موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين

للشيخ يوسف النبهاني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


الباب السابع في فضل السلام عليه صلى الله عليه وسلم

ويسن عندنا في التشهد الأول ويدل له الأحاديث الواردة في ذم من ذٌكِرَ صلى الله عليه وسلم عنده ولم يصل عليه وقد ذكره المصلي آخر التشهد فيسن له الصلاة عليه عقبه (التشهد الأخير) حتى يخرج من ذلك الذم الشامل لمن في الصلاة وخارجها وبه يتأيد ما مر عن (الأنوار).

على أن الحليمي أشار بوجوبها بناء على القول بوجوبها كلما ذكر. أ. هـ

الباب السابع في فضل السلام عليه صلى الله عليه وسلم

١ - عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال [إن لله ملائكة سيَّاحين يبلغوني عن أمتي السلام] رواه الحاكم وغيره وقال صحيح الإسناد.

٢ - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال [ليس أحد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم يصلي على محمد أو يسلم عليه إلا بلغه يصلي عليك فلان] رواه اسحق بن راهويه في مسنده هكذا موقوفا.

٣ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه [ما من أحد يسلم عليَّ إلا رد الله تعالى إليَّ روحي حتى أرد عليه السلام] أخرجه الإمام أحمد وغيره وصححه النووي في (الأذكار) وغيره

وقد ذكر الموفق بن قدامة في (المغني) هذا الحديث فزاد منه بعد قوله [يسلم عليَّ عند قبري] قال الحافظ السخاوي ولم أقف عليها (الزيادة) فيما رأيته من طرق الحديث.

٤ - وعن أبي هريرة أيضأً رضي الله عنه [ما من عبد يسلم عليَّ عند قبري إلا وكل الله بها ملكاً يبلغني] أخرجه البيهقي في (شعب الإيمان).

قال ابن حجر في (الدر المنضود)

٥ - ومما ورد من فضل السلام عليه صلى الله عليه وسلم حديث [لما كانت ليلة بعثت ما مررت بشجر ولا حجر إلا قال السلام عليك يا رسول الله].

٦ - وحديث [إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلم عليَّ قبل أن أبعث]

وفي لفظ [إن بمكة حجراً كان يسلم عليَّ ليالي بعثت إني لأعرفه إذا مررت عليه]

قال وفيه إيماء إلى ما اشتهر على ألسنة الخلف عن السلف أنه الحجر البارز الآن بزقاق المرفق لأنه كان على ممره صلى الله عليه وسلم إلى بيت خديجة.

ملحوظة (من ناقل الكتاب) هذا الأثر طمسه الوهابيون فلم يعد يراه أحد كما طمسوا كثيراً من الأثار بمكة.

٧ - وحديث [علَّم جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يتوضأ فتوضأ ثم صلى ركعتين ثم انصرف فلم يمر على حجر ولا مدر إلا وهو يسلم عليه بقول سلام عليك].

واختلف في معناه

أ- فقيل السلام الذي هو من أسماء الله تعالى عليك أي لا خلوت من الخير والبركة وسلمت من كل مكروه لأن اسم الله المنقول من معنى إذا ذكر على شيء أفاده ذلك.

ب- وقيل بمعنى السلامة من المذام والنقائص فمعنى اللهم سلم عليه اللهم اكتب له في دعوته وأمته وذكره السلامة من كل نقص لتزداد دعوته على ممر الأيام علواً وأمته تكاثراً وذكره ارتفاعاً.

جـ- وقيل من المسالمة والانقياد.

وعلى الأخيرين إنما عدَّى بعلى لأن المعنى قضاء الله به عليك وقضاؤه تعالى إنما ينفذ في العبد من أجل ملكه وسلطانه الذي عليه فإفادة اللفظ على ذلك كانت أبلغ من ذلك.

