موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين

للشيخ يوسف النبهاني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


المبحث السادس في معنى الآل

وقيل إلى الأمة التي لا تقرأ ولا تكتب في الأكثر الأغلب وهم العرب

وقيل إلى الأمة لكثرة اهتمامه بأمرها

وقيل إلى أم الكتاب إما بمعنى أنها أنزلت عليه أو لأنه صدق بها ودعا إلى التصديق بها

وقيل إلى الأمة وهي القامة والخلقة

وقيل إلى الأمة على سذاجتها قبل أن تعرف الأشياء وقد كان عدم الكتابة معجزة لنبينا عليه الصلاة والسلام مع ما أوتينه من العلوم الباهرة قال الله تعالى {وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ} وفي القرآن الكريم أيضاً {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ} صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا.

المبحث السادس في معنى الآل

اختلف في الآل فقيل أصله أهل قلبت الهاء همزة

واختلف في المراد بآل محمد هنا

فالمرجح أنهم من حرمت عليهم الصدقة وهذا نص عليه الشافعي واختاره الجمهور

ويؤيده قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة للحسن ابن علي [إنَّا آلَ محمد لا تحل لنا الصدقة]

وقوله في أثناء حديث مرفوع أن هذه الصدقة [إنما هي أوساخ الناس] وأنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد

وقال أحمد المراد بآل محمد في حديث التشهد أهل بيته

وعلى هذا فهل يجوز أن يقول أهل عِوَض آل؟ روايتان عندهم

وقيل المراد بآل محمد أزواجه وذريته لأن أكثر طرق الحديث جاءت بلفظ وآل محمد وجاء في حديث أبي حميد موضعه

[وأزواجه وذريته] فدل على أن المراد بالآل الأزواج والذرية

وتعقب بأنه ثبت الجمع بين الثلاثة كما في حديث أبي هريرة الماضي فيُحمل على أن بعض الرواة حفظ ما لم يحفظه غيره والمراد بالآل في التشهد الأزواج ومن حرمت عليهم الصدقة ويدخل فيهم الذرية فبذلك يجمع بين الأحاديث

وقد أطلق على أزواجه صلى الله عليه وسلم آل محمد في حديث عائشة [ما شبع آل محمد من خبز مأدوم ثلاثاً]

وفي حديث أبي هريرة [اللهم اجعل رزق آل محمد قوتاً] وكأن الأزواج أفردوا بالذكر تنويهاً بهن وكذا الذرية

وقد روى عبد الرزاق في (جامعه) عن النووي سمعته وسأله رجل عن قوله [اللهم صل على محمد وعلى آل محمد] من آل محمد؟

فقال اختلف فيه منهم من يقول آل محمد أهل البيت ومنهم من يقول من أطاعه

وقيل المراد بالآل ذرية فاطمة خاصة حكاه النووي في (شرح المهذب)

وقيل هم جميع قريش حكاه ابن الرفعة في (الكفاية)

وقيل المراد بالآل جميع الأمة أمة الإجابة قال ابن العربي مال إلى ذلك مالك واختاره الزهري وحكاه أبو الطيب الطبري عن بعض الشافعية ورجحه النووي في (شرح مسلم)

وقيده القاضي حسين والراغب بالأتقياء منهم وعليه يحمل كلام من أطلق ويؤيده قوله تعالى {إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ}

وفي (نوادر) أبي العيناء أنه غضَّ من بعض الهاشميين فقال له أتغض مني وأنت تصلي عليَّ في كل صلاة في قولك

[اللهم صل على محمد وعلى آل محمد] فقال إني أريد الطيبين الطاهرين ولستَ منهم أفاده شيخنا.

وقد حكى الخطيب قال دخل يحيى بن معاذ على علوي ببلخ أو بالري زائراً له ومسلماً عليه

فقال العلوي ليحيى ما تقول فينا أهل البيت؟

فقال ما أقول في طين عُجِنَ بماء الوحي وغرست فيه شجرة النبوة وسقي ماء الرسالة فهل يفوح منه إلا مسك الهدى وعنبر التقى

فقال العلوي ليحيى إن زرتنا فبفضلك وإن زرناك فلفضلك فلك الفضل زائراً ومزوراً. انتهى

قال جميع ذلك الحافظ السخاوي ثم قال قال شيخنا

ويمكن أن يحمل كلام من أطلق على أن المراد بالصلاة الرحمة المطلقة فلا يحتاج إلى تقييد بالأتقياء

وقد استدل لهم بحديث أنس رفعه [آل محمد كل تقي] أخرجه الطبراني لكن سنده واهٍ جداً وأخرج البيهقي عن جابر نحوه من قوله بسند ضعيف.

وأما ذريته صلى الله عليه وسلم الواردة الصلاة عليهم في بعض الأحاديث فهم أولاده وأولادهم وهل يدخل أولاد البنات؟ فمذهب الشافعي ومالك وهو رواية عن أحمد أنهم يدخلون لإجماع المسلمين على دخول أولاد فاطمة في ذرية النبي صلى الله عليه وسلم المطلوب لهم من الله الصلاة وحكى ابن الحاجب عن المالكية دخول ولد البنت قال لأن عيسى من ذرية إبراهيم عليهما السلام

ومذهب أبي حنيفة ورواية أخرى عن أحمد أنهم لا يدخلون واستثنى أولاد فاطمة عليها السلام لشرف هذا الأصل العظيم. أ. هـ من (القول البديع)

وأما أزواجه صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين رضي الله عنهن فأولهن

١ - خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

٢ - ثم سودة بنت زمعة رضي الله عنها

٣ - ثم عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ولم يتزوج صلى الله عليه وسلم بكراً غيرها

٤ - ثم حفصة بنت عمر الفاروق رضي الله عنهما

٥ - ثم زينب بنت خزيمة رضي الله عنها ولم يمت في حياته منهن غيرها

٦ - ثم أم سلمة هند بنت أمية رضي الله عنها

٧ - ثم زينب بنت جحش رضي الله عنها

٨ - ثم جويرية بنت الحارث رضي الله عنهما

٩ - ثم ريحانة بنت شمعون رضي الله عنها

١٠ - ثم أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما

١١ - ثم صفية بنت حيي رضي الله عنها

١٢ - ثم ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها

فهؤلاء جملة من دخل بهن من النساء وهن ثنتا عشرة امرأة وعقد على سبع ولم يدخل بهن

فالصلاة على أزواجه صلى الله عليه وسلم تابعة له لإحترامهن وتحريمهن على الأمة وأنهن نساؤه في الدنيا والآخرة صلى الله عليه وسلم.



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!