موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


369. - الاسم الأعظم

ان عبارة “ الاسم الأعظم “ معلومة عند الخاصة والعامة، وقد تكثفت مفاهيمها بفعل النقل والتداول فيما بينهم. وكان سؤال شيخ من الصوفية عن “ الاسم الأعظم “ أول ما يتبادر إلى ذهن السائل 2، بل لقد أضحى هذا السؤال مقياسا لفهم: مقام المجيب.

ويمكن تقسيم معنى الاسم الأعظم عند الشيخ ابن العربي إلى شقين، المعنى الأول يقارب المنقول في الأوساط الصوفية، والمعنى الثانية ينفرد بابتداعه.

****

الاسم الأعظم بالمعنى الأول: هو الاسم الإلهي المتمم أسماء الاحصاء 3 للعدد ماية - وهو يفعل بالخاصية 4، وبذلك يغاير “ الاسم اللّه “ الذي يفعل بصدق 5 المتلفظ به. يقول الشيخ ابن العربي:

( 1 ) “ ومعلوم عند الخاص والعام ان ثّم اسما عاما يسمى: الاسم الأعظم، وهو في آية الكرسي وأول سورة آل عمران “ ( ف 2 / 300 ).

“ وجعل [ اللّه ] في كل جنة مائة درجة بعدد الأسماء الحسنى والاسم الأعظم 6 المسكوت عنه. .. وهو الاسم الذي يتميز به الحق عن العالم “. ( ف 3 / 435 ).

“. .. بالاسم الأعظم لان به تمام المائة ( 7 ). .. “ ( ف 4 / 158 ).

( 2 ) “ الاسم الأعظم. .. فان قلت فهو الاسم اللّه 8، قلت: لا أدري فان يفعل بالخاصية، وهذه اللفظة [ الاسم اللّه ] انما تفعل بالصدق، إذا كان صفة للمتلفظ بها بخلاف ذلك الاسم “ ( ف 2 / 120 ).

****

الاسم الأعظم بالمعنى الثاني الخاص بالشيخ ابن العربي هو عبارة تنقسم إلى كلمتين اسم وأعظم.

( 1 ) إذا اعتبرنا ان الاسم هنا معناه: دليل على المسمى، يكون اسم أعظم هو أعظم دليل على المسمى.

كما يأتي:

اسم - دليل أو دلالة على المسمى 9

اسم أعظم - أعظم دليل على المسمى

ولما كان كل فرد من افراد العالم دليلا على المسمى الذي هو الحق والانسان أكمل افراد العالم فهو أكمل دليل.

كل فرد في العالم - دليل أو دلالة على المسمى

الانسان - أعظم دليل على المسمى

واذن ينتج مما تقدم ان.

الانسان: هو اسم اللّه الأعظم.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ ثم لتعلم انك من جملة أسمائه، بل من اكملها اسما. .. ولقيت الشيخ أحمد بن سيدبون بمرسية وسأله انسان عن: اسم اللّه الأعظم، فرماه بحصاة يش اليه، انك اسم اللّه الأعظم. .. وذلك ان الأسماء وضعت للدلالة. .. وان [ الانسان ]: أدل دليل على اللّه. .. انك أكمل دليل عليه وأعظمه في الأكوان “ ( ف 2 / 641 ).

( 2 ) ولكن هل يستوى البشر في الدلالة على اللّه ؟

هل يستوى” الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ “[ 39 / 9 ] ؟

كلا ! لذلك ينفرد النبي محمد صلى اللّه عليه وسلم با مرتبة انسانية ويكون بالتالي هو أعظم دليل على اللّه على التخصيص 10

فالانسان أعظم دليل على اللّه وهو اسم أعظم للّه [ دون تعريف ]، ام النبي فهو وحده الاسم الأعظم مع “ ال “ التعريف.

وبالنتيجة:

النبي محمد صلى اللّه عليه وسلم - الاسم الأعظم 11.

يقول الشيخ ابن العربي:

“. .. وصلى اللّه على الاسم الأعظم 12، والرداء المعلم، والممد للهمم 13، بالقيل الأقوم محمد الذي فتح به الكتاب وختم “ ( مرآة العارفين في ملتمس دين العابدين ق 1 ).

