موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب شق الجيب بعلم الغيب

يسمى أيضاً: در الدرر فى معرفة العالم الأكبر

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

يحوي هذا الكتاب الكثير من أقوال الشيخ الأكبر وأشعاره، ولكن لا يمكن تأكيد صحة نسبة هذا الكتاب بكامله إلى الشيخ محي الدين ابن العربي. أغلب الظنّ أنه لكاتب لاحق وقد نقل من كتب الشيخ الأكبر.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فصل ومن ذلك ثم قال الحكيم

ومن ذلك :

ثم قال الحكيم : فأدر سماواتك ، واستنزل روحانياتك ، عسى ينجلي عنك غمامها ، ويبدو لك بدر تمامها .

فإن الحقائق الروحانية والرقائق السماوية تتأذّى ( مما تتأذى ) به الإنسانية ، فالحذر الحذر من صفقة القدر ، واطلب الشيء من معدنه ، ودبره في موطنه ، فإنه من تولد من الحقائق الطيبة الممزوجة بالأثقال ، لا بد لمن أراد أن يكمل ذاته من مباشرة الأزبال . فإنه عنها تتكون وبها يتحقق وجوده ، ولا يغرنّك التحاق الأسافل بالأعالي ، والتحام الأباعد بالأداني . فإن للمعادن مواطنا ، ولكل ساكن مسكنا ، فمن حال بينها وبين معادنها ، ودبرها في غير موطنها ، تسقط في يديه ، ودار وباله عليه ، وكانت صفقته خاسرة وتجارته بايرة .

فإن كنت إلى تدبير هذه الصنعة ، وإيجاد هذه الحكمة بالأشواق ، فانزل عن هذه الطباق ، وسل عن الجبل المعروف فتجد مطلوبك وإني أودعك إياه ، وأنزلك في محيّاه وأعرفك بمعنّاه ، وأتحفك بسره ومعناه ، وأفرق لك حكمته في مماته وحكمته في محياه ، فانهض معي بلا حول ولا قوة إلّا باللّه .

فرحل بي إلى خط الاستواء .

فإذا بالجبل المذكور يعانق عنان السماء . فنزل إليه شخص من سراة الأرواح في نسيم الأرواح ، لطيف الإشارة ، فصيح العبارة .

فقال : مرحبا ، وأهلا وسهلا .

فقال الشيخ : هذا الغلام قد أنزلته عليك ، وسلمته إليك ، له همّة في طلب الحكمة ، وتشوق إلى معدن الرحمة ، فسلمني إليه ووقف ، وقبلني الآخر ولم يتوقف ، وسرّى معه وانصرف ، إلى أن أدخلني على الملك فقبلت يمنى بساطه ، وانبسط فسررت بانبساطه فعرف مقصدي فأخذ بيدي ، وأشار إلى بعض رعيته .

وقال : سر به في ملكي ثم مكّنه من حاجاته .

فأخذني المملوك ، وكان من أحسن المماليك ، فاخترق بي جميع المسالك ، فرأيت ملكا عظيما ، وسلطانا جسيما ، بديع الترتيب والنظم ، رفيع الكيف مدوّن الكم .

ما من مسلك فيه إلّا عليه حافظ ، ولا مجلس إلّا وعليه واعظ ، فمن عرف ما أودع في تدبيره الحكيم من العلوم ، دبّر منه حكمته بصفة تقويه ينظر إليها روحانيات النجوم .

ومما رأيت في ذلك الجبل صهريجا معلقا في الهواء عليه قبّة عظيمة محكمة البناء ، يسقط من تلك القبة حجارة رخوة بصفة هندسية روحانية في ذلك الصهريج ، وفيه سرب ينتهي إلى صهريج آخر .

معلق في الهواء فترسب تلك الحجارة فتثقل .

وعندهم نهر يسمى نهر الغريب يجري في طرقات مدبرة في سرب حتى ينتهي إلى ذلك الصهريج ، فإذا امتلأ طفت الحجارة حتى تسامت فم صهريج مصنوع من الكبريت فيعود ذلك الماء حميما فيطبخ تلك الأحجار ، فتكون منها الحكمة وهي التي تسمى الكيمياء .

 



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!