موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

كتاب شمس المغرب

سيرة الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

جمع وإعداد: محمد علي حاج يوسف

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغربي

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


على أحواله ومعرفته التي سيصل إليها، والخبرات والمقامات والتجليات التي سيمنحها الله له، أي لصدر الدين. وفقط بعد ذلك عبر الشيخ الأكبر البحر على بصيرةٍ ويقينٍ من مصيره. ويقول الشيخ له أنّ كلَّ شيء حدث معه تماما كما هو مقدّرٌ أن يكون.[1]

على كل حال يجب أن لا نأخذ هذا التقرير على أن الشيخ محي الدين يعلم الغيب أو قد علم الغيب، وإنما ذلك نوع من الاستشراف الذي تكلم عنه الشيخ محي الدين مرارا، وهو أن تستشفّ ما سيكون عليه الأمر على وجه الإجمال، ورغم أن الشيخ هنا يذكر تفاصيل دقيقة، ولكن كلّ ذلك يعدّ معرفة إجمالية، فالمعرفة التفصيليّة الحقيقية هي أن نعيش الأحداث كما هي، أما المعرفة الإجمالية فهي تشبه الرؤيا التي يراها النائم. وفي كل الأحوال فإن هذه المعرفة تأتي من لوح المحو والإثبات الذي يمحو الله ويُثبت ما يشاء فيه (وعنده أمّ الكتاب التي هي اللوح المحفوظ)، ولا تأتي من الغيب المطلق الذي هو اللوح المحفوظ. من أجل ذلك نجد أن الشيخ محي الدين مثلا، وكما نوّهت كلوديا عدّاس،[2] لم يكن قد قرّر أنه لن يعود إلى الأندلس حين غادر لأول مرة إلى مكة سنة 598، بل ذكر لصاحبه عبد العزيز المهدوي في مقدمة الفتوحات المكية أنه نوى "الحج والعمرة، ثم يُسرع إلى مجلسه الكريم الكرّة"،[3] فهنا تتساءل كلوديا عداس فيما إذا كان هذا يتناقض مع كونه قد علم على وجه الإجمال ما سيؤول إليه مصيره؟ أنا لا أرى أي تناقض؛ لأن الشيخ محي الدين رضي الله عنه حين كُشف له عن أحواله المستقبلية فمن ضمن ما علمه ما ينوي عمله وإن لم يعمله، فهو ما كان يعرف وقتها أنه لن يعود إلا على وجه الإجمال الذي يكسبه نوعا من الظنّ القريب من اليقين ولكنه ليس يقينا، كمن يرى رؤيا مبشّرة وهو واثق بها ولكنه لا يعرف بالتحديد كيف ستتحقق هذه الرؤيا، ولذلك يتصرّف كما لو أنه غير متأكد وينتظر انكشاف المستقبل حتى يؤكّد نبوءته. وهذا الكلام في الحقيقة ينطبق على البشارة التي تلقاها الشيخ الأكبر في قرطبة سنة 586 ثم توالت عليه التأكيدات، كما سنرى، في تونس سنة 590 وفي فاس سنة 594 ثم في مكة سنة 599 أنه هو خاتم الولاية المحمدية، ومع ذلك لم يكن يتصرّف وفق هذه البشارات حتى تأكّد له الأمر وحصل بالواقع في مكة سنة 599.[4]

في مدينة سبتة (شهر رمضان 589/1193)



[1] الجندي، "شرح فصوص الحكم": ص215-220، عن كلوديا عداس، "البحث عن الكبريت الأحمر": ص111.

[2] كلوديا عداس، "البحث عن الكبريت الأحمر": ص180.

[3] الفتوحات المكية: ج1ص10.

[4] لقد حيّرت هذه المسألة بعض الباحثين مثل ميشيل كودكوفيتش في كتابه "ختم الأولياء" (The Seal of the Saints: Prophethood and Sainthood in the Doctrine of Ibn Arabi, by Michel Chodkiewicz, Cambridge: Islamic Texts Society, 1993, p140.) حيث اقترح موضوع نائب الختم للخروج من هذا التناقض الظاهري. وسوف نعود لهذه النقطة في حينها.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

هذا الموقع مخصص للطبعة الجديدة من شمس المغربي

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!