The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


وصية نبوية

روينا من حديث الهاشمي فيما يرويه من حديث أبي ذرّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجل يوصيه:

«أقلل من الشهوات يسهل عليك الفقر، وأقلل من الذنوب يسهل عليك الموت، وقدم مالك أمامك يسرّك اللحاق به، واقنع بما أوتيته يخف عليك الحساب، ولا تتشاغل عما فرض عليك بما قد ضمن لك، إنه ليس بفنائك ما قسم لك، ولست بلاحق ما زوي عنك، فلا تك جاهد فيما يصبح نافدا، واسع لملك لا زوال له في منزل لا انتقال عنه» .

ومن حديثه أيضا عن ابن عباس قال:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما سكن حبّ الدنيا قلب عبد إلا التاط منها بثلاث: شغل لا ينفك عناه، وفقر لا يدرك غناه، وأمل لا ينال منتهاه. إن الدنيا والآخرة طالبتان ومطلوبتان، فطالب الآخرة تطلبه الدنيا حتى يستكمل رزقه، وطالب الدني تطلبه الآخرة حتى يأخذ الموت بعنقه. ألا وإن السعيد من اختار باقية يدوم نعيمه على فانية لا ينفد عذابها، وقدم لما يقدم عليه فيما هو الآن في يديه، قبل أن يخلفه لمن سعد بإنفاقه، وقد شقى هو بجمعه واحتكاره» .

روينا من حديث محمد بن العماد قال: كنا يوما عند إسحاق بن نجيح، وعنده جارية يقال له شادن، موصوفة بجودة ضرب العود، وشجو صوت، وحسن خلق، وظرف مجلس، وحلاوة وجه.

فأخذت العود وغنّت:

ظبيّ تكامل في نهاية حسنه فزها ببهجته وتاه بصده

والشمس تطلع من فرند جبينه والبدر يغرب في شقائق خده

ملك الجمال بأسره فكأنما حسن البرية كلها من عنده

يا رب هب لي وصله وبقاءه أبدا فلست بعائش من بعده

فطارت عقولنا وذهبت ألبابنا من حسن غنائها وظرفها، فقلت: يا سيدتي، من هذا الذي تكامل في الحسن والنّهى سواك؟ فقالت:

فإن بحت نالتني عيون كثيرة وأضعف عن كتمانه حين أكتم

يحكى عن الخنساء أنها دخلت على عائشة وعليها صدار من شعر، فقالت لها عائشة رضي الله عنها: أتتخذين الصدار وقد نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: يا أم المؤمنين، إن

زوجي كان متلافا منفقا، فقال لي: لو أتيت معاوية فاستعنت به، فخرجت، فلقيني صخر، فأخبرته، فشاطرني ماله ثلاث مرت، فقالت امرأته: لو أعطيتها من شرارها يعني الإبل، فقال:

والله لو أمنحها شرارها وهي حصان قد كفتني عارها

وإن هلكت مزّقت خمارها واتخذت من شعر صداره

فلما هلك صخر اتخذت هذا الصدار ونذرت أن لا أضعه حتى أموت.

حدثن بعض مشايخنا من أهل الأدب، قال عمرو: قال بعضهم: رأيت أعرابية بالتياح، فقلت لها: أنشديني، قالت: نعم ورب الكعبة، قلت: فأنشديني، فأنشأت:

لا بارك الله فيمن كان يخبرني أن المحب إذا ما شاء ينصرف

وجد المحب إذا ما بان صاحبه وجد الصبيّ بثديي أمه الكلف

فقلت: فأنشديني من قولك، فقالت:

بنفسي من هواه على التنائي وطول الدهر مؤتلف جديد

ومن هو في الصلاة حديث نفسي وعدل الروح عندي بل يزيد

فقلت لها: إن هذا الكلام ممن قد عشق، فقالت: وهل يعرى من ذلك من له سمع أو قلب؟ ثم أنشدتني:

ألا بأبي و الله من ليس شافعي بشيء ومن قلبي على النأي ذاكره

له خفقان يرفع الجنب كالشجا ويقطع أزرار الجريان ثائره

وروينا من حديث عمر بن يزيد الأسدي قال: مررت بخرقاء صاحبة ذي الرمّة، فقلت لها: هل حججت قط؟ فقالت: أما علمت أني منسك من مناسك الحج؟ ما منعك أن تسلّم عليّ؟ أما سمعت قول عمك ذي الرمة وهو ينشد:

تمام الحج أن تقف المطايا على خرقاء واضعة اللثام

فقلت لها: قد أثر فيك الدهر، قالت: أما سمعت قول عمك العجيف العقيلي:

وخرقاء لا تزداد إلا ملاحة ولو عمّرت تعمير نوح وحلت

قال: ورأيتها وإن فيها المباشرة، وإن ديباجة وجهها لطريّة كأنها فتاة، وإنه لتزيد يومئذ على المائة. وشبب بها ذو الرمة وهي ابنة ثمانين سنة.