..........................................................................................

( 1 ) يورد صاحب لطائف الاعلام ثلاثة تعريفات للاسم الأعظم:

“ الاسم الأعظم [ 1 ] يعني به كل واحد من الأسماء الذاتية الأولية المسمى مجموعها بمفاتح الغيب، [ 2 ] ويطلق الاسم الأعظم ويراد به اسم اللّه تعالى وتقدس لكونه هو الاسم الجامع [ 3 ] ويعني بالاسم الأعظم كل واحد من أسماء الاله تعالى وتقدس، عند من يتحقق بمظهريتها وهو المشار اليه فيما أجاب به أبو يزيد قدس اللّه روحه، حين سئل عن الاسم ( الأعظم )، فقال: واي اسم من أسمائه تعالى ليس بأعظم، ان هو الا أنت، ان صدقت فخذ اي اسم شئت من أسمائه فإنك تجده الأعظم “. ( ص 22 ب ).

- راجع تعريفات الجرجاني ص 24.

( 2 ) راجع: - الهامش السابق حيث سئل أبو يزيد عن الاسم الأعظم.

- الفتوحات المكية ج 2 ص ص 120 - 122 أسئلة الترمذي وأجوبة الشيخ ابن العربي.

- كتاب ختم الأولياء، الحكيم الترمذي تحقيق عثمان يحي المطبعة الكاثوليكية بيروت ص ص 305 - 306.

- الفتوحات ج 2 ص 641 ( حيث سأل أحدهم الشيخ ابا أحمد بن سيدبون بمرسية عن الاسم الأعظم. .. ).

- طبقات الصوفية السلمي تحقيق نور الدين شريبه الطبعة الأولى مصر 1953. ص ص 30 - 31 ص 34 حيث تظهر عبارة “ اسم اللّه الأعظم “ واستخدامها في تحقيق م يطلبه الداعي، في قصة إبراهيم بن أدهم والخضر.

- كتاب فوائح الجمال وفواتح الجلال للشيخ نجم الدين الكبرى، فصل كامل من ص 65 إلى ص 73 في الاسم الأعظم الذي هو حرف الهاء. ويراجع كلام الجنيد عن الاسم الأعظم ص 71 .-Etudes de philosophie musulmane. Anawati p. p. 381 - 410 ( Le nom( اسم اللّه الأعظمSupreme de Dieu-

( 3 ) راجع “ أسماء الاحصاء “.

( 4 ) ان الاسم الأعظم يفعل بالخاصية بمعنى انه في حال تركيب حروفه تنفعل عنه الأشياء التي

يتوجه إليها، يقول الشيخ ابن العربي:

“ واعلم أن الحروف كالطبائع وكالعقاقير، بل كالأشياء كلها لها خواص بانفرادها، ولها خواص بتركيبها، وليس خواصها بالتركيب لأعيانها، ولكن الخاصية لاحدية الجمعية “.

والجدير بالذكر ان هذا الاسم الأعظم لا يصل إلى معرفته الا كبار الأولياء، وان حدث ان تسرب إلى دخيل، استطاع هذا الدخيل ان يتصرف بخاصية الاسم الأعظم كما يريد، لان صدق المتلفظ به ليس شرطا لازما، والحل الوحيد لمنعه من ذلك يكون بسلبه معرفته، اي بجعله ينسى حروف الاسم الأعظم “ ( راجع الفتوحات ج 2 ص 300 ).

- يراجع مقالات الاسلاميين للأشعري تحقيق محمد محي الدين عبد الحميد: ص 67 حيث يدعي بيان بن سمعان التميمي بأنه يدعو الزّهرة فتجيبه، وانه يفعل ذلك بالاسم الأعظم، ص 72: حيث زعم المغيرية لرئيسهم بأنه يحي الموتى بالاسم الأعظم..

- بخصوص حروف الاسم الأعظم فليراجع الشيخ ابن العربي في فتوحاته ج 2 ص 122: “ ما حروفه [ الاسم الأعظم ] الجواب: الألف ولام الألف والواو والزاي والرأي والدال والذال “.

