موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(90) المكتوب التسعون إلى الفقير هاشم الكشمي في جواب سؤاله عن حقيقة مشاهدة العرفاء الحق سبحانه بالقلب وتحقيقه

 

 


(٩٠) المكتوب التّسعون إلى الفقير هاشم الكشميّ في جواب سؤاله عن حقيقة مشاهدة العرفاء الحقّ سبحانه بالقلب وتحقيقه

قد سالتم أنّه قد أثبت بعض محقّقي الصّوفيّة رؤية الحقّ ومشاهدته تعالى ببصر القلب في الدنيا قال الشّيخ العارف في كتابه «العوارف “ موضع المشاهدة بصر القلب إلخ وأورد الشّيخ أبو إسحاق الكلاباديّ قدّس سرّه الذى هو من قدماء هذه الطّائفة ورؤسائهم في كتابه «التّعرّف ” وأجمعوا على أنّه تعالى لا يرى في الدنيا بالابصار ولا بالقلوب إلّا من جهة الإيقان فكيف التّوفيق بين هذين التّحقيقين؟ وعلى أيّ منهما يوافق رأيك؟ وما معنى الإجماع مع وجود الاختلاف؟ (اعلم) أرشدك الله: أنّ مختار هذا الفقير في هذه المسالة هو قول صاحب “ التّعرّف ” - قدّس سرّه - واعلم أنّه لا نصيب للقلوب من تلك الحضرة في هذه النّشأة غير الإيقان سواء ظنّوه رؤية أو مشاهدة فإذا لم تكن للقلب رؤية ماذا يكون للأبصار؟ فإنّ البصر معطّل في هذه المعاملة في هذه النّشأة غاية ما في الباب أنّ المعنى المسمّاة بالإيقان الحاصل في القلب يظهر في عالم المثال بصورة الرّؤية والموقن به يظهر بصورة المرئيّ فإنّ لكلّ معنى صورة في عالم المثال مناسبة له في عالم الشّهادة وحيث انّ كمال اليقين في عالم الشّهادة في الرّؤية يظهر الإيقان أيضا في عالم المثال بصورة الرّؤية فإذا ظهر الإيقان بصورة الرّؤية يظهر متعلّقه الذى هو الموقن به صورة المرئيّ بالضّرورة فإذا شاهده السّالك في مرآة المثال يذهل عن توسّط المرآة ويظنّ الصّورة حقيقة ويزعم أنّه قد حصلت له حقيقة الرّؤية وظهر له المرئيّ ولا يدري أنّ تلك الرّؤية هي صورة إيقانه وذلك المرئيّ صورة الموقن به وهذا من أغلاط الصّوفيّة وتلبّسات الصّور بالحقائق فإذا غلبت هذه الرّؤية وترشّحت من الباطن في الظّاهر توقع السّالك في توهّم أنّه قد حصل له رؤية البصر أيضا وتحوّل المطلوب من السّماع إلى المعانقة ولا يدرون أنّ حصول هذا المعنى في الاصل الذى هو البصيرة أيضا مبنيّ على التّوهّم والتّلبّس فماذا يصيب للبصر الذى هو فرع عليها في هذه النّشأة؟ ومن أين تحصل لها الرّؤية؟ وفي الرّؤية القلبيّة وقع جمّ غفير من الصّوفيّة في التّوهّم وحكموا بوقوعها بخلاف الرّؤية البصرية فإنّه لم يقع في توهّم وقوعها إلّا النّاقصون من هذه الطّائفة وهو مخالف لما عليه أهل السّنّة والجماعة شكر الله تعالى سعيهم. (فإن قيل) إذا كان للموقن به صورة في عالم المثال يلزم أنّ للحقّ سبحانه صورة هناك؟ (أجيب) انّ الصّوفيّة قد جوّزوا أن يكون للحقّ سبحانه مثال وان لم يكن له تعالى مثل وجوّزوا ظهوره سبحانه في المثال بصورة كما قرّر صاحب الفتوح - قدّس سرّه - كون الرّؤية الاخرويّة أيضا بصورة جامعة لطيفة مثاليّة وتحقيق هذا الجواب أنّ صورة الموقن به ليست هي صورة الحقّ سبحانه في المثال بل هي صورة



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!