موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

المنظرة الرابعة: في بيان من أثنى عليه من معاصريه وشهد له بأنه مجدد الألف الثاني

 

 


المستعدين حتى صار شيخه بعد ذلك يستفيد منه الفيوضات الجديدة كسائر المستفيدين وليس هذا كلاما صادرا على سبيل المبالغة والاطراء بل أمر واقع مشهور عند أربابه بلا امتراء وطار صيت إرشاده في أيام قلائل مسير القطا والأمطار وأنتشرت كملاته وقوة إفاضته في سائر الأقطار فتهافت عليه العلماء والفضلاء والكملاء والأمراء في جميع الديار لاقتباس الأنوار فبذل لهم أنواع العنايات حسب الأقتدرار وشمر عن ساق الجد في إحياء الشريعة المحمدية وتحزم في إعادة أنوار السنن النبوية وانتصب لإقامة شعائر الطريقة الأحمدية وكان يحرص أصحابه كلهم بالتمسك بعروة الشريعة العليا وإحياء السنة النبوية السنية والعمل بما فيها والإجتناب عن كل ما ينافيها كما هو أساس الطريقة النقشبندية وكان يحث على ذلك أمراء عصره وحكام دهره بواسطة مكاتيب عديدة حتى استنارت أقطار الهند وما يليها بنور السنة وعادات الشريعة المحمدية بعد أن كادت تعوج مستقيمة سديدة وقد نشأ في حجر تربيته خلفاء علماء أجلاء وكملاء فضلاء أدلاء كل واحد منهم رافع رايات العلوم والوية الولاية وجامع أشتات الفنون وناصب بنودها رواية ودراية فقام هؤلاء الكرام وكذا أولاده العظام بعده بنشر طريقته العلية وبث سيرته السنية بين الخاص والعام حتى انتشرت انوار فيضه في اسرع الأوقات إلى اطراف العالم وعمت أسرار فضله من ادركته العناية الازلية من بني آدم ولا زالت إلى يومنا هذا تتزايد يوما فيوما بواسطة خلفاء خلفائه واولاد اولاده وهلم جرا بحيث لم يبق مملكة من مماليك الإسلام إلا وفيها من ينورها بطريقته من الاعلام بفضل الله الملك العلام ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.

(المنظرة الرابعة) في بيان من أثنى عليه من معاصريه وشهد له بأنه مجدد الألف الثاني

فاول من اثنى عليه شيخه الخواجه محمد الباقي بالله وقد تقدم انه صار يستفيد منه كبعض المستفيدين وذلك فإن الإمام قدس سره وإن كان استفاد من شيخه المذكور الطريقة النقشبندية إلا ان الحق سبحانه منحه اعلى من ذلك وازيد مما هنالك كما بين ذلك في بعض مكاتيبه ولهذا سميت الطريقة الخاصة به الطريقة المجددية فكان شيخه يستفيد منه تلك الطريقة الخاصة به وكان يعظمه تعظيم المريد شيخه حتى نقل انه اتى حجرته وقتا من الأوقات فصادفه من الاستغراق فأراد الخادم اخباره بمجيئه فمنعه ورد الباب بهيئة ورجع يمشي الهوينا خوفا من انقطاع استغراقه وقعد خارج الحجرة إلى أن قام الإمام وسئل من بالباب فقال الفقير محمد الباقي فخرج مسرعا وقام بكمال الأدب والتواضع وقد بشره ببشائر كثيرة رآها في وقائعه وكتب يمدحه بعلو الاستعداد وكمال القابلية إلى بعض أحبائه ووصى جميع مريديه وقت موته باتباعه.

(نقل) عن الميري محمد نعمان الذي هو من اعاظم أصحاب الخواجه محمد الباقي ومن اكابر السادات أن الخواجه لما خصصه بعد التعميم باتباع الإمام قال له على سبيل التحرج والاستنكاف من اتباعه ان توجه قلبه الفقير ليس إلا جنابكم فقال له الخواجة بالخشونة ما تظن انت في الشيخ أحمد فإن الوفا من النجوم أمثالنا تتلاشى وتضمحل في أشعة انوار شمسه اهـ.

