موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الدرر المكنونات النفيسة في تعريب المكتوبات الشريفة

للشيخ الإمام الرباني أحمد الفاروقي السرهندي

(86) المكتوب السادس والثمانون إلى شخص من حكام بعض القصبة في بيان سلامة القلب عما سواه تعالى

 

 


وفّقكم الله سبحانه لمرضيّاته واعلم: أنّ الإنسان كما أنّه لا بدّ له من تصحيح الإعتقادات، كذلك لا بدّ له من إتيان الأعمال الصّالحات. وأجمع العبادات وأقرب الطّاعات هو أداء الصّلاة كما قال عليه الصّلاة والسّلام «الصّلاة عماد الدّين فمن أقامها فقد أقام الدّين ومن تركها فقد هدم الدّين “ ومن وفّق لمواظبة أداء الصّلاة فقد امتنع عن الفحشاء والمنكر وقوله تعالى ” إنّ الصّلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر “ مؤيّد لهذا الكلام، والصّلاة الّتي ليست بهذه المثابة يعني لم تمنع صاحبها عن الفحشاء والمنكر فهي صورة الصّلاة لا حقيقة لها ولكن ينبغي أن لا تترك الصّورة إلى أن تحصل الحقيقة فإنّ ما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه، ولا يستبعد اعتبار أكرم الأكرمين الصّورة وأن يقبلها مكان الحقيقة. فعليكم المواظبة على أداء الصّلاة مع الجماعة ومع الخشوع والخضوع فإنّها سبب النّجاة والفلاح قال الله تعالى ” قد أفلح المؤمنون الّذين هم في صلاتهم خاشعون».

والحاصل أنّه ينبغي أن يعمل مع وجود الخطر يعني الرّدّ ألا ترى أنّ العساكر يحصل لهم اعتبار كثير في مقابلة حركتهم اليسيرة ومناضلتهم القليلة وقت غلبة العدوّ، وإنّما يعتبر صلاح الشّبّان لأنّهم اختاروا لصلاح وكلّفوا أنفسهم عليه مع وجود غلبة الشّهوة النّفسانيّة فيهم، وقد نال أصحاب الكهف جميع تلك الحشمة والعظمة والرّتبة عند الله تعالى بسبب هجرة واحدة من مخالفي الدّين. وورد في الحديث النّبويّ عليه الصّلاة والسّلام «عبادة في الهرج كهجرة إليّ " فكان المنافي عين الباعث في الحقيقة. وماذا نكتب أزيد من ذلك. وصحبة الفقراء غير مرغوبة فيها لدى ولدي بهاء الدّين، بل ميله وانجذابه إلى أهل الثّروة والغنا وأرباب التّنعّم والإستغناء، ولا يدرى أنّ صحبتهم سمّ قاتل ولقمتهم السّمينة يعني أطعمتهم اللّذيذة زائدة في ظلمة الباطن وقساوة القلب. الحذر الحذر ثمّ الحذر الحذر منهم.

وورد في الحديث الصّحيح على مصدره الصّلاة والسّلام “ من تواضع للغنيّ لغناه ذهب ثلثا دينه ” فويل لمن تواضعهم لغناهم والله سبحانه الموفّق.

(٨٦) المكتوب السّادس والثّمانون إلى شخص من حكّام بعض القصبة في بيان سلامة القلب عمّا سواه تعالى

رزقكم الله سبحانه الإستقامة على حدّ الإعتدال ومركز العدالة بجاه سيّد المرسلين عليه وعلى آله من الصّلوات أفضلها ومن التّسليمات أكملها، وما هو اللّازم لنا ولكم سلامة القلب من التّعلّق بما سوى الحقّ تعالى. وهذه السّلامة إنّما تتحقّق على تقدير عدم بقاء خطور غيره تعالى في القلب بحيث لو امتدّت الحياة إلى ألف سنة فرضا لا يقع الغير في القلب بواسطة نسيان ما سواه تعالى الحاصل للقلب، (ع) هذا هو الأمر والباقي من الهوس *



 

 

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!