موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


366.  – الاسم

في اللغة:

“ السين والميم والواو أصل يدل على السمو. .. ويقال إن أصل “ اسم “ سمو، وهو من العلو، لأنه تنويه ودلالة على المعنى “ ( معجم مقاييس اللغة مادة “ سمو “ ).

“ واسم الشيء. .. علامته، واللفظ 1 الموضوع على الجوهر والعرض للتمييز “ ( الفيروزآبادي المحيط ج 4 ص 344 ).

“ اعلم أن الاسم مشتق اما من السمو على ما هو قول البصريين أو من السمة

على ما هو قول الكوفيين. .. “ ( لوامع البينات في الأسماء والصفات، الفخر الرازي ص 10 ).

في القرآن:

- لقد وردت كلمة “ اسم “ مفردة مضافة إلى:

- اللّه: “ اسم اللّه “ [ 5 / 4، 6 / 118، 22 / 28 ]

- الرب :” بِاسْمِ رَبِّكَ “ *[ 56 / 74، 69 / 52 ]

“ اسم ربه “ [ 87 / 15 ]

- الضمير الذي يعود إلى الانسان: “ اسمه يحي “ [ 19 / 7 ]

“ اسمه المسيح “ [ 3 / 45 ]

“ اسمه احمد “ [ 61 / 6 ]

 - كما وردت في الجمع: أسماء .” وَلِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى “[ 7 / 180، 17 / 110 ] والجدير بالذكر انه لم يرد في القرآن عبارة “ اسم الهي “ أو “ أسماء الهية “ بل ورد “ اسم اللّه “ 2 و “ أسماء حسنى “.

عند الشيخ ابن العربي 3:

لشرح لفظة “ اسم “ هناك عقبتان، فمن ناحية: يضمر، الشيخ ابن العربي لنوع 4 أو الوجه المقصود من اللفظ دون الافصاح عنه، مما يوقعنا في اتهامه بالتناقض.

مثلا: يقول “ اسم “ ومراده 5: “ حقيقة الاسم “ أو “ عين الاسم “ أو “ مرتبة الاسم “ أو “ لفظ الاسم “ 6 أو “ ماهيته “، إلى غير ذلك من الوجوه التي تقبلها لفظة اسم.

ومن ناحية ثانية: ان الاسم عامة، والاسم الإلهي خاصة يشكلان قطبين يدور حولهما الشيخ ابن العربي في وقت واحد متداخل، رغم تباعدهما في الظاهر 7، فهو ينتقل بشكل مفاجئ أشبه بالتداعي بين الاسم والاسم الإلهي، أو كأنه يحاول ان يعطي تعريفات عامة للاسم يخلص منها إلى الاسم الإلهي.

وهذا الانتقال بين الاسم مطلقا والاسم الإلهي يوقع القارئ في حيرة عدم التمييز.

وسنكتفي هنا ببحث الاسم مطلقا ( ماهيته - حقيقته ) على أن نفرد للاسم الإلهي فيما يلي مادة خاصة به.

* * *

* ماهية الاسم:

الاسم هو ما يطلق بالوضع على حقيقة لتمييزها من أخرى، دون الإشارة إلى معنى قائم في ذات تلك الحقيقة 8.

وبذلك يتميز الاسم عن الصفة والنعت 9 ،

يقول الشيخ ابن العربي:

“ فالأسماء انما هي موضوعة للّه. .. فان عقل من الاسم معنى في المسمى يدل عليه الاسم فليس هو المقصود بالاسم. لان أصل الوضع في الأسماء انما هو لتمييز عين المسمى من مسمى آخر خاصة. .. والأوصاف انما هي لمعان تكون في الموصوف تسمى صفات: كالعالم اسم من قامت به صفة العلم، وهو وصف للعالم ليس باسم، واسمه مثلا علي أو زيد أو خالد فهذا هو اسمه الذي يدل على عينه خاصة، فان سمي بعالم ابتداء كما سمي بزيد وعلي فليس هو بمقصود للواضع ان سماه عالما لقيام صفة العالم [ العلم ]. .. فمتى ما توهمها [ صفة العلم ] واضع الاسم فليس بمسم على الحقيقة وانما هو واصف، وهكذا في كل اسم. .. يدل على معنى يقوم بالمسمى فهو وصف في الحقيقة. .. والمراد الصفة والعين من حيث تلك الصفة لا من حيث ذاتها: فهذا هو الفرق بين الاسم والصفة، وهكذا ينبغي أن تكون أسماء 10 الباري الخاصة ان تدل على مجرد الذات. .. وام النعوت والفرق بينها وبين الأسماء والأوصاف [ ف ] انها. .. ألفاظ تدل على الذات من حيث الإضافة. .. كالأول. ..