فلو لم يوجد في حقه قدس سره إلا هذه الشهادة الصادقة من شيخه لكفت دليلا على فضله الشامخ وقدمه الراسخ فكيف اذا وجد غيرها من شيخه ومن كملاء مشايخ عصره وفضلاء علماء دهره إماما صدر من شيخه في مدحه فلنثبت هنا بعضا منه للاستشهاد.

(فمنها) ما كتبه إلى بعض أحبائه من كبار وقته بهذا العنوان في أوائل وصوله إلى صحبته أن رجلا من سهرند يسمى الشيخ أحمد كثير العلم قوى العمل وقد

صحبه الفقير أياما وشاهد من أحواله عجائب كثيرة يشبه أن يكون شمسا يتنور العالم منه الحمد لله قد حصل لي اليقين بأحواله الكاملة وله أقرباء واخوة كلهم من صلحاء الرجال ومن طبقة العلماء وصحب الداعي عدة منهم ووجدهم من الجواهر العالية ولهم استعدادات عجيبة وللشيخ المذكور أولاد وأطفال وكلهم أسرار الهية وبالجملة انه شجرة طيبة انبته الله نباتا حسنا.

(ومنها ما بشره به) مشافهة مرارا بأنه قطب الوقت وقطب الأقطاب الذي رآه في المنام عند اجازة شيخه الخواجكي الأمكنكي ووقت نزوله في بلدة سهرند مرارا كثيرة وهي مشهورة وفي ذيل تعريب الرشحات لجامع هذه الحروف وغيره أيضا مسطورة.

(ومنها) ما قال في حقه أيضا أني قد تشيخت في هذه السنين الثلاثة أو الأربعة ولعبت أياما الحمد لله لم يكن لعبي هذا وفتحى هذا الدكان بلا فائدة حيث ظهر مثله في عرصة الوجود.

(ومنها) ما قال أني جئت بهذا البذر من بخارا وسمرقند وزرعته في أرض الهند الكثيرة البركة وكان سعينا واجتهادنا في تربية الطالبين إلى أن تبلغ معاملته إلى انتهائها ولما فرغت من امره جررت نفسي من المشيخة واحلت الطلاب عليه.

(ومنها) ما كتب إليه يبلغ الله تعالى إلى مرتبة الكمال والأكمال (ع).

وللأرض من كأس الكرام نسيب

لا تكلف وما هو حقيقة الحال يكتب قال الشيخ الأنصاري أنا مريد الخرقاني ولكن لو كان الخرقاني في هذا الوقت لكان مريدا إلى مع كونه شيخى فإذا كانت صفة هؤلاء الذين تخلصوا عن الصفة هكذا فلم لا يبذل اسارى آثار الصفات ارواحهم في لوازم الطلب ولم لا يتوجهون إلى مكان وصل منه إلى مشام ارواحهم رائحة المطلوب وتوقفنا وإهمالنا الآن ليس من جهة الاستغناء وعدم المبالاة بل ننظر الاشارة (شعر)

إذا ما أراد الطمع مني منييتي ... لقلت على رأسي القناعة أحجار

هذا هو حقيقة الحال التي تحرر يهدينا الله سبحانه لما هو المهم ويخلصنا من العجب والغرور وبقية المقصود ان جناب معدن السيادة الأمير صالح النيسابورى سلمه الله قد أظهر الطلب وحيث كان الوقت غير مقتضى لهذا لم ير تضييع أوقاته من مقتضى الإسلامية فلا جرم ارسلناه إلى صحبتكم يصير أن شاء الله تعالى محظوظا على قدر استعداده ويجد تمام اللطف وكمال التوجه.

