موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(28) المكتوب الثامن والعشرون أرسل أيضا إلى خواجه عمك في بيان علو الحال لكن بعبارة موهمة للتنزل والتباعد

 

 


(أيّها المخدوم المكرّم)، قد وقع في عبارات أكابر هذه السّلسلة العليّة قدّس الله أسرارهم “ أنّ نسبتنا فوق جميع النّسب ” وأرادوا بتلك النّسبة الحضور والشّعور. والحضور المعتبر عندهم إنّما هو حضور بلا غيبة. وقد عبّروا عنه بيادداشت. فتكون نسبة هؤلاء الأعزّة عبارة عن يادداشت ويادداشت الّذي تقرّر في فهم هذا الفقير القاصر مبنيّ على هذا التّفصيل، وهو أنّ التّجلّي الذّاتيّ عبارة عن ظهور حضرة الذّات تعالت وتقدّست. وحضوره تعالى بلا ملاحظة الأسماء والصّفات والشّئون والإعتبارات.

وقالوا لهذا التّجلّي تجلّيا برقيّا، يعني يتحقّق ارتفاع الشّئون والإعتبارات لمحة يسيرة ثمّ تسدل حجب الشّئون والإعتبارات وتتوارى حضرة الذّات. فعلى هذا التّقدير لا يتصوّر حضور بلا غيبة بل الحضور لمحة يسيرة والغيبة دائمة وكائنة في أغلب الأوقات فلا تكون هذه النّسبة معتبرة عند هؤلاء الأعزّة، والحال قد قال مشائخ السّلاسل الأخر لهذا التّجلّي نهاية النّهاية، فإذا دام هذا الحضور ولم يقبل الإحتجاب والإستتار أصلا، وتجلّي الحقّ سبحانه بلا حجب الأسماء والصّفات والشّئون والإعتبارات دائما كان حضورا بلا غيبة. فينبغي أن يعلم تفاوت ما بين نسبة هؤلاء الأكابر ونسب الآخرين بهذا القياس، وأن يعتقدها فوق الكلّ بلا تحاش وهذا القسم من الحضور وإن كان مستبعدا عند أكثر النّاس ولكن لا بعد فيها عند أربابها، (شعر):

هنيئا لأرباب النّعيم نعيمها ... وللعاشق المسكين ما يتجرّع

وقد عرضت لهذه النّسبة غرابة على نهج لو حكيتها فرضا عند أرباب هذه السّلسلة العظيمة الشّأن يحتمل أن يكون أكثرهم في مقام الإنكار ولا يصدّقوها، والنّسبة الّتي كانت متعارفة الآن عند أرباب هذه السّلسلة عبارة عن حضور الحقّ سبحانه وشهوده تعالى على وجه يكون منزّها عن وصف الشّاهديّة والمشهوديّة وعن التّوجّه المعرّى عن الجهات السّتّ المتعارفة وإن توهّمت جهة الفوق وظنّ دوامها بحسب الظّاهر. وهذه النّسبة يعني المذكورة المتعارفة الآن تتحقّق أيضا في مقام الجذبة فقط ولا يظهر وجه كونها فائقة لنسب سائر الطّرق بخلاف يادداشت بالمعنى السّابق، فإنّ حصولها إنّما هو بعد تمام جهة الجذبة ومقامات السّلوك، وعلوّ درجتها لا يخفى على أحد. فإن كان خفاء فإنّما هو في حصولها فقط فإن أنكر حاسد بسبب حسده وجحد ناقص لنقصانه فهو معذور، (شعر):

إن عابهم قاصر طعنا بهم سفها ... برأت ساحتهم من أفحش الكلم

هل يقطع الثّعلب المحتال سلسلة ... قيّدت بها أسد الدّنيا بأسرهم.

والسّلام أوّلا وآخرا.

(٢٨) المكتوب الثّامن والعشرون أرسل أيضا إلى خواجه عمك في بيان علوّ الحال لكن بعبارة موهمة للتّنزّل والتّباعد



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!