حدثني أبو ذرّ بإشبيلية أن سبب أن سميت الخرقاء وهي ميّ، وسمي ذو الرمة وهو غيلان، أن رآها يوما فتعرّض إليها وبيده حبل بال لتعمل له نعله، وكان قد انتقض، وأراد

بذلك الكلام معها، فقالت له: إني خرقاء يا ذا الرمة، أي لا أحسن العمل. والخرقاء: التي لا تحسن العمل، والصناع ضدها. والرمة: الحبل البالي. فجرى عليهما هذان الاسمان إلى هذا اليوم.

وروين من حديث الهاشمي يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:

«كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل، واعدد نفسك في الموتى. وإذا أصبحت نفسك فل تحدثها بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدثها بالصباح. وخذ من صحتك لسقمك، ومن شبابك لهرمك، ومن فراغك لشغلك، ومن حياتك لوفاتك، فإنك لا تدري ما اسمك غدا» .

قال بعض الأعراب: الموت يقتحم على ابن آدم كاقتحام الشيب على الشباب، ومن عرف الدنيا لم يفرح بها ولا بزخارفها، ولم يحزن فيها على بلوى، ولا طالب أغشم من الموت، ومن عطف عليه الليل والنهار أردياه، ومن وكل به الموت أفناه.

أصيب الحجاج بمصيبة وعنده رسول لعبد الملك بن مروان، فقال: ليت أني وجدت إنسانا يخفف مصيبتي، فقال له الرسول: أأقول؟ قال: قل، قال: كل إنسان مفارق صاحبه بموت أو بصلب أو بنار تقع عليه من فوق البيت، أو يقع البيت عليه، أو يقع في بشر، أو يغشى عليه، أو يكون شيء لا يعرفه. فضحك الحجاج وقال: مصيبتي في أمير المؤمنين أعظم حين وجّه مثلك رسولا.

قال عبد الله بن المعتز: أهل الدنيا كصور في صحيفة كلما نشر بعضها طوي بعضها. وقال أيضا: أهل الدنيا كركب يسار بهم وهم نيام. ينظر هذا إلى قول الآخر:

فسيرك ي هذا كسير سفينة بقوم جلوس والقلاع تطير

وقال الآخر: طلاق الدنيا مهر الجنة. وسئل أعرابي عن حال الدنيا، فقال: هي جمة المصائب، رتقة المشارب، لا تمتع صاحبا بصاحب قال أبو الدرداء: ما أنصف الدنيا، ذمّت بإساءة المسيء فيها، ولم تحمد بإحسان المحسن فيها. غير أنه قال يوما: من هوان الدنيا على الله أنه لا يعصى إلا فيها، ولا ينال ما عنده إلا بتركها. وهو الذي يقول فيها أيضا: إذا أقبلت الدنيا على امرئ أعارته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته محاسن نفسه.

وروين من حديث الطفيل بن عامر العامري قال: خرجت يوما أريد الغارة، وكنت رجلا أحب الوحدة، فبينما أنا أسير إذ ضللت الطريق التي أردت، فسرت أياما لا أدري أين

التوجّه حتى نفذ زادي، فجعلت آكل الحشيش وورق الشجر حتى أشرفت على الهلاك، ويئست من الحياة. فبينما أنا أسير إذ بصرت بقطيع غنم في ناحية من الطريق، فملت إليها فإذ أنا بشاب حسن الوجه فقال: يا ابن العم، أين تريد؟ فقلت: أردت حاجة لي في بعض المدن، وما أحسست بنفسي إلا وقد ضللت عن الطريق. قال: أجل، إن بينك وبين الطريق مسيرة أيام، فانزل حتى تستريح وتطمئن، وتريح نفسك وفرسك. فنزلت، ورمى لدابتي حشيشا، وجاءني بثريد كثير ولبن، ثم قام إلى كبش فذبحه، وأجّج نارا، وجعل يكبّب لي ويطعمني حتى اكتفيت.

فلما جنّ الليل قام وفرش لي. ثم قال: قم فأرح نفسك، فإن النوم أذهب لتعبك، وأرجع لنفسك.

فقمت و وضعت رأسي، فبينما أنا نائم إذ أقبلت جارية لم تر عيناي مثلها قط حسنا وجمالا، فقعدت إلى الفتى، وجعل كل واحد منهما يشكو إلى صاحبه ما يلقى من الوجد به، فامتنع عليّ النوم بحسن حديثهما.