(ومنها) ما كتبه أيضا يبلغ الله سبحانه الفقراء والمساكين العاجزين ببركات الأولياء المنتخبين إلى مقاصدهم منذ مدة لم يصدر مني عرض الخلوص على ديوان ملجأ الولاية نعم يمكن أن تجعل هذه الكلمة الواحدة قاصدا لجناب صادق الحال الحمد لله بتصور هذا القسم وماذا اكتب غيره فإن تحرير كلمات الدراويش إلى حضرتكم من غاية عدم الحياء وحكاية الأوضاع الصورية لا مناسبة لها أصلا والحاصل ينبغي لنا أن نعرف حدنا وأن نحترز من الفضول والمطلوب الدعاء.

(ومنها) ما كتبه إله أيضا ليكن مسند الإرشاد أوسع وأنور أن مسودة الرسالة التي في طريقه خواجكان جعلها الخواجة برهان كحل البصر للمشتاقين الحمد لله أنها عالية جدا ولطيفة ولكن ربما يخطر في البال التماس تفتيش أحوال حضرة الخواجه احرار قليلا لعله يظهر أمور أخرى أيضا ولما تشرفت بمطالعة تلك اللطيفة الغيبية في ذاك اليوم خطر خاطر في أثناء النعاس أن طرف اليسار أعني عالم الأرواح يتعلق به فلما حضرت حصل التردد من جهة ضعف الحافظة أنه من كان المشار إليه ولكن الظن الغالب أن الإشارة كانت إلى حضرة الخواجة أحرار قدس سره لا بد يرى ذلك في طبقات واحد من الأئمة يمكن أن يظهر شيء.

(وأيضا) يفهم من كلماته معنى العصمة.

(وأيضا) يظهر في بعض المنامات أنه خلق في أصل الخلقة مندرج النهاية في البداية ما العجب أنه لو كان مخلوقا

في القابلية المطلقة التي هي فوق نقطة العلم وتحت مقام الوحدة نرجوا أن تبصر هناك أيضا.

(وأيضا) نرجوا أن تنظر إلى مقام الفاروق رضي الله عنه أنه دخل المقام المذكور على طريق النزول أو جاء من طريق آخر ولعل المخلوقية فوق النقطة صارت سببا لعدم التقرب من ذاك المقام نرجو التفتيش والعناية والخاطر منتظر جدا.

(والتماس) آخر نرجوا التوجه أيضا في باب فناء البشرية أن له مقاما في غير مقام الفناء في الله وأنه منحصر في الدخول في هذا المقام والجماعة الذين يظهرون أنهم مخلوقون فوق هذا المقام الظاهر أنهم محفوظون هكذا ولا حاجة لهم إلى تجشم الكسب في ظهور فناء البشرية.

(وأيضا) أن الذين فنوا وانمحوا تحت مقام الوحدة وأن ساروا من طريق الجذبة قيومية أو غيرها أيضا محفوظون من العود إلى وجود البشرية.

(وأيضا) نرجوا النظر إلى بيت الجبروت الذي هو مقام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ينبغي أن يكون هناك أيضا مقام يجعل امينا من العود المذكور.

(وأيضا) نرجوا إحالة النظر في مقام الفناء في الله لعل له طريقا آخر غير هذا الطريق الظاهر بالتفصيل ولعل بعض الأعزة دخلوا من ذلك الطريق وبقية الأحوال المتوقفة معلومة له كما ينبغي واسامى مقامات كثيرة وعلاماتها غير معلومة لنا فكيف يمكن أن نكتب التعبيرات إنشاء الله يكون ما هو المرضي والسلام على محمد صادق وجميع الإخوان والأعزة اهـ.

وبهذه الفقرة الأخيرة يعلم علو المقامات المجددية الخاصة به.

(ومنها) ما كتبه في أواخر عرائضه التي كان ارسلها إليه لبيان أحواله وهي مندرجة في أول الجلد الأول من المكتوبات وما ذكر من الكشوف طريقه مرضى جدا وصحيح ومستقيم ومستحسن حيث ينكشف اشياء بلا قول ولسان ولا حاجة إلى بيان جميع الوجوه وما يلزم بيانه بين وقت الملاقاة هذا شهادة شيخه ومدحه.

