موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


336.  – الزهد

في اللغة:

“ الزاء والهاء والدال أصل يدل على قلة الشيء. والزهيد: الشيء القليل.

وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: “ أفضل الناس مؤمن مزهد “ هو المقلّ. .. قال الخليل: الزهادة في الدنيا، والزهد في الدين خاصة “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ زهد “ )

في القرآن:

لم ترد كلمة “ زهد “ في القرآن، إلا في موضع واحد :” وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ “( يوسف / 20 ).

والملاحظ انه ليس للكلمة في هذه الآية اي معنى أو دلالة روحية.

عند الشيخ ابن العربي:

ان كلمتي “ زهد “ و “ زهاد “ أصبحتا علما على طائفة مع مطلع النصف

الثاني من القرن الثاني للهجرة.

ويرجع السبب في تأخر ظهورهما كمصطلح، ان الزهد في القرآن لم يشكل ترغيبا لرواد الروح الأوائل في الإسلام 1.

كان هؤلاء الرواد ممثلين بطائفتين يصورون الحياة الزاهدة في عصر الرسول: طائفة القراء وطائفة أهل الصفّة.

كما أنه وجد إلى جانب هاتين الطائفتين: طائفة التوابين والبكائين.

بصورة أفراد غير منتظمين في حلقات.

وقد ظهرت حركة الزهد بطابع سني نصّي طوال حكم بني أمية، ثم تطورت بالتدريج إلى أقدم صورة نعرفها عن التصوف.

ومع تطور العرفان الصوفي تحول “ الزهد “ أولا إلى أحد مقامات السلوك ليس إلا، ثم في مرحلة ثانية أصبح هو نفسه موضوع جدل وشك.

وقد نقل لنا شيخنا الأكبر في فتوحاته صورة “ الزهد “ في عصره.

****

( ) هل يصح اسم الزاهد للفقير ؟ وما هو الزهد في نصوص الصوفية ؟

أجاب الشيخ ابن العربي على هذين السؤالين بنصوص واضحة ،

يقول:

“ الزهد لا يكون إلا في الحاصل في الملك [ - ملكية الشخص الزاهد ]، والطلب [ - طلب الدنيا ] حاصل في الملك [ في ملك الفقير ].

فالزهد في الطلب: زهد. لأن أصحابنا [ - الصوفية ] اختلفوا في الفقير الذي لا ملك له، هل يصح له اسم الزاهد، أو لا قدم له في هذا المقام [ - الزهد ] ؟

فمذهبنا: أن الفقير متمكن من الرغبة في الدنيا والتعمل في تحصيلها، ولو لم يحصل، فتركه لذلك التعمل والطلب والرغبة عنه يسمى: زهدا بلا شك 2 “ ( ف 2 / 177 ).

يقرر الشيخ ابن العربي إذن أن: “ الزهد “ من حيث كونه خلق إنساني يعم الباطن، وينعكس على الظاهر، فسلطانه في الأصل يظهر على: الباطن.

أي على الطلب وليس على الملك [ الذي هو من الظاهر ].

فالزهد خلق للعبد غير متعدي إلى غيره، كماله في باطن الانسان. وهو من المقامات التي يتصف بها العبد إلى حين موته.

وسنورد نصوص الشيخ ابن العربي التي تثبت ما ذكرناه أعلاه يقول:

 - الزهد - خلق غير متعدي

“ والخلق غير المتعدي - كالورع والزهد والتوكل “ ( ف السفر 1 فق 91 )

 - الزهد - كماله في باطن الانسان:

“ وهذه الأمور على قسمين: قسم - كماله في ظاهر الانسان وباطنه، كالورع والتوبة، وقسم كماله في باطن الانسان، ثم إن تبعه الظاهر فلا بأس، كالزهد والتوكل. وليس ثم - في طريق اللّه - تعالى - مقام يكون في الظاهر دون الباطن “ ( ف السفر 1 - فق 97 ).

 - الزهد - مقام في الدنيا

“ فالزهد في الدنيا ولهذا لا يثبت “ ( ف 2 / 178 ).

“ ومنها [ المقامات ] ما يتصف به العبد إلى حين موته: كالزهد والتوبة والورع والمجاهدة والرياضة والتخلي والتحلي، على طريق القربة “.

( ف السفر 1 - فق 98 )

وللزهد من حيث كونه مقاما، وجوه ومراتب تتبع: العوالم [ على مستوى الموضوع المزهود فيه ]، والانسان [ من حيث كونه في مقام الإسلام - أو الايمان. أو الإحسان ].

