موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(110) المكتوب العاشر والمائة إلى المخدوم زاده محمد معصوم أيضا سلمه الله في بيان أن معاملة العارف تبلغ مبلغا لا تحصل فيه صورة معلوم أصلا فحينئذ تكون له كل ذرة من الذرات طريقا سلطانيا إلى المطلوب وبيان أن حب مثل هذا العارف ينجر إلى حب الحق

 

 


اليقين قلبيّ وجعله ذوقيّا ووجدانيّا وترتّبت عليه أحكام صادقة لا باعتبار التّحقّق وأنت بنفسك كتبت في بعض رسائلك أنّ هذا الفناء باعتبار الوجود وأنّه زوال العين والاثر فما حقيقة هذه المعاملة؟ (قلت) لمّا كان رجوع وجود الظّلّ إلى الاصل يقينيّا وذوقيّا ووجدانيّا حكم بزوال الوجود أيضا بالضّرورة وقيل بارتفاع العين والاثر (فإن قيل) إنّ هذا الحكم بالفناء الوجوديّ مع ثبوت الفاني واستقراره هل هو صادق أو كاذب؟.

(١١٠) المكتوب العاشر والمائة إلى المخدوم زاده محمّد معصوم أيضا سلّمه الله في بيان أنّ معاملة العارف تبلغ مبلغا لا تحصل فيه صورة معلوم أصلا فحينئذ تكون له كلّ ذرّة من الذّرّات طريقا سلطانيّا إلى المطلوب وبيان أنّ حبّ مثل هذا العارف ينجرّ إلى حبّ الحقّ وبغضه إلى بغضه سبحانه وهكذا حكم تعظيم آل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وإهانتهم بالنّسبة إليه صلّى الله عليه وسلّم وهذه المعارف نقلت بالمعنى

إذا بلّغ العارف معاملته إلى الاصل بعد طيّ مقامات الظّلّ يكون ح علمه المتعلّق بالاشياء مبرّأ من قيد الظّلّيّة يعني تكون الاشياء معلومة له من غير أن يحصل فيه منها شيء فإنّه كلّ ما حصل فيه شيء يكون ظلّ ذلك الشّيء في العقل وصورته لا عين ذلك الشّيئ كما قيل في تعريف العلم: هو حصول صورة الشّيء في العقل لا شكّ أنّ الصّور الحاصلة من الشّيء في العقل شبح ومثال لذلك الشّيء لا عينه كما يشهد به الكشف الصّريح والالهام الصّحيح فحينئذ لا يثبت هذا العارف للعالم نسبة بالحقّ سبحانه سوى نسبة الصّانعيّة والمصنوعيّة ويتحاشى من القول بالظّلّيّة والعينيّة والمرآتيّة وهذه المعاملة مربوطة بالكمالات الذّاتيّة فإنّ للذّات غنى ذاتيّا عن العالم انّ الله لغنىّ عن العالمين بخلاف بعض مراتب الاسماء والصّفات فإنّ هذه النّسبة متصوّرة فيها فما لم يتعدّ العارف من تلك المقامات ولم يصل إلى أصل الاصل ليس له نصيب من هذه النّسبة وكلّ ذرّة من الذّرّات تكون للعارف في هذا المقام طريقا سلطانيّا إلى جناب قدس الحقّ جلّ شأنه بخلاف العلم الحصوليّ فإنّ العالم في تلك الصّورة يجذب كلّ شيء إلى جناب نفسه ويصير بنفسه مرآة لجميع الاشياء وكذلك في صورة الظّلّيّة والمرآتيّة يجذب كلّ شيء صاحب ذلك العلم إلى نفسه ولا يترك نظر بصيرته ينفذ إلى ما وراءه فإذا تخلّص بكرم الله سبحانه عن قيد حصول الظّلّيّة تصير له كلّ ذرّة من ذرّات الموجودات عرضا كانت أو جوهرا آفاقيّة كانت أو أنفسيّة باب غيب الغيب (ينبغي أن يعلم) أنّ ذلك الشّخص كما أنّه كان سابقا مرآة لجميع الاشياء وكلّ ما فعل فعله لاجل نفسه وكلّ ما صدر عنه كان راجعا إليه بالضّرورة نوى أو لم ينو ولمّا منع الآن مرآة نفسه عن



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!