فالأسماء. .. للعين من غير أن تعطي من الماهية شيئا ولا من معانيه القائمة، والنعت. .. يدل على الماهية بوجه. والوصف. .. يدل على معنى في الذات. .. “ ( كتاب الأزل ص 13 - 16 ).

****

“ حقيقة الاسم “ بالنسبة للمسمى:

ان للاسم 11 دلالتين: دلالة على المسمى، ودلالة على حقيقته هو 3.

اما دلالته على المسمى فهذا ما سنراه قريبا عند الكلام على علاقة الاسم بالمسمى.

واما بالنسبة لدلالته على حقيقته فنقول:

ان لكل اسم حقيقة تميزه عن غيره من الأسماء، فالاسم المعزّ يفارق المذل ويفارق العالم والمريد وغيره من الأسماء بحقيقة ينفرد بها 12، فالأسماء الإلهية على كثرتها ليس فيها مترادفات 13.

يقول الشيخ الأكبر:

“ إذا قصدت حقيقة الاسم، ؛ وتميزه عن غيره، فان له دلالتين 14: دلالة على المسمى به. ودلالة على حقيقته التي بها يتميز عن اسم آخر “ ( ف 1 / 210 ).

“ للأسماء دلالتان. .. دلالتها على المسمى الواحد الذي يجتمع فيه الأسماء كلها 15. .. والدلالة المطلوبة ما تتميز به الأسماء من المعاني [ اي حقائق الأسماء ]. .. “ ( ف 4 / 369 ).

“ ان كل اسم 16 يدل على الذات، وعلى المعنى الذي سيق له ويطلبه [ يطلب حقيقة الاسم ]، فمن حيث دلالته على الذات له جميع الأسماء 17 ومن حيث دلالته على المعنى الذي ينفرد به، يتميز عن غيره: كالرب والخالق والمصور. .. “ ( الفصوص ج 1 / ص 79 ).

“ فالمعز [ الاسم الإلهي ] هو المذل من حيث المسمى، والمعز ليس المذل من حيث نفسه وحقيقته “. ( الفصوص ص 1 / 93 ).

..........................................................................................

( 1 ) يقول صاحب “ لطائف الاعلام “: “ الا ان الاسم في اللغة منحصر في اللفظ القولي، بل وفي الاصطلاحات النحوية على ما يكون قسما مقابلا للفعل والحرف، واما على قواعد أهل الحقيقة فان اللفظ انما هو اسم الاسم. وان الاسم الحقيقي انم هو وجود متعين “.

( ص 21 ب ).

راجع “ اسم الاسم “

( 2 ) راجع كلمة “ اله “ و “ اللّه “ في هذا المعجم.

( 3 ) قبل البدء بشرح الاسم عند الشيخ ابن العربي، نرى من الأفضل ان نورد اقسامه وان كنا بذلك نخالف التسلسل المنطقي، وذلك ان معرفتنا هذه الاقسام تجعلن نضع كل تعريف يرد للاسم في اطاره المناسب.

فالأسماء خمسة أقسام:

 - اسم علم: يدل على الذات بحكم المطابقة مثلا: اللّه.

 - اسم يدل على تنزيه، يطلب الذات لذاتها مثلا: الاحد.

 - اسم يثبت عين الصفة: يعطي عين الصفة الثبوتية الذاتية: العالم، القادر، المريد. ..

 - اسم يعطي النعت: يفهم منه النسب والإضافات: الأول الآخر الظاهر الباطن. ..

 - اسم يعطي الفعل: يفيد صدور الفعل مثل: الخالق الرازق الباري. ..

نورد هنا نصا لالشيخ ابن العربي يبين الأقسام الخمسة التي ذكرناه يقول:

“ وما بأيدينا اسم مخلص علم للذات سوى هذا الاسم اللّه، فالاسم اللّه يدل على الذات بحكم المطابقة كالأسماء الاعلام على مسمياتها، وثم أسماء تدل على تنزيه، وثم أسماء تدل على اثبات أعيان صفات وان لم تقبل ذات الحق قيام الاعداد، وهي الأسماء التي تعطي أعيان الصفات الثبوتية الذاتية كالعالم والقادر والمريد والسميع. .. وأسماء تعطى النعوت فلا يفهم منها في الاطلاق الا النسب والإضافات كالأول والآخر. .. وأسماء تعطي الافعال كالخالق والرازق. .. وانحصر الامر وجميع الأسماء الإلهية بلغت ما بلغت لا بد ان ترجع إلى واحد من هذه الاقسام أو إلى أكثر من واحد. .. “ ( ف 4 197/ ).