يقول:

“ فاما في الملك [ - عالم الملك ] من كونه “ مسلما “، فالزهد في: الأكوان، وهو الحجاب الأبعد الأقصى، واما في الجبروت [ - عالم الجبروت ] من كونه “ مؤمنا “، فالزهد في: نفسه: وهو الحجاب الأدنى الأقرب.

وأما في الملكوت [ - عالم الملكوت ] من كونه “ محسنا “، فالزهد في: كل ما سوى اللّه، وهنا يرتفع الحجاب عن الطائفة “ ( ف 2 / 178 ).

وينفرد الشيخ ابن العربي عن التصوف السابق في النظر إلى الزهد وتعظيمه 3، بجعله من بدايات الطريق، يتركه الأكابر، لأنهم يتخلقون باللّه في سلوكهم، والزهد ليس له مستند في الألوهية.

يقول:

“ وهو [ الزهد ] من المقامات المستصحبة للعبد ما لم ينكشف له. فإذا كشف الغطاء عن عين قلبه لم يزهد، ولا ينبغي ان يزهد. فإن العبد لا يزهد فيما خلق له، ولا يكون زاهدا إلا من يزهد فيما خلق من أجله [ - الدنيا ]، وهذا لا يصح كونه، فالزهد من القائل به جهل في عين الحقيقة، لأنه ما ليس لي لا أتصف

بالزهد فيه، وما هو لي لا يمكنني الانفكاك عنه. فأين الزهد ! “ ( ف 2 / 178 ) “ لو رأيت الحق لم تزهد، فإن اللّه ما زهد في الخلق، وما ثمّ إلا اللّه، فبمن تتخلق في الزهد، فالزهد ليس له في العلم مرتبة، وتركه عند أهل الجمع مفروض “ ( ف 2 / 178 ).

فالزهد على مستوى الحقيقة، التي هي بنظر الشيخ ابن العربي دائما الواقع الوجودي: غير موجود.

..........................................................................................

“ ( 1 )الزهد “ لم يشكل ترغيبا من حيث إنه لم يرد نص قرآني بحب اللّه للزهاد، كما ورد في التوابين والمتطهرين وغير ذلك.

( 2 ) يعطي الشيخ ابن العربي الدليل على كون الزهد حاصل لهذا الشخص بمجرد تركه الطلب. يقول:

“ ان صاحب الذوق لا بد من أن يرى لتركه طلب الدنيا والرغبة فيها اثر الهيا في قلبه. فلو لم يكن للأمر وجود عند اللّه واعتبار، فأصح ان يكون له اثر في التجلي الإلهي لصاحب هذا الحال “ ( ف 2 / 178 ).

( 3 ) تتضارب آراء الصوفية في التصوف، وعلى تضاربها تنقسم ثلاثة أصناف:

 - زهد نظره متوجه إلى الظاهر [ الدنيا ].

- الحسن البصري: “ الزهد في الدنيا، ان تبغض أصلها وتبغض ما فيها “ ( الرسالة 56 ).

- عبد اللّه بن المبارك: “ الزهد هو الثقة باللّه تعالى مع حب الفقر “ ( الرسالة 56 ).

- أبو عثمان: “ الزهد ان تترك الدنيا ثم لا تبالي من أخذها “ ( الرسالة 55 ).

 - زهد نظره الظاهر والباطن معا [ اليد والقلب ]

- الجنيد: “ الزهد: خلوّ اليد من الملك والقلب من التتبع “ ( الرسالة 56 ).

“ الزهد: خلو القلب عما خلت منه اليد “ ( نفس المرجع )

 - زهد نظرة الباطن:

- سفيان الثوري: “ الزهد في الدنيا قصر الأمل، وليس بأكل الغليظ ول بلبس العباء “ ( الرسالة 55 ).

- أبو يزيد البسطامي: “ ليس الزهد عندي بمقام. اني كنت زاهدا ثلاثة أيام.

أول يوم زهدت في الدنيا، واليوم الثاني زهدت في الآخرة، واليوم الثالث زهدت في كل ما سوى اللّه.

فناداني الحق: ماذا تريد ؟ فقلت: أريد ان لا أريد، لأني انا المراد وأنت المريد “ ( ف 2 / 178 ).

يراجع بشأن “ الزهد “:

- الرسالة ص 55 - 57

- كتاب المسائل في اعمال القلوب. المحاسبي ص 44.

- الطريق إلى اللّه الخراز ص 46.

- كتاب الزهد. للامام أحمد بن حنبل

- روضة الطالبين. الغزالي 125.

- الانباه، لبدر الحبشي ق 51

- كتاب الزهد، لابن المبارك

حرف السين

س

.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!