موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(118) المكتوب الثامن عشر والمائة إلى الشيخ مودود محمد

 

 


مقام التّلوين لا غير فمن أين صار وقته سرمدا ومشهوده مؤبّدا؟ أو ما الدوام السّرمد للوقت إلّا في الوصول إلى الذّات تعالت والتّجلّي الذّاتيّ وكذلك الشّهود والمشاهدة لا يكون إلّا بالوصول إلى الذّات تعالت كما قالوا وما حصل في مرتبة الصّفات يسمّى بالمكاشفة فالشّهود ودوامه هو نصيب أرباب التّمكين الواصلين إلى الذّات لا أهل التّلوين المقيّدين بالصّفات فإنّهم أرباب القلوب وأصحاب التّقلّب سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (١)

(١١٨) المكتوب الثامن عشر والمائة إلى الشّيخ مودود محمّد

قال الشّيخ قدّس سرّه في الباب التّاسع من كتاب العوارف في ذكر من انتمى إلى الصّوفيّة: من جملة أولئك قوم يقولون بالحلول خذلهم الله سبحانه ويزعمون أنّ الله تعالى يحلّ فيهم ويحلّ في أجسام يصطفيها ويسبق إلى فهومهم معنى من قول النّصارى في اللّاهوت والنّاسوت ومنهم من يستبيح النّظر إلى المستحسنات إشارة إلى هذا الوهم ويتخايل له أنّ من قال كلمات في بعض غلباته كان مضمرا لشيء ممّا زعموه مثل قول الحلّاج أنا الحقّ وما يحكى عن أبي يزيد من قوله: سبحاني حاشا أن نعتقد في أبي يزيد أنّه يقول ذلك إلّا على معنى الحكاية عن الله تعالى وهكذا ينبغي أن نعتقد في قول الحلّاج ذلك ولو علمنا أنّه ذكر ذلك القول مضمرا لشيء من الحلول رددناه كما نردّهم انتهى فيا ليت شعري ما معنى الحكاية عن الله تعالى وما وجه تخصيص أرباب السّكر بمثل هذا القول على معنى الحكاية اللهمّ إلّا أن يقال: إنّه قدّس سرّه أراد أنّ القائل بمثل هذا القول إن كان هو العبد كما هو الظّاهر عند الاكثر فلا بدّ أن يكون حكاية من الله تعالى فإنّ العبد لا يصير ربّا لكنّ القائل به في الحقيقة هو الرّبّ سبحانه ولسان العبد مثل الشّجرة الموسويّة فلا اعتراض على الحلّاج ولا تعرّض على أبي يزيد قدّس الله تعالى أسرارهما والظّاهر من عبارة الشّيخ أنّه لو لم يحمل على معنى الحكاية يفهم منه الحلول وليس كذلك إذ يجوز أن يقول ذلك عند غلبات التّوحيد واستتار ما سوى الواحد المشهود عند لمعان نور الشّهود بلا شائبة حلول واتّحاد فمعنى قوله: أنا الحقّ عند اختفائه عن نظره لست أنا بشيء وإنّما الموجود الحقّ لا أنّي متّحد مع الحقّ أو حالّ في الحقّ فإنّه كفر ومناف للتّوحيد الشّهوديّ فإنّ المشهود فيه ليس إلّا الواحد الاحد وعلى تقدير الحلول والاتّحاد المشهود متعدّد ولو على صفة الاتّحاد والحاليّة (قوله) ومنهم من يستبيح النّظر إلى المستحسنات إشارة إلى هذا الوهم أي الحلول والعجب من الشّيخ الاجلّ انّه يفهم من أمثال هذه

__________

(١) الآية: ٣٢ من سورة البقرة.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!