلاقي والسَّلامُ عَلى مَنِ اِتَّبَعَ الْهُدى (١) والتزم متابعة المصطفى عليه وعلى آله الصّلاة والتّسليمات العلى.

(٩٣) المكتوب الثالث والتّسعون إلى الخواجه هاشم البدخشيّ الكشميّ في بيان أنّ لكلّ من لطائف عالم الخلق وعالم الامر ظاهرا وباطنا ولحوق هذا الباطن باسم هو قيّوم العارف وبيان أنّ العارف في وقت النّزول إلى القلب متوجّه إلى دعوة العباد ظاهرا وباطنا

(اعلم) أنّ عالم الخلق وعالم الامر للعارف التّامّ المعرفة وإن كان كلاهما داخلين في الظّاهر والصّورة بالنّسبة إلى الإسم القيّوم الذي هو وجهه الخاصّ وفي الحقيقة هو باطنه وحقيقته كما حرّر تحقيقه في مكتوب ولكن إذا لاحظنا هذا الظّاهر والصّورة بحدّة النّظر الّتي هي صارت موهبة بمحض فضل الله جلّ سلطانه يظهر هنا أيضا ظاهر وباطن وتبدو صورة وحقيقة لا إنّه نجد عالم الخلق بالتّمام ظاهرا وعالم الامر باطنا كما ظنّ جماعة بل في كلّ لطيفة من لطائف عالم الخلق والأمر صورة وحقيقة عنصر التّراب له ظاهر وباطن وكذلك الاخفى له ظاهر وباطن وهذا الباطن الذي يتعلّق بعالم الخلق وعالم الامر يكون يوما فيوما بتوسّط الاعمال الصّالحة بل بمحض موهبة الله جلّ سلطانه ملحقا بذاك الباطن الذي هو مربوط بالاسم القيّوم شيئا فشيئا إلى حدّ لا يبقى من هذا الباطن أثر أصلا وكلّ ما هو غير الظّاهر الصّرف يصير مختفيا. ولحاق هذا الباطن بالاسم القيّوم ليس هو بمعنى أنّ هذا الباطن يكون في ذلك الإسم وأنّه يتّحد معه فإنّ ذلك الحاد سبحان من لا يتغيّر بذاته ولا بصفاته ولا بأسمائه بحدوث الاكوان بل بمعنى أنّه تحصل لهذا الباطن نسبة إلى ذلك الإسم مجهولة الكيفيّة تكون موهمة للحلول والاتّحاد.

__________

(١) طه: ٤٧



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!