موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين

للشيخ يوسف النبهاني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الباب السادس في التحذير من ترك الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم

الباب السادس في التحذير من ترك الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم

١ - عن كعب بن عجرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [احضروا المنبر فحضرنا فلما ارتقى درجة قال آمين ثم ارتقى الثانية فقال آمين ثم ارتقى الثالثة فقال آمين فلما نزل قلنا يا رسول الله قد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنا نسمعه فقال إن جبريل عرض لي فقال بَعٌد من أدرك رمضان فلم يغفر له قلت آمين فلما رقيت الثانية قال بَعٌد من ذكرت عنده فلم يصل عليك فقلت آمين فلما رقيت الثالثة قال بَعٌد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة قلت آمين]

رواه الحاكم في (المستدرك) وقال صحيح الإسناد وابن حبان في ثقاته وصحيحه والطبراني في (الكبير) والبخاري في (بر الوالدين) له واسماعيل القاضي والبيهقي في (شعب الإيمان) وسمويه في (فوائده) والضياء المقدسي ورجاله ثقات.

وأخرج هذا الحديث عن مالك بن الحويرث ابن حبان في (صحيحه) والطبراني بلفظ [فأبعدهٌ الله] بدل [بَعٌد] في رواية كعب.

وأخرجه عن أنس رضي الله عنه ابن أبي شيبة والبزار في مسنديهما بلفظ [رَغِمَ أنف رجل أدرك أبويه ... إلخ].

وأخرجه عن جابر البخاري في (الأدب المفرد) والطبري والدارقطني بلفظ [شقي عبد ... إلخ].

ونحوه من وجه آخر عند الطبراني وابن السني والبيهقي في (الشعب) بلفظ [دخل النار].

وأخرجه عن عمار بن ياسر رضي الله عنه البزار والطبراني بلفظ [رَغِمَ أنف رجل].

وأخرجه عن ابن مسعود البزار أيضاً بنحو رواية عمار.

وأخرجه عن ابن عباس رضي الله عنهما بلفظ [فأبعده الله واسحقه] الطبراني وعبد الوهاب وأبو طالب المخلص.

وأخرجه عنه الطبراني بلفظ [أبعده الله] فقط.

وأخرجه عن أبي ذر رضي الله عنه الطبراني بنحوه.

وأخرجه عن بريدة رضي الله عنه اسحاق بن راهويه كذلك.

وأخرجه عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ [فلم يغفر له فدخل النار فأبعده الله] ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما والبخاري في (الأدب المفرد) وأبو يعلي في (مسنده) والبيهقي في (الدعوات).

وأخرجه عنه الترمذي وأحمد بلفظ [رَغِمَ أنف رجل ... إلخ].

وأخرجه عنه ابن أبي عاصم من وجهين في أحدهما [رَغَّمَ الله أنف رجل] والثاني [شقي امرؤ أو تعس امرؤ ذكرت عنده فلم يصل عليك] وهو بهذا اللفظ عند التيمي في (ترغيبه)

وأخرجه عن جابر بن سمرة رضي الله عنه بلفظ [رَغِمَ أنف امريء .... إلخ] الدراقطني والبزار والطبراني والدقيقي.

وأخرجه عن عبد الله بن الحارث رضي الله عنه بلفظ [فأبعده الله ثم أبعده] البزار والطبراني وابن أبي عاصم وجعفر الفريابي.

وأخرجه عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما بنحوه الفريابي.

٢ - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [من ذُكِرتٌ عنده فلم يصل عليَّ فقد شقي] أخرجه ابن السني

وهو عند الطبري بلفظ [شقي عبد ذُكِرتٌ فلم يصل عليَّ]

٣ - وعن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [من ذُكِرتٌ عنده فخَطِيءَ الصلاة عليَّ خَطِيءَ طريق الجنة] أخرجه الطبراني والطبري.

٤ - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [من نَسِيَ الصلاة عليَّ خَطِيءَ طريق الجنة] رواه ابن ماجه والطبراني وغيرهما.

٥ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [من نَسِيَ الصلاة عليَّ خَطِيءَ طريق الجنة] رواه البيهقي والتيمي وابن الجراح والرشيد العطار وقال إن اسناده حسن

والحافظ أبو موسى المديني وقال هذا الحديث يروى عن جماعة منهم علي ابن أبي طالب وابن عباس وأبو أمامة وأم سلمة رضي الله عنهم وعن محمد بن علي هو ابن الحنفية مثله مرسلا أخرجه عبد الرزاق في (جامعه)

قال أبو اليمن الإرسال فيه أصح وهذه الطرق يشدٌ بعضها بعضا وبالله التوفيق.

