موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


68. بدر – الأبدار

في اللغة:

“ الباء والدال والراء، أصلان: أحدهما كمال الشيء وامتلاؤه، والاخر

الاسراع إلى الشيء. [ اما ] الأول فهو قولهم لكل شيء تمّ بدر، وسمى البدر بدرا لتمامه وامتلائه. وقيل لعشرة آلاف درهم بدرة، لأنها تمام العدد ومنتهاه.

وعين بدرة اي ممتلئة. .. “ ( معجم مقاييس اللغة، مادة “ بدر “ )

في القرآن:

- بدر: ماء بين مكة والمدينة كان لرجل يسمى بدرا فسمى به، وهو في القرآن اسم “ موقعة ““ وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ “( 3 / 123 ).

- اما لفظة “ بدر “ كاسم من أسماء القمر في مرحلة زمنية معينة فهي ليست قرآنية.

عند الشيخ ابن العربي:

ان الابدار هي احدى التمثيلات التي يستعين بها الشيخ ابن العربي لبيان جانب من نظرياته في: التجلي والنور والخلافة.

فالشمس التي لها النور بالأصالة، عندما تظهر في القمر عينه وتنيره كله يسمى بدرا. كذلك الحق في تجليه الأكمل بأسمائه واحكامه على ذات الخليفة: ابدار.

فالبدر: الخليفة.

يقول الشيخ ابن العربي:

“. .. اما الابدار الذي نصبه اللّه مثالا في العالم لتجليه بالحكم فيه، فهو الخليفة الإلهي الذي ظهر في العالم بأسماء اللّه واحكامه. .. كما ظهر الشمس في ذات القمر فاناره كله فسمي: بدرا.

فرأى الشمس نفسه في مرآة ذات البدر فكساه نورا سماه به بدرا، كما رأى الحق [ نفسه ] في ذات من استخلفه فهو يحكم بحكم اللّه في العالم. ..

قال تعالى :” إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً “( 2 / 30 ) وعلمه جميع الأسماء 1 واسجد له الملائكة 2 لأنه علم أنهم اليه يسجدون، فان الخليفة معلوم انه لا يظهر الا بصفة من استخلفه، فالحكم لمن استخلفه.

قال الحق لأبي يزيد [ البسطامي ]. ..: اخرج إلى الخلق بصفتي فمن رآك رآني ومن عظّمك عظمني 3. .. فنصب اللّه صورة البدر مع الشمس مثلا للخلافة الإلهية. .. “ ( ف 2 / 556 ).

..........................................................................................

( 1 ) إشارة إلى الآية :” وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ “( 2 / 31 )

( 2 )” فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ “( 38 / 72 ).

( 3 ) راجع شطحات صوفية - عبد الرحمن بدوي ص 116 .73 - بدلفي اللغة:

“ الباء والدال واللام أصل واحد، وهو قيام الشيء مقام الشيء الذاهب.

يقال هذا بدل الشيء وبديله. .. “ ( معجم مقاييس اللغة. مادة “ بدل “ ).

في القرآن:

ورد الأصل “ بدل “ بالمعنى اللغوي السابق، وذلك بصيغة الفعل:

بدل، بدلنا، بدلوا، يبدلوا. . .” فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ “( 25 / 70 ).

عند الشيخ ابن العربي:

ان الولاية “ دولة “ قائمة باطنة في مقابل دولة الظاهر كما سبق لن الكلام على ذلك في معرض بحثنا للامامين 1، وهذه الدولة يترأسها القطب أو الغوث يليه الامامان ثم الأوتاد الأربعة فالابدال السبعة 2.

لن نطول في الكلام، وبخاصة ان مفهوم “ الابدال “ لم يستحدثه الشيخ ابن العربي لا لفظا ولا مضمونا ولذلك سنكتفي بايراد أقواله لبيان موقفه من الموضوع فقط، أسوة بغيره من المتصوفة 3:

ان البدلية تطلق بالاشتراك على حال معينة ،

وعلى مقام معين:

حال البدلية: تبدل الصفات المحمودة بالصفات المذمومة.

مقام البدلية: مقام ذو مواصفات معينة تنطبق على عدد محدود من “ الرجال “:

أربعون عند بعض وسبعة عند آخرين.

يقول الشيخ ابن العربي 4:

“( 1 ) حالة البدلية: وذلك ان العبد لما انخلع عن صفاته الفانية، خلع عليه المولى من صفاته الباقية.

