موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

الاصطلاحات الصوفية

ملخص من المعجم الصوفي من تأليف الدكتورة سعاد الحكيم

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


98. - تابوت

في اللغة:

“ التابوت: الصندوق من خشب. .. “

( المنجد الأبجدي - مادة تابوت).

“ ما أودعت تابوتي شيئا ففقدته اي ما أودعت صدري علما فعدمته.

وانشد أبو حاتم:

تجاوب الصوت بترنموتها *** وتخرج الحية من تابوتها

” ( أساس البلاغة - الزمخشري - مادة تبت ).

في القرآن:

وردت لفظة تابوت في القرآن الكريم في موضعين بمعنى: صندوق .” إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ 1فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ “ ( 2 / 248 ).

” أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ “( 20 / 39 ).

عند الشيخ ابن العربي:

* التابوت: رمز للجسم الانساني الذي يطلقون عليه اسم، الناسوت في مقابل اللاهوت [ الروح ]، والواقع ان “ التابوت “ أقرب إلى الصورة التمثيلية منه إلى الرمز، لأنه صورة أخرى من الصور التشبيهية السلبية التي يمثل بها المفكرون علاقة الروح بالجسد 2.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ واما حكمة القائه [ موسى ] في التابوت ورميه في اليمّ فالتابوت ناسوته 3. .. “ ( فصوص 1 / 198 ).

****

استعمل الشيخ ابن العربي التابوت في صورة تمثيلية أخرى، أعمق من الأولى وأكثر تفردا.

فالتابوت يشير إلى: التكاليف الإلهية التي يحملها العبد بما فيها من مشقة، حملا معنويا في قلبه، وحملا حسيا يتمثل في العمل بالجوارح.

يقول الشيخ ابن العربي:

“ ويتضمن هذا المنزل [ منزل تقرير النعم من الحضرة الموسوية ]: التكليف، فاعلم أن اللّه تعالى أمر عباده بالايمان به. .. وجعل مع الايمان الزام من المعاني امرهم اللّه تعالى ان يحملوها كلها في بواطنهم، حملا معنويا وجعل محله القلوب، وعين أمورا عملية انزلها على ظواهرهم وحملها جوارحهم. ..

كالصلاة والجهاد. .. وإذا أقيمت هذه الحضرة ممثلة في صور حسية يقام له [ للعبد ] توابيت 4 على يمينه وتوابيت على يساره، فالتوابيت التي على يمينه مملوءة 5 درا وياقوتا واحجارا نفيسة 6. .. وقيل له: لا بد من حمل هذا إلى موضع معين، إلى دار حسنة وروضة مورقة 7، وقيل له: إذا أوصلت هذه الأحمال إلى هذه الروضة كان أجرك عليها وعلى ما آلمك من ثقلها: ما تحوي عليه هذه التوابيت كلها. ولك هذه الدار التي وصلتها بجميع ما تحوى عليه 8. ..

وقد يجمع له [ للمؤمن العامل ] بين الدنيا والآخرة فيرى 9 العامل م تحمل تلك التوابيت من الأشياء النفيسة ومآلها، وقد حصل له البشري 10 بأنها له ملك إذا حملها،. .. فيهون عليه حملها ويخف لحمل الهمة إياها فلا يجد فيها مشقة. ..

وآخر ينظر إلى ثقلها وهو المؤمن الذي لا كشف عنده فيجدها ثقيلة المحمل. .. “ ( ف 2 / ص ص 649 - 650 ).

..........................................................................................

( 1 ) يقول البيضاوي في معنى “ التابوت “ في هذه الآية:

“ ( التابوت ) الصندوق، فعلوت من التوب وهو الرجوع، فإنه لا يزال يرجع اليه ما يخرج منه، وليس بفاعول لقلة نحو سلس وقلق. .. ويريد به صندوق التوراة وكان من خشب الشمشاد مموها بالذهب. .. “ ( أنوار التنزيل ج 1 ص 55 ).

( 2 ) استعمل الشيخ ابن العربي كلمة تابوت بالمعنى “ الأول “ في كتابه إشارات القرآن - الأوراق التالية:

- 50 أ، و 52 أو 60 أ.

( 3 ) لم يزد جامي أو بالي أفندي على شرح الشيخ ابن العربي التابوت بالناسوت شيئا. يقول جامي:

“ فالتابوت، بلسان الإشارة ناسوته اي صورته الانسانية “ ( شرح الفصوص ج 2 ص 308 ).

يقول بالي أفندي:

“ ( فالتابوت ) إشارة إلى ( ناسوته ) وهو الجسم العنصري الموسوي. .. ( فرمى به ). ..

( في اليم ). .. ان هذا الرمي إشارة إلى النفس الانسانية التي ألقيت في تابوت البدن. .. “ ( شرح الفصوص ص ص 386 - 387 ).

( 4 ) أنواع التوابيت خمسة وهي:

“ توابيت الامر الواجب، وتوابيت الامر المندوب، وتوابيت الامر المبيح من حيث الايمان به، وتوابيت النهي الواجب، وتوابيت النهي المكروه “ ( ف 2 / 650 ).

( 5 ) ان التوابيت ( اي ظاهر النصوص التكليفية ) مملوءة درا وياقوتا ( الدر: باطنها ). ..

ولكن المكلف لا يعرف ذلك في هذه الدنيا. بل كان التكليف امرا فقط بحمل التوابيت بما تحوى عليه. فمحتوياتها مجهول بالنسبة له.

( 6 ) استعمل الشيخ ابن العربي “ التابوت “ من حيث الصفة التي يعطيه لكلمة “ خزانة “ راجع “ خزانة “.

( 7 ) هذا الموضع المعين والروضة المورقة، إشارة إلى الآخرة. لأنها الموضع الذي ينتهي اليه التكليف.

( 8 ) ان اجر المؤمن على حمله التكليف، الجواهر التي يحويها التكليف. اما “ الدار “ فهي فضل من اللّه، يأتيه العبد احسانا منه.

( 9 ) يشير الشيخ ابن العربي هنا إلى حالة المؤمن الذي كشف له عن حقيقة التكليف، فلم يعد التكليف شاقا على النفس والجسد بل العكس تندفع همته كما سنرى في النص.

( 10 ) راجع “ بشرّ “.

***


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!