موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(26) المكتوب السادس والعشرون أرسل إلى الشيخ العالم مولانا الحاج محمد اللاهوري في بيان أن الشوق يكون للأبرار دون المقربين مع علوم تناسب هذا المقام

 

 


من جنابكم مددهم وإعانتهم فإنّكم حريّون بذلك، بل موفّقون لقضاء حوائج النّاس طرّا زاد الله تعالى توفيقكم وجعل الخير رفيقكم. والسّلام عليكم وعلى سائر من اتّبع الهدى (١).

(٢٦) المكتوب السّادس والعشرون أرسل إلى الشّيخ العالم مولانا الحاجّ محمّد اللّاهوريّ (٢) في بيان أنّ الشّوق يكون للأبرار دون المقرّبين مع علوم تناسب هذا المقام

ثبّتنا الله تعالى وإيّاكم على جادّة الشّريعة المصطفويّة على صاحبها الصّلاة والسّلام والتّحيّة. ورد في الحديث القدسيّ " ألا طال شوق الأبرار إلى لقائي وأنا إليهم لأشدّ شوقا» (٣).

أثبت الله سبحانه الشّوق للأبرار لأنّ المقرّبين الواصلين لا شوق لهم، لأنّ الشّوق يقتضي الفقد والفقد في حقّهم مفقود، ألا يرى أنّ الشّخص لا يشتاق إلى نفسه مع إفراطه في حبّه لعدم تحقّق الفقد في حقّه فالمقرّب الواصل الباقي بالله سبحانه الفاني عن نفسه حكمه كحال الشّخص مع نفسه. فلا جرم لا يكون المشتاق إلّا الأبرار لأنّه محبّ فاقد. ونعني بالأبرار غير المقرّب الواصل سواء كان في الإبتداء أو في الوسط، ولو بقي منه مقدار خردلة ولنعم ما قيل في الشّعر الفارسيّ:

فراق دوست اكراند كست اندك نيست ... درون ديده اكر نيم موست بسيارست

(يعني) ما قلّ هجران الحبيب وإن غدا ... قليلا ونصف الشّعر في العين ضائر

نقل عن الصّدّيق الأكبر رضي الله عنه أنّه رأى قارئا يقرأ القرآن ويبكي فقال: هكذا كنّا نفعل ولكن قست قلوبنا. هذا من قبيل المدح بما يشبه الذّمّ. وسمعت شيخي قدّس سرّه يقول: إنّ المنتهى الواصل ربّما يتمنّى الشّوق والطّلب الّذي كان له في الإبتداء. ولرفع الشّوق مقام آخر أكمل من الأوّل وأتمّ وهو مقام اليأس والعجز عن الإدراك فإنّ الشّوق يتصوّر في المتوقّع، فحيث لا توقّع لا شوق. وإذا رجع هذا

__________

(١) الآية: ٤٧ من سورة طه.

(٢) محمد بن عبد الله بن محمد بن جمعة اللاهوري: صنف مبهج النفوس ومبلج العبوس في نوادر الحكايات، فرغ من جمعه وكتابته سنة: ١١٢٥ هـ

(٣) لا أصل له: ذكره في الإحياء بلفظ لقد طال شوق الأبرار الخ قال العراقى في تخريجه: لم أجد له أصلا إلا أن صاحب الفردوس ذكره من حديث أبي الدرداء ولم يذكر له ولده في مسند الفردوس سنده، وقال الشيخ الأكبر في موضع من فتوحاته: «وقد ورد خبر لا علم لي بصحته أن الله ذكر المشتاقين إليه وقال عن نفسه: إنه أشد شوقا إليهم " ولا علم لي به من الكشف ولا من رواية صحيحة إلا أنه مذكور مشهور» انتهى ملخصا، ولكن معناه صحيح مطابق لحديث: «من تقرب إلى شبرا تقربت إليه ذراعا» الحديث.



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!