فبي يسمع وبي يبصر 5، فتبدلت الصفات بالصفات وهذه الحالة أعلى الحالات “

(الأجوبة اللايقة عن الأسئلة الفايقة - مخطوط الظاهرية رقم 4266 ورقة 9 ب ).

“ ( 2 )الابدال: وهم سبعة. لا يزيدون ولا ينقصون يحفظ اللّه بهم الأقاليم السبعة 6 لكل بدل إقليم فيه ولايته. الواحد منهم على قدم الخليل عليه السلام. .. والثاني على قدم الكليم عليه السلام، والثالث على قدم هارون، والرابع على قدم إدريس، والخامس على قدم يوسف، والسادس على قدم يس، والسابع على قدم آدم على الكل السلام. ..

وسموا هؤلاء ابدالا، لكونهم إذا فارقوا موضعا ويريدون ان يخلفوا بدل منهم في ذلك الموضع، لامر يرونه مصلحة وقربة يتركون به شخصا على صورته، لا يشك أحد ممن أدرك رؤية ذلك الشخص انه عين ذلك الرجل، وليس هو، بل هو شخص روحاني يتركه بدله بالقصد على علم منه، فكل من له هذه القوة فهو البدل “ “ ( ف 2 / 7 ).

“ فالابدال سبعة. .. سموا ابدالا لكونهم إذا مات واحد منهم كان للآخر بدله. .. وقيل سموا ابدالا لأنهم أعطوا من القوة، ان يتركوا بدلهم حيث يريدون، لامر يكون في نفوسهم على علم منهم. .. “ ( ف 1 / 160 ).

..........................................................................................

( 1 ) راجع “ امامين “.

( 2 ) يختلف عدد الابدال باختلاف نظرية المتصوفة - فمنهم من يجعل الابدال أربعين نفسا، راجع:

- فتوحات 1 / 160

-Essai L. Massignon p. 113- تاريخ التصوف في الاسلام قاسم غني - ترجمة صادق نشأة القاهرة 1970 ص 329 حيث نقل عن الهجويري ان عدد الابدال أربعون.

- طبقات الأولياء ص 146 حيث يقول محمد بن علي بن جعفر الكتاني ان الابدال أربعون.

- نفحات الشاذلية. حسن العدوي ج 2 ص 99.

- تعريفات الجرجاني ص 44.

- طبقات الأولياء ص 146، 226، 242.

- نوادر الأصول الترمذي ص 51.

- وقد بين ماسينيون موقف المفكرين الذين سبقوا الشيخ ابن العربي من “ الابدال “، فاستوفى البحث على ايجازه.

لذلك نرجع القارئ إلى كتابي ماسينيون ابتعادا عن التردادEssai p. 112 Passion 754

مع ضرورة مراجعة الهوامش لأنها مثقلة بمراجع تفيد الموضوع.

( 3 ) من يريد الاستزادة من هذا الموضوع فليراجع الكشاف التهانوي ج 1 ص 136 - 137.

( 4 ) راجع كلام الشيخ ابن العربي عن البدل والابدال:

- فتوحات ج 1 ص 40 ص 154

- فتوحات ج 2 ص 455

- مشاهد الاسرار القدسية ص 14

- الاصطلاحات ص 286

- رسالة روح القدس. حيث أورد نصا عن ذي النون المصري حين سئل ان يصف الابدال قال: “. .. فهم حجج اللّه تعالى على خلقه، ألبسهم النور الساطع من محبته، ورفع لهم اعلام الهداية إلى مواصلته. .. وطهر أبدانهم بمراقبته. .. فهممهم اليه سائرة، وأعينهم بالغيب اليه ناظرة. .. “ ( ص ص 24 - 25 ).

( 5 ) إشارة إلى مقام “ قرب النوافل “. راجع “ قرب النوافل “.

( 6 ) لمعرفة هذه الأقاليم السبعة التي أوردها بطليموس في كتاب الجغرافيا راجع مقدمة ابن خلدون طبع دار احياء التراث العربي - بيروت - الطبعة الرابعة من ص 52 - إلى ص 81.

حيث يفصّل ابن خلدون اقسام المعمور السبعة التي ذكرها الحكماء مع بيان الحدود الجغرافية لكل قسم. كما أن توزيع بعض الأنبياء على الأقاليم السبعة يوازي توزيعهم على أفلاك الكواكب السيارة.

إبراهيم - فلك زحل - موسى - فلك المشترى - داود - فلك المريخ إدريس - فلك الشمس - يوسف - فلك الزهرة - عيسى - فلك عطارد آدم - فلك القمر

فالترتيب حاصل في الأرض كما هو حاصل في السماء.

***


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!