وخوطب (أي نخاطبه صلى الله عليه وسلم في التشهد بصيغة الحاضر [عليك] بكاف المخاطب الحاضر) مع أن سياق التشهد يقتضي الغيبة لأن المصلي لمَّا استفتح باب الملكوت بالتحيات أٌذن له بالدخول في حرم الحي الذي لا يموت فقرَّت عينه بالمناجاة فنٌبِهَ على أن ذلك بواسطة نبي الرحمة وبركة متابعته فالتفت فإذا الحبيبٌ حاضر ثم فأقبل عليه قائلا السلام عليك.

ثم قال (ابن حجر) وقدم السلام على الصلاة هنا عكس الآية لأن الغرض المقصود منها التعليم والإتيان بالمأمور به وذلك يبدأ فيه بالأهم الأحق بالمعرفةِ والفعل وهو الصلاة لأنها لعلو مقامها اختصت فيها بالله وملائكته ولأنها تستلزم السلام بمعنى التحية بخلاف السلام فإن من معانيه ما لايتأتى في حق الله وملائكته وهو الإنقياد والإذعان كما مر

وأيضاً فهو لا يستلزم الصلاة (أي غير لازم من الله تعالى وملائكته في الصلاة ذات الأركان) فكان دونها في الرتبة ومبنى الصلاة ذات الأركان على أنها يترقى فيها من الأدنى إلى الأعلى كل مقام من مقاماتها وتشهدها الأخير هو غايتها فبٌديء فيه بالثناء على الله تعالى بأكمل الأوصاف وأجمعها وهو إثبات التحيات وما بعدها لله على الوجه الأكمل الأبلغ وهذا هو الغاية المطلوبة من الصلاة بالنسبة إلى تعظيم الله سبحانه والخضوع له ثم لما تم هذا المقام انتقلنا لمقام من وصَلَت لنا تلك الهداية الباهرة على يديه فابتدأنا بمخاطبته بالسلام إشارة إلى حضوره معنا بالمعنى ثم بالسلام على خلفائه في الهداية والبلاغ وهم الصالحون ثم ختمنا ذلك بمقام التوحيد الذي به ينتظم شمل تينك (تلك) المرتبتين مرتبة الثناء على الله تعالى والثناء على رسوله وخلفائه ثم لما تم ذلك انتقلنا إلى أعلى ما يستحقه صلى الله عليه وسلم علينا من الثناء وهو الصلاة عليه فختمنا به وجعلناه وصلة إلى استجابة دعائنا الذي أمرنا به عقبه. أ. هـ

ورأيت على هامش نسختى (الدر المنضود) المنقولة بهوامشها عن نسخة بخط عمر بن محمود البيلوني تلميذ ابن حجر وابن تلميذه ما نصه: قال شيخنا في شرحه على (العباب)

وخوطب صلى الله عليه وسلم كأنه إشارة إلى أنه تعالى يكشف له عن المصلين من أمته حتى يكون كالحاضر معهم بأفضل أعمالهم وليكون بذلك حضوره سبباً لمزيد الخشوع والحضور.

ثم رأيت الغزالي قال في (الإحياء) وقبل قولك السلام عليك أيها النبي احضر شخصه الكريم في قلبك وليصدق أملك في أنه يبلغه ويرد عليك بما هو أوفى.

قال ولا ينافي ما تقرر قول ابن مسعود كنا نقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم [السلام عليك أيها النبي] فلما قبض صلى الله عليه وسلم قلنا [السلام على النبي] وذلك لأن هذا اللفظ رواية أبي عوانه ورواية البخاري الأصح منها بيَّنتْ أن ذلك ليس من قول ابن مسعود بل من فهم الراوي عنه ولفظها [فلما قبض قلنا سلام] يعني على النبي فقوله [قلنا سلام] يحتمل أنه أراد به استمررنا على ما كنا عليه في حياته ويحتمل أنه أراد أعرضنا عن الخطاب وإذا احتمل اللفظ لم يبق فيه دلالة فلم يصلح لمعارضة وجوب الخطاب الذي عرف واستمر إذ لم يعارضه ما يستدل به على الإعراض عن الخطاب في لفظ ابن مسعود على رواية البخاري ولا ينظر إلى لفظ أبي عوانة إذ رواية البخاري أصح وقد بيَّنتْ أن لفظ ابن مسعود ليس فيه [على النبي] وإنما هو [قلنا سلام] ففهم الراوي أن المراد سلام على النبي فقال على النبي انتهى.

