موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(25) المكتوب الخامس والعشرون أرسل إلى خواجه جهان في التحريض على متابعة سيد المرسلين ومتابعة الخلفاء الراشدين عليه وعليهم من الصلوات أكملها ومن التسليمات أتمها

 

 


وإنّما مراد العبد هو نفسه فلا جرم يكون الحجاب هو العبد لا غير. فما لم يخل العبد عن مراد نفسه كلّيّة لا يكون الرّبّ مراده ولا يسع قلبه محبّته سبحانه وتعالى. وهذه الدّولة القصوى لا تتحقّق إلّا بعد الفناء المطلق المنوط بالتّجلّي الذّاتيّ، فإنّ رفع الظّلمات رأسا لا يتصوّر إلّا بطلوع الشّمس بازغة.

فإذا حصلت تلك المحبّة المعبّر عنها بالمحبّة الذّاتيّة استوى عند المحبّ إنعام المحبوب وإيلامه فحينئذ حصل الإخلاص فلا يعبد ربّه إلّا له لا لإجل نفسه من طلب الإنعام ودفع الإيلام لأنّهما عنده سواء. وهذه مرتبة المقرّبين فإنّ الأبرار إنّما يعبدون الله خوفا وطمعا وهما راجعان إلى نفسهم لعدم فوزهم بسعادة المحبّة الذّاتيّة فلا جرم يكون حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين فحسنات الأبرار حسنات من وجه وسيّئات من وجه وحسنات المقرّبين حسنات محضة نعم من المقرّبين من يعبد الله خوفا وطمعا أيضا بعد تحقّقهم بالبقاء الأكمل وتنزّلهم بعالم الأسباب لكنّ خوفهم وطمعهم غير راجعين إلى أنفسهم بل إنّما يعبدون طمعا في رضائه سبحانه وخوفا من سخطه تعالى.

وكذا إنّما يطلبون الجنّة لأنّها محلّ رضائه تعالى لا لحظوظ أنفسهم، وإنّما يستعيذون من النّار لأنّها محلّ سخطه تعالى لا لدفع الإيلام عن أنفسهم لأنّ هؤلاء الأكابر محرّزون عن رقّيّة الأنفس وصاروا خالصين لله سبحانه. وهذه الرّتبة أعلى من بين رتب المقرّبين ولصاحب هذه المرتبة نصيب تامّ من كمالات مقام النّبوّة بعد تحقّقه بمرتبة الولاية الخاصّة. ومن لم ينزل إلى عالم الأسباب فهو من الأولياء

المستهلكين، فلا نصيب له من كمالات مقام النّبوّة فلا يكون أهلا للتّكميل بخلاف الأوّل. رزقنا الله سبحانه محبّة هؤلاء الأكابر بحرمة سيّد البشر عليه وعلى آله وأتباعه من الصّلوات أفضلها ومن التّسليمات أكملها فإنّ المرء مع من أحبّ.

(٢٥) المكتوب الخامس والعشرون أرسل إلى خواجه جهان في التّحريض على متابعة سيّد المرسلين ومتابعة الخلفاء الرّاشدين عليه وعليهم من الصّلوات أكملها ومن التّسليمات أتمّها

سلّم الله تعالى قلبكم وشرح صدوركم وزكّى أنفسكم وألان جلدكم كلّ ذلك بل جميع كمالات الرّوح والسّرّ والخفىّ والأخفى منوط بمتابعة سيّد المرسلين عليه وعلى آله من الصّلوات أفضلها ومن التّسليمات أكملها فعليكم بمتابعته ومتابعة خلفائه الرّاشدين الهادين المهديّين من بعده، فإنّهم نجوم الهداية وشموس الولاية، فمن شرّف بمتابعتهم فقد فاز فوزا عظيما ومن جبل على مخالفتهم فقد ضلّ ضلالا بعيدا. البقيّة من المقصود إظهار الإضطرار وضيق المعيشة لابنى المرحوم الشّيخ سلطان فالملتمس



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!