(وأما) غيره فهم كثيرون لا يعلم عددهم إلا الله وأما الكبراء منهم المشار إليهم بالبنان كالشيخ فضيل الله البرهان فورى ومولانا حسن الغوثي ومولانا عبد الحكيم السيالكوتي ومولانا جمال الدين التالوي ومولانا يعقوب الصرفي شيخه ومولانا حسن القباداني ومولانا مير كشاه ومولانا مير مؤمن البلخيين ومولانا جان محمد اللاهوري ومولانا عبد السلام الديوكي والشيخ عبد الحق المحدث الدهلوى في آخر أمر بعد أن ضيع في مخالفته برهة من عمره وغيرهم من فضلاء دهره وكملاء عصره كل اولئك اثنى عليه بما هو أهله ورد على من أساء الأدب في حقه وتكلم بما لا يليق بشأنه وكلهم كانوا يتهافتون على معارفه ويستروحون بعوارفه.

(أما الشيخ فيصل الله البرهانفوري) فقد نقل عنه نقلا صحيحا أنه كان يبتهج بسماع أوصافه الجميلة ويلتذ باستماع معارفه الجليلة ويقول أن كلما بقوله قطب الأقطاب يعني الإمام قدس سره ويكتبه من أسرار الحقيقة صحيح وأصيل وهو صادق فيه ومتحقق به وعلامة صدق المقال وعلو الحال هي الإتباع على وجه الكمال ولي اخلاص تام وحب عام لجنابه من ظهر الغيب قال ذلك بعد أن ذكر عنده بعض أوصاف الإمام قدس سره وكمال اتباعه للسنة السنية ولهذا لما حبس الإمام على ما سيذكر جعل الشيخ المذكور الدعاء بخلاصة ورد النفسه بعد أوقات الصلوات الخمس وكلما اتاه أحد من طرف سهرند للإنابة والاسترشاد كان يقول له العجب إنك تسكن في جواره يعني الإمام وتكون مريدا المحل آخر وتتركون الشمس وتستضيئون بالنجوم.

(وأما الشيخ حسن الغوثي) فقد كان يثني عليه بما هو أهله ويمدحه بما يليق بعلو مقامه وقد كتب في وصفه في كتابه الذي صنفه في بيان مناقب الأولياء هذه العبارات بالإنشين مسند المحبوبية وصدر آراء محفل

وحدانية خداوند مقام فردية صاحب مرتبة قطبية إلخ.

(وأما مولانا عبد الحكيم السيالكوتي) فقد كان يعظمه تعظيما بليغا يليق بمثله من مثله ويشنع على المنكرين بأشد التشنيع ويقر بكونه مجدد الألف الثاني ويكتب هذا الوصف في مكاتيبه المرسلة إليه بل قيل أنه أول من أطلق هذا الوصف عليه ونقل عنه هذه العبارة في رد شبهة بعض المخالفين أن القدح في كلام الكبراء من غير فهم مرادهم جهل وليس له نتيجة حسنة فرد كلام ملجأ المشيخة ومعدن العرفان الشيخ أحمد من الجهل وعدم الفهم كتبه الفقير عبد الحكيم وقد ثبت بنقل الثقات أنه دخل في قيد أرادة الإمام قدس سره وهو الظن به (اتى) سهرند واحد من مريدي الشيخ مير محمد مؤمن البلخي بينة الإنابة والتوبة والسلوك على يد الامام الرباني قدس سره وبلغه سلام كل من شيخه المذكور والسيد ميركشاه والشيخ حسن القباداني وقاضي القضاة تولك ثم قال أن شيخي مير محمد مؤمن الكبروي يقول لو لم يمنعني كبر السن وبعد المسافة لا وصلت نفسي على ملازمته وافنيت بقية عمري في خدمته واقتبست من أنوار أحواله ما لا عين رأت ولا أذن سمعت وحيث أن هذه الموانع موجودة فالمأمول أن يعد هذا المهجور الصوري والحاضر المعنوي من مخلصيه الحاضرين وأن يكون متوجها إلى أحواله بالتوجهات الغائبية وافاضات الانوار القدسية وقال أنه أمرني بمبايعتكم ونيابة عنه فقام وبايعه عنه ثم قال وقت انصرافه أن الاعزة هناك يلتمسون أن ترسل اليهم بعض المكاتيب المشتملة على الحقائق العالية فكتب الإمام قدس سره المكتوب التاسع والتسعين وارسله إليه مع بعض المكاتيب المشتملة للمعارف السامية ونقل عن بعض الاعزة الذي جاء الهند من بلخ أنه قال لما وصل المكتوب المذكور إلى المير المشار إليه وطالعه قام ورقص من كمال البهجة والسرور وقال لو كان سلطان العارفين وسيد الطائفة وأمثالهما أحياء في هذا الوقت لكانوا في خدمته اهـ‍.