فلما كان في وقت السحر قامت ورجعت إلى منزلها. فلما أصبحت دنوت منه، فقلت له: من الرجل؟ قال: أنا فلان ابن فلان فانتسب لي فعرفته، فقلت: ويحك، إن أباك لسيّد قومك، وم حملك على وضع نفسك في هذا المكان؟ فقال: أنا والله أخبرك، كنت عاشقا لابنة عمي هذه التي رأيتها، وكان هي أيضا لي وامقة، فشاع خبرنا في الناس، فأتيت عمي أن يزوّجنيها، فقال: والله يا بني ما سألت شططا، وما هي بأبرّ عنك، ولكن الناس قد تحدثوا بشيء، وعمك يكره المقالة القبيحة، ولكن انظر غيرها في قومك حتى يقوم عمك بالواجب لك.

فقلت: ل حاجة لي فيما ذكرت، وتحمّلت عليه بجماعة من قومي فردّهم. وزوّجها رجلا من ثقيف له رئاسة وقدر، فحملها إلى هاهنا، وأشار بيده إلى خيم كثيرة بالقرب منا، فضاقت عليّ الأرض برحبها، وخرجت في أثرها، فلما رأتني فرحت فرحا شديدا، فقلت لها: ل تخبري أحدا بي منك بسبيل. ثم أتيت زوجها، فقال: أنا رجل من الأزد، أصبت دما، وإني خائف، وقد قصدتك لما يعرف من رغبتك في اصطناع المعروف. ولي بصر بالغنم، فإن رأيت أن تعطيني من غنمك فأكون في جوارك وكنفك فافعل. قال: نعم وكرامة، فأعطاني مائة شاة، و قال لي: لا تبعد بها عن الحي، وكانت ابنة عمي تخرج في كل ليلة في الوقت الذي رأيت وتنصرف، فلما رأى حسن حال الغنم أعطاني هذه، فرضيت من الدنيا بما ترى.

قال: فأقمت عنده أياما، فبينما أنا نائم إذ نبّهني وقال: يا أخا بني عامر، قلت له: م

شأنك؟ قال: ابنة عمي قد أبطأت ولم تكن هذه عادتها، وما أظن ذلك إلا لأمر حادث.

وأنش يقول:

ما بال ميّة لا تأتي لعادتها هل هاجها طرب أو صدّها شغل

لكن قلبي لا يغنيه غيركم حتى الممات ولا لي غيركم أمل

أو تعلمين الذي بي من فراقكم لما اعتذرت ولا طالك بك العلل

نفسي فداؤك قد أحللت بي حرقا تكاد من حرّها الأنفاس تنفصل

لو كان غادية مني على جبل لزلّ وانهدّ من أركانه الجبل

قال الطفيل: فو الله ما اكتحل بغمض حتى انفجر عمود الصبح، وقام ومرّ نحو الحي، فأبطأ عني ساعة، ثم أقبل ومعه شيء يحمله، وجعل يبكي عليه، فقلت له: ما هذا؟ فقال: هذه ابنة عمي افترسها السبع، فأكل بعضها ووضعها بالقرب مني فأوجع والله قلبي، ثم تناول سيفه، ومرّ نحو الحي فأبطأ هنيهة، ثم أقبل إليّ وعلى عاتقه ليث كأنه حمار، فقلت: ما هذا؟ قال: صاحبي، قلت: وكيف عملت به؟ قال: إني قصدت الموضع الذي أصابها فيه، وعلمت أنه سيعود إلى ما فضل منها، فجاء قاصدا إلى ذلك الموضع، فعلمت أنه هو فحملت عليه، فقتلته. ثم قام فحفر في الأرض، فأمعن وأخرج ثوبا جديدا، و قال: يا أخا بني عامر، إذا أنا متّ فأدرجني معها في هذا الثوب، ثم ضعنا في هذه الحفرة، وهلّ التراب علينا، واكتب هذين البيتين على قبرنا:

كنا على ظهرها والعيش في مهل والدهر يجمعنا والدار والوطن

فخاننا الدهر في تفريق الفتنا فاليوم يجمعنا في بطنها الكفن

ثم التفت إلى الأسد فقال:

ألا أيه الليث المدلّ بنفسه هبلت لقد جرّت يداك لنا حزنا

وغادرتني فردا وقد كنت آلفا وصيّرت آفاق البلاد لنا سجن

أصحب دهرا خانني بفراقها معاذ إلهي أن أكون له خدنا

وقال: يا أخا بني عامر، إذا فرغت من شأننا، فصح في إدبار هذه الغنم، فردّها إلى صاحبها. ثم قام إلى شجرة فاختنق حتى مات، فقمت، فأدرجتهما في ذلك الثوب، ووضعتهم في تلك الحفيرة، وكتبت البيتين على قبرهما، ورددت الغنم على صاحبها.

وسألني القوم عن الرجل، فأخبرتهم الخبر، فخرج جماعة منهم فقالوا: والله لننحرنّ عليه تعظيما له. فخرجوا، وأخرجنا مائة ناقة، وتسامع بنا الناس، فاجتمعوا إلينا فنحرن ثلاثمائة ناقة، وانصرفنا.