٨ - وعن زين العابدين بن الحسين بن علي رضي الله عنهم {أنه رأى رجلاً يأتي إلى فرجة كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيدخل فيها فيدعو فنهاه وقال ألا أحدثك حديثا سمعته من أبي عن جدي يعني علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال [لا تتخذوا قبري عيداً ولا تجعلوا بيوتكم قبوراً وسلِّموا عليَّ فإن تسليمكم يبلغني أينما كنتم]} أخرجه أبو بكر بن أبي شيبة وعنه أبو يعلي قال الحافظ السخاوي وهو حديث حسن.

٩ - وقال اسماعيل القاضي حدثنا إبراهيم بن حمزة حدثنا عبد العزيز بن محمد عن سهيل قال [جئت أسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وحسن بن حسين يتعشى في بيتٍ عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فدعاني فجئته فقال إذا دخلت المسجد فسلم عليه فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلوا في بيوتكم ولا تجعلوها مقابر لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد وصلٌّوا عليَّ فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم].

١٠ - وقد روي أنه رأى رجلا بجانب القبر فقال [يا هذا ما أنت ورجل بالأندلس إلا سواء] يعني أن الجميع يبلغه صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين.

١١ - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [لقن السمع ثلاثة فالجنة تسمع والنار تسمع وملك عند رأسي يسمع فإذا قال عبد من أمتي كائنا من كان اللهم إني أسألك الجنة قالت الجنة اللهم أسكنه إياي وإذا قال عبد من أمتى كائنا من كان اللهم أجرني من النار قالت النار اللهم أجره منى وإذا سلَّم عليَّ رجل من أمتي قال الملك الذي عند رأسي يا محمد هذا فلان يسلِّم عليك فرٌد عليه السلام] أخرجه ابن بشكوال.

١٢ - وعن أبي طلحة رضي الله عنه [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء ذات يوم والبٌشرى تٌرى في وجهه فقال إنه جائني جبريل عليه السلام فقال أما ترضى يا محمد أن لا يصلي عليك أحد من أمتك إلا صليت عليه عشراً ولا يسلم عليك أحد من أمتك إلا سلمت عليه عشراً] أخرجه النسائي وغيره.

١٣ - وتقدم في الباب الثالث عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه [أن السلام على النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من عتق الرقاب]

١٤ - وقال ابن حجر في (الدر المنضود) بعد كلام الصديق [والسلام عليه صلى الله عليه وسلم يقابله سلام الله على المصلي عشراً وسلام من الله عز وجل أفضل من مائة ألف ألف جنة فناهيك بها من منة وأي منة]. أ. هـ

١٥ - ونقل أبو محمد جبر عن كتاب (القربى) لشيخه أبي القاسم بن بشكوال عن الضحاك بن قيس قال [عطس عاطس عند عبد الله ابن عمر فقال الحمد لله رب العالمين ثم سكت فقال له ابن عمر ألا أتممتها بالتسليم على رسول الله صلى الله عليه وسلم].

١٦ - وقال أبو محمد جبر أيضاً روي عن محمد بن وضَّاح أنه قال [بلغني أنه من قال يوم الخميس بعد العصر اللهم رب الشهر الحرام والمشعر الحرام والركن والمقام ورب الحِل والحرام أقريء محمداً مني السلام بعث الله ملكاً يبلغه عنه فيقول إن فلان بن فلان يبلغك السلام].

