موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(66) المكتوب السادس والستون إلى محمد مقيم القصوري في جواب سؤاله عن معنى «المجاز قنطرة الحقيقة»

 

 


نسيّتهم من ذلك (ع) وقس من حال بستاني ربيعي * ذلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ والله ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (١) وكذلك كلّ لطيفة من لطائف ذلك العارف تظهر بوصف كلّيّته فيصير العارف بتمامه لطيفة الرّوح وبتمامه لطيفة القلب وعلى هذا القياس سائر اللّطائف الإنسانيّة من النّفس النّاطقة والسّرّ والخفيّ والاخفى وعلى هذا المنوال أيضا كلّ جزء من أجزائه وكلّ عنصر من عناصره يأخذ حكم الكلّ مثلا يجد العارف نفسه بالتّمام عنصر التّراب وبتمامه عنصر الماء فإذا انصبغت لطيفة القلب الّتي هي الحقيقة الجامعة بلون الكلّ وزال تعلّقه الذى كان بالمضغة القلبيّة وبقيت المضغة خالية في ذلك الوقت كالجسد الخالي عن الرّوح يتخيّل أنّه ما أصابها في هذا المجيء والذّهاب غبار من هذا الطّريق بل هي على صرافتها الاصليّة كحبّة بقيت في قدر مغليّ غير مطبوخة بحيث لم تؤثّر فيها الحرارة ولم يصبها الماء غاية ما في الباب أنّها بعد رفع ذلك التّعلّق وبعد الخلوّ تكون منصبغة بلون سائر الاجزاء وتأخذ حكم الكلّ كأجزاء أخر.

(٦٦) المكتوب السّادس والسّتّون إلى محمّد مقيم القصوريّ في جواب سؤاله عن معنى «المجاز قنطرة الحقيقة»

سال أخي محمّد مقيم أنّه بأيّ معنى قالوا: المجاز قنطرة الحقيقة؟ (اعلم) أنّ المجاز ظلّ الحقيقة ومن الظّلّ إلى الاصل طريق سلطانيّ ولعلّهم بهذا الاعتبار قالوا: من عرف نفسه فقد عرف ربّه فإنّ معرفة الظّلّ مستلزمة لمعرفة الاصل فإنّ الظّلّ كائن على صورة أصله فيكون سببا لانكشاف الاصل لانّ صورة الشّيء ما ينكشف به ذلك الشّيء لكن ينبغي أن يعلم أنّ المجاز إنّما يكون قنطرة الحقيقة إذا لم يدخل في البين تعلّق بالمجاز ولم ينجرّ الامر إلى نظرة ثانية وقنطرة الحقيقة هي النّظرة الاولى الّتي قال المخبر الصّادق عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام في حقّها “ النّظرة الاولى لك ” وكأنّه أشار بلفظ “ لك ” إلى حصول هذه الدولة وأمّا إذا دخل التّعلّق بالمجاز في البين عياذا بالله سبحانه وانجرّ الامر إلى النّظرة الثانية فذلك المجاز سدّ في طريق الوصول إلى الحقيقة فضلا عن أن يكون قنطرة بل هو صنم يدعو إلى عبادته وغول يضلّ عن طريق الحقيقة بغوايته ولهذا قال المخبر الصّادق بيانا لمضرّة النّظرة الثانية “ النّظرة الثانية عليك ” وأيّ شيء يكون أضرّ ممّا يصدّ عن الحقّ ويشغل بالباطل (ينبغي أن يعلم) أنّ النّظرة الاولى إنّما تكون نافعة إذا لم تكن عن اختيار وأمّا إذا كانت بالاختيار فحكمها حكم النّظرة الثانية قوله تعالى قُلْ

__________

(١) الآية: ٥٤ من سورة المائدة والآية: ٢١ من سورة الحديد والآية: ٤ من سورة الجمعة.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!