قال في (الدر المنضود) وهذه الأحاديث ينبغي أن تحمل على من سمع ذكره صلى الله عليه وسلم وتلاهَى عن الصلاة عليه حتى نسيها ولا يعكر أن الناسي غير مكلف لأن محله ما لم ينسب إلى تقصير ومن ثم يأثم من تشاغل بلعب الشطرنج عن الصلاة حتى نسيها إلى أن أخرج وقتها لأنه نسي بهذا اللهو المؤدي للتشاغل والنسيان إلى الاستهتار بها حتى خرج وقتها. أ. هـ

٦ - وعن عبد الله بن جراد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال [من ذكرت عنده فلم يصل عليَّ دخل النار] رواه الديلمي في مسند الفردوس.

٧ - ويروى عن أنس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول [من ذٌكِرتٌ بين يديه ولم يصل عليَّ صلاة تامة فليس مني ولا أنا منه ثم قال اللهم صِلْ من وصلني واقطعْ من لم يصلني] قال الحافظ السخاوي ولم أقف على سنده.

٨ - وعن قتادة مرسلا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [من الجفاء أن أذكر عند رجل فلا يصلي عليَّ] صلى الله عليه وسلم أخرجه النيمري ورواته ثقات.

٩ - وعن الحسن ابن علي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال [بحسب امريء من البخل أن أذكر عنده فلا يصلي عليَّ] رواه ابن أبي عاصم وغيره.

١٠ - وعن الحسين بن علي رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال [البخيل من ذٌكِرتٌ عنده فلم يصل عليَّ] رواه الحاكم وغيره وقال صحيح الإسناد وروى نحوه النسائي وغيره عن أبيه علي كرم الله وجهه.

١١ - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم [ألا أنبئكم بأبخل البخلاء ألا أنبئكم بأعجز الناس من ذٌكِرتٌ عنده فلم يصل عليَّ ومن قال له ربه في كتابه ادعوني فلم يدعه قال الله تعالى {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}] قال الحافظ السخاوي ولم أقف على سنده.

١٢ - وفي (شرف المصطفى) لأبي سعد الواعظ [أن عائشة رضي الله عنها كانت تخيط شيئا في وقت السحر فضلت الإبرة وطفيء السراج فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فأضاء البيت بضوئه صلى الله عليه وسلم فوجدت الإبرة فقالت ما أضوأ وجهك يا رسول الله قال ويل لمن لا يراني يوم القيامة قالت ومن لا يراك قال البخيل قالت ومن البخيل قال الذي لا يصلي عليَّ إذا سمع باسمي].

١٣ - وفي (حلية الأولياء) لأبي نعيم [أن رجلا مرَّ بالنبي صلى الله عليه وسلم ومعه ظبية قد اصطادها فأنطق الله سبحانه الذي أنطق كل شيء الظبية فقالت يا رسول الله إنَّ لي أولاداً وأنا أرضعهم وإنهم الآن جياع فأمٌرْ هذا أن يخلِّيني حتى أذهب وأرضع أولادي وأعود قال فإن لم تعودي قالت إن لم أعد فلعنني الله كمن تٌذكرَ بين يديه فلا يصلي عليك أو كنت كمن صلى ولم يدعٌ فقال النبي صلى الله عليه وسلم اطلقها وأنا ضامنها فذهبت الظبية ثم عادت فنزل جبريل عليه السلام وقال يا محمد الله يقرئك السلام ويقول لك وعزتي وجلالي لأنا أرحم بأمتك من هذه الظبية بأولادها وأنا أردهم إليك كما رجعت الظبية إليك] صلى الله عليه وسلم.

١٤ - وفي (شرف المصطفى) عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال [ألا أدلكم على خير الناس وشر الناس وأكسل الناس وأسرق الناس قيل يا رسول الله بلى قال خير الناس من انتفع به الناس وشر الناس من يسعى بأخيه المسلم وأكسل الناس من أرِِقَ في ليلة فلم يذكر الله بلسانه وجوارحه وألأَم الناس من إذا ذٌكِرتٌ عنده فلم يصل عليَّ وأبخل الناس من بخل بالتسليم على الناس وأسرق الناس من سرق صلاته قيل يا رسول كيف يسرق صلاته قال لا يتم ركوعها ولا سجودها]

١٥ - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [حسب العبد من البخل إذا ذٌكِرتٌ عنده أن لا يصلي عليَّ] رواه الديلمي.