لالشيخ ابن العربي نص آخر يخالف فيه ما ذهب اليه هنا، حيث يرى أن الاسم “ اللّه “ لا يدل على الذات بحكم المطابقة، بل اسم الذات هو “ الواحد الاحد “ [ “ راجع “ اسم الذات “ “ اسم مرتبة “ “ اللّه “ ].

كما نلاحظ ان الشيخ ابن العربي لم يوضح في النص السابق الأسماء التي تدل على التنزيه فننقل مقطعا آخر من الفتوحات ج 2 ص 57:

“ فالأسماء التي تطلب التنزيه هي الأسماء التي تطلب الذات لذاتها. .. فأسماء التنزيه كالغنى والاحد وما يصح ان ينفرد به. .. “.

وهكذا نجد ان الشيخ ابن العربي قسم الأسماء إلى أصول خمسة.

واعتبار التقسيم عنده يشبه إلى حد بعيد كلام الفخر الرازي في الاعتبار الأول لتقسيم الأسماء في كتابه مفاتيح الغيب.

ونستخلص من كلام الفخر الرازي ان الاعتبارات المرعية في تقسيم الأسماء ستة:

الاعتبار الأول: الاسم اما ان يكون اسما للذات، أو لجزء من اجزاء الذات أو لصفة خارجة عن الذات قائمة بها.

اما الذات فهو الاسم اللّه، واما اسم الجزء فهو محال في حق اللّه تعالى، يبقى اسم الصفة التي تقسم أربعا: حقيقية مثل الوجود والحياة، إضافية مثل الخالق. .. سلبية مثل قدوس، وما يتركب عن هذه ( الاقسام ) الثلاثة.

وينتهي إلى القول بان الإضافات والسلوب غير متناهية “ فيحصل بسبب هذين النوعين من الاعتبارات [ الإضافات والسلوب ] أسماء لا نهاية لها للّه تعالى، لان مقدوراته غير متناهية “.

وغني عن المقارنة تقسيم الرازي في هذا الاعتبار الأول بتقسيم الشيخ ابن العربي الأسماء إلى خمسة.

اما الاعتبارات الخمسة الباقية التي يوردها الفخر الرازي فمنها تقسيمات للمتكلمين والفلاسفة. ..

فالمتكلمون قسموا الصفات إلى ثلاثة أنواع: ما يجب وما يجوز وما يستحيل، وهذا التقسيم في الصفات أدى إلى وجود أسماء محصوصة لكل نوع.

اما التجربة العقلية الفلسفية فتمدنا بأسماء للخالق فهو محدث للأشياء. .. مرجح. ..

واجب الوجود “ وهنا ليس العلم بصفاته تعالى وأسمائه واقعا في درجة واحدة، بل العلم بها علوم مترتبة يستفاد بعضها من بعض “.

فليراجع كتاب مفاتيح الغيب للفخر الرازي ج 4 ص ص 319 - 320 الطبعة الأولى سنة 1308 هـ المطبعة الخيرية المنشأة بجمالية قصر المحمية. كما يقول الفخر الرازي:

“ فثبت. .. ان الاسم جنس تحته أنواع ثلاثة: أسماء الاعلام، وأسماء الأجناس، والأسماء المشتقة

“.

اما الاسم العلم فهو الذي يفيد الشخص المعين من حيث إنه ذلك المعين.

واسم الجنس يفيد الماهية التي هي القدر المشترك بين الاشخاص في غير دلالة على شخص معين، والاسم المشتق يدل على كون الشيء موصوفا بالصفة الفلانية كالعالم والقادر. ..

يراجع مفاتيح الغيب ج 1 ص ص 40 - 53 الباب الرابع طبع المطبعة البهية مصر.

( 4 ) النوع يقصد بها الأنواع الخمسة التي أوردناها في الهامش السابق.