(ونقل) مثل ذلك عن بعض محققي ذلك الوقت الذي كان في صحبته كثير من العرفاء والعلماء وكان له اطلاع تام على كلمات القوم وأحوالهم حيث قالل حين سمع خرافات بعض المعاندين أن الحق أن مزاج أهل الزمان ليس لايقا لإدراك دقائق حقائق هذا العزير فلوا كان في أيام السلف لعرفوا قدره ومرتبته ودرجة كلامه ولا ورد المتأخرون كلماته في كتبهم للاستدلال بها والاستشهاد وفطرة أرباب العصر في إدراك كلماته كفطرة سائر الجهلاء في إدراك حكم الحكماء اهـ‍.

(وقال واحد) من العلماء العاملين المتورعين ومن المقتدى بهم في ذلك العصر في بيان تصانيفه أن كتب القوم ورسائلهم أما تصنيف أو تأليف والتصنيف أن يحرر الشخص ما هو حاصله من العلوم والأسرار والنكات والمقامات والتأليف أن يجمع الشخص كلمات غيره بترتيب جيد وقد مضت مدة مديدة من ارتفاع التصنيف من العالم وإنما بقى التأليف فقط وأنا وإن لم أكن ممن مريديه ولكن الحق والانصاف إن مكاتيبه ورسائله الواقعة في هذا الزمان الاخير تصنيفات لا تأليفات فأني كلما أمعنت النظر فيها لا أرى فيها نقلا عن الغير الأعلى الندرة والضرورة وعامتها مكشوفاته وملهماته الخاصة به وكلها عالية مقبولة مستحسنة وموافقة للشريعة الغراء اهـ‍.

(وقال واحد) من أقضى قضاه العصر المذكور في جواب من سئل عنه قدس سره أن الأحوال الباطنية المنسوبة لهذه الطائفة العلية خارجة عن ادراكنا ولكن الذي اعرفه أن أطواره وأوضاعه يعني الإمام قدس سره قد أورثتنا يقينا جديدا صادقا في طور الأولياء المتقدمين فإننا كلما طالعنا في كتب السلف ما صدر عن كمل المتقدمين من الرياضات العجيبة و

الطاعات الغريبة كان يخطر ببالنا لعل مريديهم كتبوها على سبيل المبالغة ولما شاهدت أوضاعه وأطواره زال عني تلك الترددات كلها بل ربما يخطر ببالي أن محرري تلك الأحوال ربما فرطوا فيها ولم يكتبوها بالتمام اهـ.