١٧ - وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما فضل عظيم لمن قال [اللهم أبلغ روح سيدنا محمد مني تحية وسلاما].

وذكروا أن هذه الصيغة تقال لرؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام بعد [اللهم صل على روح سيدنا محمد في الأرواح ... إلى آخر الصيغة الآتية في الباب التاسع المنعقد لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة ومناماً.

١٨ - وروى الإمام أبو محمد جبر في كتابه (الملاذ والاعتصام) عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [نزل عليَّ جبريل عليه السلام فسلم عليَّ وقال في سلامه السلام عليك يا أول السلام عليك يا آخر السلام عليك يا باطن السلام عليك يا ظاهر قال فأنكرتٌ ذلك عليه وقلت يا جبريل كيف تكون هذه الصفة لمخلوق مثلي وهذه صفة لا تكون إلا للخالق جل وعز قال يا محمد اعلم أن الله تعالى أمرني أن أسلم عليك بهذا السلام لأنه اختصك به دون جميع الخلق فسمَّاك بالأول لأنك أول الأنبياء ألقى نورك في صلب أبيك آدم ثم نقلك من صلب إلى صلب إلى أن أخرجك في آخر الزمان وسمَّاك بالآخر لأنك آخر الأنبياء في العصر وخاتم النبيين إلى آخر الدهر وسمَّاك بالباطن لأنه قرن اسمك مع اسمه في ساق العرش من قبل أن يخلق أباك آدم بألفي عام ثم أمرني بالصلاة عليك فصليت يا محمد ألف عام بعد ألف عام حتى بعثك الله بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً وسمَّاك بالظاهر لأنه أظهرك على جميع الأديان وعرِف نبوتك وفضلك وشرفك أهل السموات والأرض واشتق لك اسماً من اسمه وصفة من صفاته فربك محمود وأنت محمد فقال النبي صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي فضلني على جميع خلقه حتى في اسمي وصفتي]

قال الشاعر

وصفَ الإله نبيه بالأول ***** شرفا وقد سمَّاه باسم الآخر

واشتقها من وصفه ليجله***** وكذا أتى عنه بوحي ظاهر

وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه

فشق له من اسمه ليجله****** فذو العرش محمود وهذا محمد

فمحمد مشتق من محمود وهو اسم من أسماء الله عز وجل واشتقاقه من الحمد فالله تعالى محمود عند أهل السموات وأهل الأرض في الأولى والآخرة واشتق منه اسم نبيه محمد صلى الله عليه وسلم لكرامته وفضله على جميع الأنبياء. انتهى كلام أبي محمد جبر باختصار قليل.

ومر في باب اللطائف عدة حكايات في فضيلة السلام عليه صلى الله عليه وسلم وفي باب مواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكر دخول المدينة المنورة وزيارته عليه الصلاة والسلام ما يناسب هذا الباب من متعلقات السلام عليه صلى الله عليه وسلم.

(تنبيه)

نقل في (الدر المنضود) عن البيهقي أنه قال

قيل: وإذا تقرر أنه حيٌ فلا يقال عليه السلام ولا عليك السلام فإنها تحية الموتى وقد امتلأت كتب كثيرين من المصنفين بذلك فليجتنب.

وروى ابن أبي شيبة [أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت عليك السلام يا رسول الله فقال لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الموتى]

وروى الترمذي بسند حسن [أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم عليك السلام يا رسول الله ثلاث مرات فقال له إن عليك السلام تحية الميت ثم قال إذا لقى الرجل أخاه المسلم فليقل السلام عليك ورحمة الله ثم رد عليه صلى الله عليه وسلم فقال وعليك السلام ورحمة الله ثلاثاً].أ. هـ

قال ابن حجر

وليس بصحيح لأن رده صلى الله عليه وسلم السلام يدل على أنه سلام صحيح. والفصل بين الإبتداء (سلام الرجل) والرد (رد السلام من النبي صلى الله عليه وسلم) بكلام يسير (وهو فقال له إن عليك السلام تحية الميت ثم قال إذا لقى الرجل أخاه المسلم فليقل السلام عليك ورحمة الله) لغرض صحيح لا يضر كما بينته في (شرح الإرشاد)