( 5 ) هذا الاضمار للوجه المقصود من اللفظ ليس غريبا على جماعة المتصوفة، يقول صاحب لطائف الاعلام: “ ثم إن الاسم قد يطلق ويراد به عين اللفظ القولي، وقد يذكر ويراد به الاسم الحقيقي الذي هو مسمى هذا اللفظ، وقد يذكر ويراد به عين المسمى. .. “ ( لطائف الاعلام 21 ب - 22 ).

“ ( 6 )لفظ الاسم “ هو اسم الاسم عند الشيخ ابن العربي، راجعه في هذ المعجم.

( 7 ) يفرد الجيلي فصلا في “ الانسان الكامل “ للاسم عامة، فيعرّف الاسم: “ الاسم ما يعيّن المسمى في الفهم، ويصوره في الخيال، ويحضره في الوهم، ويدبره في الفكر، ويحفظه في الذكر، ويصوره في العقل “. ( ص 16 ).

( 8 ) يلاحظ ان هذا التعريف للاسم، هو في الواقع تعريف للاسم العلم. لأنه يقول في مكان آخر: “ كل اسم يعطي الاشتقاق ويدل على معنى يقوم بالمسمى فهو وصف في الحقيقة. ..

[ وهكذا ] ينبغي أن تكون أسماء الباري الخاصة ان تدل على مجرد الذات كاللّه والهو. ..

ولهذا جعلوه [ جعل المحققون اسم اللّه ] الاسم الأعظم لأنه لا يتقيد بمعنى ما في الذات. .. وانما دلالته على عين الذات بخلاف اسمه “ القادر “ فإنه يدل على معنى في الذات يسمى القدرة. .. “ ( كتاب الأزل 1314- ).

( 9 ) لالشيخ ابن العربي رسالة خاصة عنوانها “ كتاب الفرق بين الاسم والنعت والصفة “ وردت في فهرست مؤلفات الشيخ ابن العربي، نشر أبو العلا عفيفي، مجلة كلية الآداب. جامعة الإسكندرية سنة 1954 ص 207 رقم 248.

كما يراجع أيضا بشأنها عثمان يحيHist. et class T. 1 p. p 320 - R. G. 310الا ان هذه الرسالة مفقودة، وقد جرت العادة عند عثمان يحي في حال فقدان كتاب من كتب الشيخ ابن العربي ان يشير - حسب ظنه - إلى نفس المعنى في الفتوحات أو غيره. ونعتمد طريقته ونرجح الظن بان موضوع كتاب “ الفرق بين الاسم والنعت والصفة “ موجود في آخر كتاب الأزل: فصل

بعنوان: “ تنبيه “ ص ص 12 - 16 نشر حيدرآباد.

( 10 ) يرى الشيخ ابن العربي انه من إساءة الأدب اطلاق لفظ صفة على اللّه، فإنه سبحانه نزه نفسه عما يصفون، اذن كل ما يطلق على اللّه أسماء وليس صفات.

“ وهكذا كل ما تسميه به أو تصفه أو تنعته، ان كنت ممن يسيء الأدب مع اللّه حيث يطلق لفظ صفة على ما نسب اليه أو لفظ نعت، فإنه ما اطلق على ذلك الا لفظ اسم. فقال” سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ “[ 87 / 1 ] و” تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ “[ 55 / 78 ]. . .” سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ “[ 37 / 18 ] فنزه اللّه نفسه عن الوصف لفظا ومعنى. .. “ ( ف 1 / 204 ).

وسنبحث ذلك بشيء من التفصيل عند الكلام على “ الصفة “ راجع “ صفة “.

( 11 ) يناسب الاسم هنا جميع الاقسام الواردة عند الشيخ ابن العربي م عدا الاسم العلم. كما يناسب الاسم مطلقا والاسم الإلهي لان ضمير الشيخ ابن العربي في الاسم الإلهي يظهر من الأمثلة التي يشرح بها النص.

( 12 ) ننقل هنا نصا للشيخ ابن العربي يتكلم فيه على أبي يزيد ويظهر اختلاف الأسماء من حيث حقائقها: “. .. سمع أبو يزيد البسطامي قارئا يقرأ هذه الآية” يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً “[ 19 / 85 ] فبكى حتى ضرب الدمع المنبر، بل روى أنه طار الدم من عينيه حتى ضرب المنبر وصاح وقال: ي عجبا كيف يحشر اليه من هو جليسه. فلما جاء زماننا سئلنا عن ذلك فقلت: ليس العجب الا من قول أبي يزيد. فاعلموا انما كان ذلك لان المتقي جليس “ الجبار “ فيتقي سطوته، والاسم “ الرحمن “ ما له سطوة. .. فلذلك يحشر اليه [ المتقي ] من الاسم “ الجبار “ الذي يعطي السطوة والهيبة فإنه جليس المتقين في الدنيا. .. “ ( ف 1 / 210 ).

