موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(14) المكتوب الرابع عشر في بيان حصول الوقائع التي عرضت في أثناء الطريق وبيان أحوال بعض المسترشدين كتبه إلى شيخه المعظم أيضا

 

 


(١٤) المكتوب الرّابع عشر في بيان حصول الوقائع الّتي عرضت في أثناء الطّريق وبيان أحوال بعض المسترشدين كتبه إلى شيخه المعظّم أيضا

عريضة أقلّ العبيد أحمد انّ التّجلّيات الّتي ظهرت في مراتب الأكوان وقد كنت عرضت بعضها في العريضة السّابقة ظهرت بعدها مرتبة الوجوب الّتي هي جامعة للصّفات الكلّيّة، وتمثّلت في صورة امرأة دميمة مسودّة اللّون ثمّ تجلّت بعد ذلك مرتبة الأحديّة في صورة رجل طويل قائم على جدار رقيق غير مرتفع. وظهر كلّ واحد من هذين التّجلّيين بعنوان الحقّانيّة بخلاف التّحلّيات السّابقة فإنّها ما كانت بهذا العنوان. وعرض لي في ذلك الأثناء تمنّي الموت وخيّل لي كأنّي قائم على ساحل البحر المحيط لأرمي فيه نفسي ولكنّي مربوط بالحبل على ورائي فلا يمكن الدّخول في البحر، وصار معلوما لي أنّ ذلك الحبل عبارة عن التّعلّق بالبدن، فتمنّيت انقطاع ذلك التّعلّق. ثمّ عرضت كيفيّة خاصّة فوجدت في ذلك الوقت بطريق الذّوق أنّه لم يبق في القلب مقتضى غير الحقّ سبحانه، ثمّ وقع النّظر على الصّفات الكلّيّة الوجوبيّة الّتي اكتسبت الخصوصيّات باعتبار المحالّ والمظاهر، ثمّ سقطت الخصوصيّات عنها بعد ذلك بالتّمام ولم تبق الصّفات إلّا بعنوان الكلّيّة الوجوديّة، ووقع النّظر أيضا على صورة تجرّدها عن الخصوصيّات.

وحينئذ صار معلوما أنّ الصّفات قد أعطيت الآن للأصل حقيقة وقبل تجرّدها عن الخصوصيّات لم يكن معنى لإعطائها الأصل اللهمّ إلّا إن كان على طريق التّجوّز كما هو حال أرباب التّجلّي الصّوريّ. وتحقّق الفناء الحقيقيّ في هذا الوقت وبعد التّحقّق بهذه الحالة وجدت الصّفات الّتي فيّ وفي غيري على نهج واحد وارتفع إمتياز المحالّ، وتيسّر في ذلك الوقت التّخلّص عن بعض دقائق أنواع الشّرك الخفيّ فلم يبق حينئذ العرش ولا الفرش ولا المكان ولا الزّمان ولا الجهات ولا الحدود. فإن تفكّرت فرضا سنين لا يحصل العلم بأنّ ذرّة من العالم مخلوقة. ثمّ وقع النّظر على تعيّن نفسي والوجه الخاصّ الّذي فيّ وكان التّعيّن في صورة ثوب بال متمزّق ملبوس لشخص وعلمت أنّ هذا الشّخص هو الوجه الخاصّ لكن لم يتصوّر ذلك بعنوان الحقّانيّة، ثمّ تعلّق النّظر بعد ذلك بجلد رقيق فوق ذلك الشّخص متّصلا به، ثمّ وجدت نفسي عين ذلك الجلد ورأيت ذلك الثّوب الّذي هو التّعيّن أجنبيّا لنفسي يعني مفارقا ومنفكّا عنه ووقع النّظر على نور في الجلد ثمّ غاب ذلك النّور بعد ساعة عن النّظر وارتفع الجلد والثّوب أيضا عن النّظر وبقيت تلك الجهالة السّابقة. ولنعرض تعبير صورة هذه الواقعة المذكورة على ما بلغه علمي ليعلم صحّته وسقمه وهو أنّ الصّورة المذكورة عبارة عن العين الثّابت كالبرزخ بين الوجوب والإمكان حيث افترق كلّ واحد من طرفيه عن الآخر وتحقّق بكمال الفرق والجلد الّذي وقع بين الثّوب والنّور برزخ بين



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!