(وأما الشيخ عبد الخالق المحدث الدهلوى) فإنه وإن كتب في أوائل أمره بعض الاعتراضات على بعض معارفه بموجب البشرية ولوازم المعاصرة إلا أنه أدركته العناية الإلهيه في الآخر فتاب عما سلف تاب الله عليه وأظهر رجوعه ذلك في مكتوب كتبه إلى حسام الدين أحمد من خلفاء مولانا الخواجه محمد الباقي بالله قدس سره مضمونه أن صفاء باطن الفقير في هذه الأيام في حق الشيخ أحمد سلمه الله تعالى متجاوز عن الحد لم يبق حجاب البشرية والغشاوة الجبلية في البين ولا أدري أن هذا من أين الانصاف وحكم العقل مع قطع النظر عن رعاية أخوه الطريقة يقتضيان عدم مخالفة أمثال هؤلاء الأكابر وإن لا يؤذي ويساء اشباه هؤلاء الأعزة وقد أحس في باطني بطريق الذوق والوجدان شيئا يكل اللسان عن تقريره والله مقلب القلوب ومبدل الأحوال ولعل أرباب الظاهر يستبعدون ذلك وانا لا أدري ما الحال وعلى أي مثال ومنوال اهـ وكتب أيضا على أولاده في مكتوب طويل عريض ما مضمونه أن المسودات التي كتبتها اعتراضا على كلام الميان الشيخ أحمد سلمه الله تعالى اغسلوا كلها بالماء فإن الغبار الحاصل في الخاطر بالنسبة إليه قد تبدل صفاء اهـ ولا يخفى على التنبيه من هذا أن اعتراضه أولا إنما كان بموجب البشرية وهو كذلك فإن كلام المنكرين كله من هذا القبيل إلا أن الحق سبحانه يختص برحمته من يشاء وينجيه من هاوية الانكار ويؤويه إلى جنة التصديق بأوليائه ونعم دار القرار ويبقى البعض على ما هو فيه من نار الانكار وبئس القرار واختلف في سبب رجوع الشيخ من انكاره ظاهرا قيل رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يوبخه على إنكاره وقيل تفاءل في حقه بالقرآن العظيم فخرج فإن يك كاذبا فعليه كذبه وإن يك صادقا يصبكم بعض الذي يعدكم وقيل خرج مرة رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وقيل إنما كان اعتراضه عليه بحسب مكتوب مجعول عليه من طرف بعض أعدائه فلما وقف على ذلك رجع وتاب واعتذ للأمام قدس سره عما صدر فعذر وانقلب إلى الصفاء الكدر ولم يبق منه أثر ولا مانع من أجتماع كل ذلك وحيث ثبت رجوعه عن ذلك علم أنه ممن ادركته العناية الالهيه بأي طريق كان (تنبيه) قد تقدم أنه أمر أولاده بغسل تلك المسودات والظاهر أنهم فعلوا ذلك ومع ذلك نرى الآن أنه بقي منها بعض النقول حيث وقفنا على رسالة لبعض الفحول بالفارسية ردها عليه ردا بليغا كلمة كلمة وأجاب عن كل أعتراض بأجوبة شافية جزاه الله سبحانه خير الجزاء وهو مولانا العلامة الشيخ وكيل أحمد السكندر فوزي سلمه الله سبحانه (ع)

وبح بسم من أهوى ودعني من الكني *

وهؤلاء الذين ذكرناهم أكثرهم ممن ادركوا في أواخر عمرهم أوائل ظهور الإمام قدس سره وأما الذين أدركوا زمان كمال ظهوره وبايعوع أو اقتبسرا من أنواره من المحققين والمدققين فلا يحصى عددهم إلا الله لو حاول شخص ذكرهم لاقتضى مجلدات كثيرة وقد ألف بالفارسية مناقب شتى وأما هذه الوريقات فلم نقدر أن نثبت فيها إلا قطرة من تلك البحار ومن جملة كبار مريديه السيد آدم البنوري والمير محمد نعمان البدخشي والشيخ تاج الدين الهندي صاحب الرسالة التاجية المذكور ترجمته في خلاصة الأثر فإنه صحبه بعد وفات الخواجة محمد الباقي بالله قدس سره ثم أبتلي بمرض الانكار مع من أبتلوا ثم أدركته العناية الإلهية لأسباب



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!