( 13 ) يرى الغزالي انه لا يمكن ان يكون هناك اسمان مترادفان من الأسماء التسعة والتسعين [ راجع “ أسماء الاحصاء “ ] ويذهب إلى ابعد من ذلك يقول: “ فإذا رأينا لفظين متقاربين فلا بد من أحد امرين: أحدهما، ان نبين ان أحدهما خارج عن التسعة والتسعين. .. الثاني ان يتكلف اظهار مزية لاحد اللفظين على الآخر ببيان اشتماله على دلالة لا يدل عليها الآخر “.

يراجع الغزالي المقصد الأسنى، تحقيق فضلة شحادة، نشر دار المشرق 1971، الفصل الثاني ص ص 36 - 38.

وهناك كتب كثيرة تتناول شرح هذه الأسماء وتظهر من الشروحات أوجه التمييز. فليراجع كتاب الزجاج ( 241 - 311 ه ) تفسير أسماء اللّه الحسنى، تحقيق احمد يوسف الدقاق مطبعة محمد هاشم الكتبي 1975 م.

( 14 ) راجع “ اعجاز البيان “ ص 108.

( 15 ) من الواضح ان المسمى بكل هذه الأسماء الإلهية واحد، فالذات واحدة لها أسماء كثيرة، فمن ناحية هذه الأسماء تشترك جميعها في دلالتها على الذات، وفعل الدلالة نفسه طريق فجميع الأسماء طرق توصل إلى الذات اي المسمى الواحد. وعندما توصل إليها فبالتالي تجتمع جميعها فيها. وللشيخ ابن العربي في عنقاء مغرب باب اسمه “ محاضرة أزلية على نشأة أبدية “ يبدأه كالتالي: “ اجتمعت الأسماء بحضرة المسمى اجتماعا. .. “ ( فلتراجع ص ص 33 - 36 ).

ومن ناحية ثانية: ان هذه الأسماء الإلهية تتميز فيما بينها بحقائقه ولا يجمعها الا الاشتراك في دلالتها على الذات، فالذات هي التي تجمع، وتجتمع فيه الأسماء.

( 16 ) الأسماء الإلهية هي نفسها الأسماء الحسنى الواردة في القرآن المحصاة في الأحاديث، والشيخ ابن العربي يستعملها بتطابق كلي.

راجع مادة “ اسم “ فقرة “ الاسم في القرآن “.

( 17 ) ان “ الاسم “ يقبل الجمع عند الشيخ ابن العربي: “ أسماء “ ام المسمى فهو دائما واحد، وكل اسم من هذه الأسماء يدل على الذات المسماة بكل الأسماء. ولذلك يكون في طاقة كل اسم عنده ان يتسمى بجميع الأسماء لان المسمى في الحقيقة واحد، يقول في ترجمان الأشواق ص 153:

“ وقد أشار صاحب الخلع [ ابن قسي ] إلى شيء من هذا في قوله: اي اسم اخذته من الأسماء كان مسمى بجميع الأسماء وسبب ذلك التوحيد العين، وعدم التشبيه بالكون “.

يقول ابن قسي:

“ وكل اسم من أسمائه العظام عز وجهه، رحمان. .. عليم حكيم. .. إلى آخر تعداد أسمائه. .. كل اسم منها جامع الأسماء. .. “ [ خلع النعلين مخطوط شهيد على رقم 1174 ق 77 ب ].

وقد افرد أبو العلا عفيفي دراسة لأبي القاسم بن قسي وكتابه خلع النعلين، في مجلة كلية الآداب جامعة الإسكندرية سنة 1957 وتعرض في شرحه لمذهب ابن قسي، لابرز آرائه في مسائل الإلهيات والكونيات والمعرفة وأولى هذه المسائل: نظريته في الأسماء الإلهية، حيث يبين عفيفي كيف ان كل اسم من الأسماء الإلهية عند ابن قسي مسمى بجميع الأسماء، وكيف استفاد الشيخ ابن العربي من هذه الفكرة واستغلها إلى أقصى حدّ.

فليراجع ص ص 75 – 76.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!