كتب جعفر بن محمد الأشعث إلى يحيى بن خالد يستعفيه من العمل: شكري لك على ما أريد الخروج منه شكر من سأل الدخول فيه.

وحدثن بعض الأدباء، قال: كتب علي بن هشام إلى إسحاق بن إبراهيم الموصلي:

ما أدري كيف أصنع؟ أغيب فأشتاق، وألقى فلا أشتفي. ثم يحدث لي اللقاء إذا طلبت منه الشفاء نوعا من الحرقة للوعة الفرقة.

وحدثن محمد بن سعيد: قال رجل من قريش لخالد بن صفوان: ما اسمك؟ قال:

خالد بن صفوان بن الأهتم. قال: إن اسمك لكذب، ما أنت بخالد، وإن أباك لصفوان، وهو حجر، و إن جدك الأهتم، والصحيح خير من الأهتم. قال له خالد: من أي قريش أنت؟ قال: من عبد الدار بن قصي بن كلاب، قال: لقد هشمتك هاشم، وأمتك أميّة، وجمحت بك جمح، وخزمتك مخزوم، واقتصتك قصيّ، فجعلتك عبد دارها، تفتح إذا دخلوا، وتغلق إذا خرجوا.

وحكي عن شهرام المروزي أنه جرى بينه وبين أبي مسلم صاحب الدولة كلام، فما زال أبو مسلم يحاوره إلى أن قال شهرام: يا لقطة.

فصمت أبو مسلم، وندم شهرام على ما سبق به لسانه، وأقبل معتذرا وخاضعا ومتنصلا. فلما رأى ذلك أبو مسلم قال: لسان سبق، ووهم أخطأ، وإنما الغضب شيطان، والذنب لي، لأني جرأتك على نفسي بطول احتمالي منك، فإن كنت متعمدا للذنب فقد شركتك فيه، وإن كنت مغلوبا فالعذر سبقك، وقد غفرنا لك على كل حال.

قال شهرام: أيها الملك، عفو مثلك لا يكون غرورا. قال: أجل. قال: وإن عظيم ذنبي أن تدع قلبي يسكن. وألحّ في الاعتذار، فقال أبو مسلم: فيا عجبا، كنت تسيء وأنا أحسن إليك، فإذا أحسنت أسأت.

روينا عن بعض إخواننا من أهل الأدب أن سليمان بن عبد الملك كان سبب موته أن استدعى يوم الجارية التي كانت على خزانة ملابسه، فقال لها: ائتيني اليوم بثياب صفر.

فأتته بحلّة صفراء، وعمامة صفراء، وطيلسان أصفر، من أحسن ما يكون. فتنظّف، ولبس، و تطيّب، واستدعى صاحبة الوجه، واستدعى بالمرآة، فرأى وجهه وما عليه من البزّة الفاخرة ونضارة الملك، فأعجبته نفسه، وقال: والله لأخرجن اليوم على الناس، و أصعد على المنبر، وأتكلم من أحسن الكلام، وما يليق بهذه الحالة.

وخرج يتبختر في مشيته زهوا وعجبا بنفسه، فتعرضت له جارية يعرفها من جواريه،

فخدمت، و سلّمت، وقالت: ما أحسن هذه الحالة التي أنت فيها، لو تمّ، ثم أنشدت:

ليس فيم بدا لنا منك عيب عابه الناس غير أنك فان

أنت نعم المتاع لو كنت تبقى غير أن لا بقاء للإنسان

فقال لها سليمان: يا فلانة، ما حملك على هذا في هذا الوقت؟ وتغيّر عليه الحال.

ثم إنه أكذب نفسه، وتحامل على عقله بهواه، ومضى لوجهه، حتى خرج على قومه في زينته، فأعجب الناس به، وصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه بصوت يستوي في سماعه أقصى من في المجلس وأدناه، وأبلغ وأسهب فأعجب، وأوجز فأعجز. فبينما هو في أطيب م يكون من الكلام أخذته الحمى، فتحامل عليها، فما زالت تخفض في صوته إلى أن سقط مغشيا عليه. ثم أفاق، فحمل إلى منزله ورجلاه تخطّ في الأرض ضعفا، وقوة من مرض. فلما دخل منزله استدعى الجارية التي تعرّضت له عند خروجه بالبيتين في صحن الدار، فحضرت بين يديه، فقال لها: يا فلانة، أعيدي عليّ ما قلت عند خروجي. فقالت له: ي سيدي، ما أعرف ما تقول، والله ما تعرضت إليك، وكيف أجرؤ على التعرض إليك في صحن الدار وليست مرتبتي؟ فعلم سليمان أن نفسه نعيت له، فأوصى، فلبث أياما ومات.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de manière semi-automatique !