موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين

للشيخ يوسف النبهاني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


المسألة الخامسة في سبب مضاعفة أجر الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم

المسألة الخامسة في سبب مضاعفة أجر الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم

قال في (شرح الإحياء) من مقالة طويلة لمصنفه الإمام الغزالي

وإنما تضاعف الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم لأن الصلاة عليه ليست حسنة واحدة بل حسنات إذا فيها تجديد الإيمان بالله أولا ثم بالرسول ثانيا ثم بتعظيمه ثالثا ثم بالعناية بطلب الكرامة له رابعا ثم تجديد الإيمان باليوم الآخر وأنواع كرامات خامسا ثم بذكر آله سادسا وعند ذكر الصالحين تتنزل الرحمة ثم بتعظيم آله بنسبتهم إليه سابعا ثم بإظهار المودة لهم ثامنا ولم يسأل صلى الله عليه وسلم من أمته إلا المودة في القربى ثم الابتهال والتضرع في الدعاء تاسعا والدعاء مخ العبادة ثم بالاعتراف عاشرا بأن الأمر كله لله وأن النبي صلى الله عليه وسلم وإن جل قدره فهو محتاج إلى رحمة الله عز وجل فهذه عشر حسنات سوى ما ورد الشرع به من أن الحسنة الواحدة بعشر أمثالها وأن السيئة بمثلها فقط. انتهى

قلت وقوله ثم بذكر الله سادسا بل هي أي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل أنواع ذكر الله تعالى لما تقدم ولقول سيدي أحمد بن عطاء الله السكندري في أول كتابه (مفتاح الفلاح في ذكر الله الكريم الفتاح) ومنه أي الذكر ما هو ذكر فيه دعاء مثل [ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ... ] الآية وكذلك اللهم صل على سيدنا محمد وهو أشد تأثيرا في قلب المبتدي من الذكر الذي لا يتضمن المناجاة لأن المناجي يشعر قلبه قرب من يناجي وهو مما يؤثر في قلبه ويكسبه الخشية. انتهى

ونقله عنه مستشهدا به على أن الذكر الذي يتضمن مناجاة أبلغ نفعا سيدي العارف بالله السيد مصطفى البكري في كتابه (المنهل العذب السائغ لوارده في ذكر صلوات الطريق وأوراده)

وقال في (الدر المنضود) (تنبيه) من تفضل الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم أن حباه بأنه كما قرن ذكره بذكره في الشهادتين وفي جعل طاعته طاعته ومحبته محبته كذلك قرن ثواب الصلاة عليه بذكره تعالى فكما أنه قال [قاذكروني أذكركم] وقال [إذا ذكرني عبدي في نفسه ذكرته في نفسي وإذا ذكرني في ملأ ذكرتهفي ملأ خير منه] كما ثبت في الصحيح كذلك فعل سبحانه وتعالى في حق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأن قابل صلاة العبد عليه بأن يصلي عليه سبحانه عشرا وكذلك إذا سلم سلم عليه عشرا وبهذا علم الجواب عما يقال كل حسنة بعشر أمثالها بالنص فما ميزة الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم؟

وإيضاحه أن لها ميزة وهي أن يجبره بعشر درجات من الجنة وهي بصلاة الله تعالى عشرا وذكر الله تعالى للعبد مرة أعظم من حسنة مضاعفة على أنه تعالى لم يقتصر على ذلك بل ضم إليه رفع عشر درجات وحط عشر سيئات وكتابة عشر حسنات وكونها له كعتق عشر رقاب فتأمل شرف هذه العبادة وعظم تميزها على غيرها بأضعاف مضاعفة لعل ذلك يحملك على الإكثار منها لتفوز بخيري الدنيا والآخرة. انتهى



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!