١٦ - وعن حسن البصري مرسلا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [بحسب المؤمن من البخل أن أذكرَ عنده فلا يصلي عليَّ] وفي لفظ [كفى به شحاً أن أذكر عند رجل فلا يصلي عليَّ] أخرجه سعيد ابن منصور واسماعيل القاضي ورواته ثقات.

١٧ - وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال [خرجت ذات يوم فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ألا أخبركم بأبخل الناس قالوا بلى يا رسول الله قال من ذٌكِرتٌ عنده فلم يصل عليَّ فذلك أبخل الناس] رواه ابن أبي عاصم.

١٨ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال [ما جلسَ قوم مجلساً لم يذكروا الله تعالى فيه ولم يصلوا على نبيه صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم من الله تِرَةً يوم القيامة فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم] رواه الإمام أحمد وغيره وحسَّنه الترمذي.

وأخرجه الحاكم موقوفاً بلفظ [ما جلس قوم مجلساً ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله ويصلوا على نبيه إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة] وأخرج الطبراني نحوه عن أبي أمامة رضي الله عنه بسند رجاله ثقات.

١٩ - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال [لا يجلس قوم مجلساً لا يصلون فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة وإن دخلوا الجنة لما يرون من الثواب] رواه البيهقي وغيره قال الحافظ السخاوي وهو حديث صحيح.

٢٠ - وعن جابر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [ما اجتمع قوم ثم تفرقوا عن غير ذكر الله عز وجل وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلا قاموا عن أنتن جيفة] رواه الطيالسي وغيره قال الحافظ السخاوي ورجاله رجال الصحيح على شرط مسلم.

٢١ - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [من لم يصل عليَّ فلا دين له] أخرجه محمد بن حمدان المروزي.

٢٢ - وعن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً [لا يرى وجهي ثلاثة أنفس عاق لوالديه وتارك سنتي ومن لم يصل عليَّ إذا ذكرت بين يديه].

تنبيه

قال العلامة ابن حجر التيمي في كتابه (الزواجر) بعد أن ذكر جملة من الأحاديث السابقة وعدَّ ترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند سماع ذكره من الكبائر عٌدَّ هذا هو صريح هذه الأحاديث لأنه صلى الله عليه وسلم ذكر فيها وعيدا شديداً كدخول النار وتكرر الدعاء من جبريل والنبي صلى الله عليه وسلم بالبعد والسحق ومن النبي صلى الله عليه وسلم بالذل والهوان أي بقوله [رَغِمَ أنف عبد] والوصف بالبخل بل بكونه أبخل الناس وهذا كله وعيد شديد جداً فاقتضى أن ذلك كبيرة.

لكن هذا إنما يأتي على القول الذي قال به جمع من الشافعية والمالكية والحنفية والحنابلة أنه تجب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كلما ذكر وهو صريح هذه الأحاديث.

وإن قيل إنه مخالف للإجماع قبل هؤلاء على أنها لا تجب مطلقاً في غير الصلاة فعلى القول بالوجوب يمكن أن يقال أن تارك الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند سماع ذكره كبيرة.

وأما على ما عليه الأكثرون من عدم الوجوب فهو مشكل مع هذه الأحاديث الصحيحة اللهم إلا أن يٌحْمَل الوعيد فيها على من ترك الصلاة على وجه يشعر بعدم تعظيمه صلى الله عليه وسلم كأن يتركها لإشتغاله بلهو ولعب محرم فهذه الهيئة الإجتماعية لا يبعد أن يقال أنه لحقها من القبح والاستهتار بحقه صلى الله عليه وسلم ما اقتضى أن الترك حينئذ لمَّا اقترن به كبيرة مفسق فحينئذ يتضح أنه لا معارضة بين هذه الأحاديث وما قاله الأئمة من عدم الوجوب بالكلية فتأمل ذلك فإنه مهم. ولم أرَ من نبَّه على شيء منه ولا بأدنى إشارة وقد تقدم في أول الكتاب ذكر الأئمة القائلين بوجوب الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم كلما ذكر وفي الباب الثاني سرد كثير من أحاديث هذا الباب وفي الباب الرابع ما يناسبه من اللطائف والحكايات المتعلقة بترك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وفي الباب الخامس أن من أهم مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم الصلاة عليه عند ذكره عليه الصلاة والسلام.

وأما التأدب عند ذكره صلى الله عليه وسلم فقد نقل عياض رحمه الله عن أبي إبراهيم التجيبي أنه قال: واجب على كل مؤمن ذَكره صلى الله عليه وسلم أو ذٌكِرَ عنده أن يخضع ويخشع ويتوقر ويسِّكن من حركته ويأخذ من هيبته صلى الله عليه وسلم وإجلاله بما كان يأخذ نفسه لو كان بين يديه ويتأدب بما أدبنا الله تعالى به.