اما نجم الدين الكبرى فيرى ان حروفه “ افتحبحنين “ ( فوائح الجمال ص 84 - و 87 ).

يراجع كذلك فوائح الجمال ص 35 الفقرة 75.

- يرى نجم الدين الكبرى ان من علامات الولي انه يعطي اسم اللّه الأعظم، فليراجع كتابه فوائح الجمال ص ص 84 - 85، حيث تظهر المرتبة العالية لاسم اللّه الأعظم في بيئة السالكين والمتصوفين. وتقارن مع كلام الشيخ ابن العربي نقلا عن امرأة من المحبات بإشبيلية “ فاطمة بنت ابن المثنى “ حيث قالت: “ لقد أعطاني حبيبي فاتحة الكتاب تخدمني “ ( ف 2 / 347 ).

( 5 ) يشترك الصدق واسم اللّه الأعظم بان كلا منهما: تنفعل عنه الأشياء، لذلك، يأخذ الصدق عند بعض العارفين مكان الاسم الأعظم واسمه أحيانا.

“ واما تأثير الصدق فمشهود. .. وقيل لأبي يزيد: أرنا اسم اللّه الأعظم. فقال. ..

أسماء اللّه كلها عظيمة. فما هو الا الصدق. أصدق وخذ اي اسم شئت فإنك تفعل به ما شئت “. ( ف 3 / 329 ).

( 6 ) ( و 7 ) إشارة إلى الحديث: “ ان للّه تسعة وتسعين اسما من أحصاه دخل الجنة. .. “ صحيح بخاري. نشر دار احياء التراث العربي بيروت ج 9 ص 145.

( 8 ) للشيخ ابن العربي نص في عنقاء مغرب يخالف فيه ما ذهب اليه هنا، حيث يرى أن اسم “ اللّه “ هو الاسم الأعظم، ولكن نستطيع ان نلمس من روح النص، انه لا يقصد “ الاسم الأعظم “ المتعارف عليه صوفيا، ولكن لفظة “ أعظم “ أطلقها على “ الاسم “ لتمييزه وتفضيله عن باقي الأسماء الإلهية من حيث إنه أعظمها واكملها.

“ فلجأت الأسماء كلها إلى اسم اللّه الأعظم. .. فلجأ الاسم الأعظم إلى الذات كما لجأت الأسماء والصفات. .. “ ( عنقاء مغرب ص ص 35 - 36 ).

( 9 ) راجع “ اسم الهي “.

( 10 ) ان كل اسم هو دليل على الذات، وأعظم الأسماء دلالة على الذات هو الاسم اللّه.

والحقيقة المحمدية هي مظهر الاسم الجامع، يقول القيصري: “ ان الحقيقة المحمدية صورة الاسم الجامع الإلهي. .. وانه لما قام عبد اللّه يدعوه الآية [ 72 / 19 ] فسماه عبد اللّه تنبيها على أنه مظهر لهذا الاسم دون اسم آخر “ ( مطلع خصوص الكلم ص 34 ).

( 11 ) - يقول الجرجاني: “ الحقيقة المحمدية. .. وهو الاسم الأعظم “ ( التعريفات ص 95 )

انظر نقل عبد الرحمن الجامي للتعريف مع التعليق في كتابه “ ترجمة اللوائح “ ص 24.

- راجع اعجاز البيان. للقونوي ص ص 195 - 196.

- عفيفي. فصوص الحكم ج 2 ص ص 319 - 320 /: “. .. فان محمدا قد انفرد بأنه مجلى للاسم الجامع. .. وهو الاسم الأعظم. .. “.

( 12 ) يورد القيصري نفس الكلام في مقدمة شرحه للفصوص:

“ وصلى اللّه على من هو الاسم الأعظم الناطق بلسان مرتبة انا سيد ولد آدم. .. “ ( كتاب مطلع خصوص الكلم ص 1 ).

( 13 ) راجع مترادفات الانسان الكامل: مترادف “ ممد “ كما يراجع “ ختم “ من حيث إن الختم هو الممد لهمم الأولياء.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!