وأيضاً فقد صح أنه صلى الله عليه وسلم قال للموتى [السلام عليكم دار قوم مؤمنين] فدل على أن معنى كون عليك السلام تحية الموتى أي موتى القلوب وإنما هي عادة الجاهلية وعلى كلٍ فالسلام عليكم أفضل في حق الحي والميت. انتهى.

ونقل في (الدر المنضود) أيضاً عن المجد اللغوي صاحب القاموس أنه قال [السلام عليه صلى الله عليه وسلم عند قبره أفضل من الصلاة لخبر [ما من مسلم يسلم عليٍّ ... ] السابق.

ومن فوائد السلام عليه صلى الله عليه وسلم

أنه ينفي الفقر وضيق العيش

فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال [[جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الفقر وضيق العيش والمعاش فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم [إذا دخلت منزلك فسلم إن كان فيه أحد أو لم يكن فيه أحد ثم سلم علينا واقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} مرة واحدة] ففعل الرجل فأدرَّ الله عليه الرزق حتى أفاض على جيرانه وقراباته]] رواه أبو مسلم المديني.

وعن عمرو بن دينار في قوله تعالى {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ} قال [إن لم يكن في البيت أحد فقل السلام على النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين السلام على أهل البيت ورحمة الله وبركاته]

وعن النخعي قال [إذا لم يكن في المسجد أحد فقل السلام على رسول الله وإذا لم يكن في البيت أحد فقل السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين]

وأنشد العارف بالله سيدي الشيخ عبد الرحمن العيدروس في (شرح صلوات سيدنا أحمد البدوي رضي الله عنهما) عند قوله [من اندرجت النبيون تحت لوائه فهم منه وإليه] قول الإمام البوصيري قدس سره

وكل آي أتى الرسل الكرام بها ***** فإنما اتصلت من نوره بهم

فإنه شمس فضل هم كواكبها ***** يظهرن أنوارها للناس في الظلم

وقال قال العلامة ابن مرزوق رحمه الله يعني أن كل معجزة أتى بها كل واحد من الرسل فإنما اتصلت بكل واحد منهم من نور محمد صلى الله عليه وسلم وما أحسن قوله: فإنما اتصلت من نوره بهم. فإنه يعطي أن نوره صلى الله عليه وسلم لم يزل قائماً بها ولم ينقص منه شيء ولو قال: فإنما هي من نوره. لتوهم أنه وزع عليهم وقد لا يبقى منه شيء وإنما كانت آيات كل واحد من نوره صلى الله عليه وسلم لأنه شمس فضل هم كواكب تلك الشمس يظهرن أي تلك الكواكب أنوار تلك الشمس للناس في الظلم فالكواكب ليست مضيئة بالذات وإنما هي مستمدة من الشمس فهي عند غيبة الشمس تظهر نور الشمس وكذلك الأنبياء قبل وجوده صلى الله عليه وسلم كانوا يظهرون فضله

فإن جاء بعد الأنبياء مؤخراً ***** لقد كان قبل الأنبياء مقدماً

وكانوا له الحجاب في موكب الهدى *****ولا غرو للحجاب أن تتقدما

أقام قناة الدين بعد اعوجاجها ***** فمن بعده ما اعوج ما كان قوَّما

قال العيدروس وإلى بعض ذلك يشير ما ورد من قول جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى أمرني أن أصلي عليك هكذا السلام عليك يا أول السلام عليك يا آخر السلام عليك يا باطن السلام عليك يا ظاهر وبهذا كان يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم في المواجهة في المدينة المنورة سيدي القطب الصفي القشاشي وشيخه الشناوي قدس سرهما. أ. ه



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!