قال: وهذه كانت سيرة سلفنا الصالح وأئمتنا الماضين وكان مالك رضي الله عنه إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه فقيل له يوما في ذلك فقال لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم عليَّ ما ترون

لقد كنت أرى محمد بن المنكدر وكان سيد القراء لا نكاد نسأله عن حديث أبداً إلا يبكي حتى نرحمه

ولقد كنت أرى جعفر بن محمد وكان كثير الدعابة والتبسم فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم اصفر وما رأيته يٌحَدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهارة

ولقد كان عبد الرحمن بن القاسم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فننظر إلى لونه كأنه نزف منه الدم وقد جف لسانه في فمه هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم

ولقد كنت آتي عامر بن عبد الله بن الزبير فإذا ذكر عنده رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي حتى لا يبقى في عينيه دموع

ولقد رأيت الزهري وكان من أهنأ الناس وأقربهم فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه ما عرفك ولا عرفته

ولقد كنت آتي صفوان بن سليم وكان من المتعبدين المجتهدين فإذا ذكروا النبي صلى الله عليه وسلم بكى فلا يزال يبكي حتى يقوم الناس عنه ويتركوه

وكنا ندخل على أيوب السختياني فإذا ذكر له حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى نرحمه. أ. هـ

قال الحافظ السخاوي بعد نقله ذلك

فإذا تأملت هذا عرفت ما يجب عليك من الخشوع والخضوع والوقار والتأدب والمواظبة على الصلاة والتسليم عليه عند ذكره أو سماع اسمه الكريم صلى الله عليه وسلم تسليما كثيراً كثيراً كثيراً. أ. هـ

ورأيت في فتاوى الإمام ابن حجر المكي ما نصه

وسئل نفع الله به هل يجوز للحاضرين والمؤذنين إذا سمعوا اسم النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من الخلفاء الأربعة أن يصلوا عليه جهراً ويدعوا لهم بالرضوان ويٌؤمِّنوا جهراً إذا دعا بعد فراغ الخطبتين أم لا أو يستحب الترضي في هذا الزمان لظهور الرافضة وانتشارهم؟

فأجاب بقوله

أما حكم الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند سماع ذكره برفع الصوت من غير مبالغة فهو جائز بلا كراهة بل هو سنة

وعبارة العباب وشرحي له قال النووي وغيره: ولا يكره أيضاً رفع الصوت بلا مبالغة بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ الخطيب {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}

كيف وقد قال أئمة من المذاهب الأربعة بوجوبها عليه صلى الله عليه وسلم كلما ذكر اسمه

ويقاس بذلك ما يفعله المؤذنون من رفع أصواتهم بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بين يدي الخطيب عند تصليته بجامع طلب الصلاة عند سماع ذكره صلى الله عليه وسلم كما يطلب عند الأمر بها في {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}

ويؤيده ما في (الجواهر في الحج) من أنه يسنَّ لكل من صلى عليه صلى الله عليه وسلم أن يرفع صوته بها لكن لا يبالغ في الرفع مبالغة فاحشة.

وأما حكم الترضي عن الصحابة في الخطبة فلا بأس به أَذَكَر أفاضلهم بأسمائهم كما هو المعروف الآن أم أجملهم.

وأما التأمين على الدعاء جهراً فالأولى تركه لأنه يمنع الإستماع ويشوش على الحاضرين من غير ضرورة ولا حاجة إليه وأما ما أطبق الناس عليه من الجهر لا سيما مع المبالغة فهو من البدع القبيحة المذمومة فينبغي تركه والله سبحانه وتعالى أعلم. انتهى باختصار.

وقال في (الدر المنضود)

إذا مرَّ في الصلاة بآية فيها ذكره صلى الله عليه وسلم يسن لقارئها وسامعها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كما نقله صاحب (الأنوار) العجلي ورجحه.

لكن الذي أفتى به النووي عدم ندب ذلك.

وعلى الأول (قول صاحب الأنوار) فيصلي بالضمير كصلى الله عليه حتى يخرج من نقل ركن قولي وهو مبطل للصلاة على قول وفي ذلك مزيد ذكرته في (شرح العباب).

ونص أحمد على ندب ذلك في النفل.

وأطلق الحسن البصري ندبه ومر الكلام عليها في التشهد الأخير



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!