موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الباب الثاني في الكلام على ماهيته وحقيقته

 

 


اختلف العلماء "رضي الله عنهم" في هذا الروح الذي عبرنا عنه بالخليفة.

فمنهم من قال إنه جوهر فرد متحيز، وزعموا أنه خلاف الحياة القائمة بالجسم الحيواني، وإنه حامل الصفات المعنوية..

وزعم قوم أن الإدراكات مختصة بمحالها ولكن الله تعالى قد ربط وجودها في الجسم وبقاءها بقاء الروح..

فإذا فارق الروح الجسد ذهبت الإدراكات لذهابه .

وزعم قوم أنه جسم لطيف متشبث بأجزاء البدن، متخللها كتخلل الماء الصوفة، وإنه ليس له محل من الجسم يخصه.

وقال عبد الملك بن حبيب : إنه صورة لطيفة على صورة الجسم لها عينان وأذنان و یدان ورجلان في داخل الجسم، يقابل كل عضو وجزء منه نظيره من البدن ."هو عبد الملك بن حبيب بن سليمان بن هارون بن جلهمة بن عباس بن مرداس السلمي، يكني أبا مروان، وكان بالبيرة، وسكن قرطبة"

وهؤلاء كلهم أحالوا أن يكون عرضا، فقيل لهم: وما المانع من ذلك؟.

فقالوا : لم يكن يبعد عندنا ذلك لنفسه ، لكن السمع منع من ذلك في قوله إن الأرواح تتنعم وتتعذب وإنها باقية وهاتان الصفتان ليستا من صفة العرض..

فإن النعيم يؤدي إلى قيام المعني بالمعني وهذا محال عقلا عند أكثر العقلاء، والشرع ليس يأتي بالمحال .

والحديث الثاني في بقائه يناقض دليل العقل لو كان عرضة استحال بقاؤه.

لاستحالة بقاء الأعراض، فإنها تتجدد في كل زمان ؛ ولكان للحيوان على هذا القول أرواح متعددة بعدد أزمانه المارة عليه؛ وهذا كله باطل.

والذي زعم أنه ليس بجوهر ، دليله على ذلك تماثل الجواهر . فلو جاز أن يكون جوهر واحد روحا لكان كل جوهر روحا..

وقد قام الدليل على بطلان هذا في مسألة العقل؛ فإن الذي زعم أن الروح جوهر أحال أن يكون العقل جوهرة للتماثل؛ وإذا بطل أن يكون جوهرة بطل أن يكون جسما لأن الجسم جواهر مؤتلفة ، جوهران فصاعدا.

وزعم قوم أنه جوهر محدث قائم بنفسه غير متحيز، وهو من أحد أقوال الإمام أبي حامد الغزالي فيه المنسوبة إليه ، وأنه لا داخل الجسم ولا خارج عنه، ولا متصل به ولا منفصل عنه؛ وذلك لعدم التحيز الذي يكون به التصرف في الجهات، وهو الشرط المصحح للاتصال والانفصال.

واعترض عليهم بأنه لا يخلو عن الشيء أو ضده إن كان له ضد.

فقالوا: يعری عنهما إذا كان وجود كل واحد منهما ليس مشروطأ بشرط..

فمتى انعدم المشروط والشرط ، انعدم المشروط والشرط المصحح للاتصال والانفصال المتحيز وقد انعدم في حق هذا الموجود.

كما تقول في الجماد لا عالم ولا جاهل ولا ضد من أضدادها..

فإن الشرط المصحح لقيام العلم أو أضداده بالجسم إنما هي الحياة ولا حياة في الجماد؛ فقيل لهذا وما المانع أن يكون عرضة؟.

فاستدل بدليل من قال إنه جواهر وأبطل أن يكون عرضة فقيل له جوهر؛ فاستدل بدلیل من قال إنه عرض، فأبطل أن يكون جوهرة مع اعتقاد حصر المحدثات في جوهر متحيز وعرض..

ثم قال لهم : قد بطل أن يكون جوهرا متحيزا وبطل أن يكون عرضا ومتحيزا أو قائم بمتحيز وهو موجود؛ وليس هو الله سبحانه..

فقد بطل حصرکم ولاح موجود خامس، وهو ما ذكرناه على الوصف الذي ادعيناه ؛ قلنا ولم نرجح أحد هذه الأقوال مع العلم أن الحق في أحدها لقول القائل :

إن الخليفة قد أبى …. وإذا أبى شيئا أبيته "امتنع و انف"

لكن قد ذكرنا ذلك في غير هذا الكتاب ؛ قلنا فلما أوجد هذا الخليفة على حسب ما أوجده قال له أنت المرآة وبك ننظر إلى الموجودات. وفيك ظهرت الأسماء والصفات.

"وفيك وعليك ظهرت تجليات الأسماء والصفات"..

أنت الدليل على، وجهتك خليفة في عالمك تظهر فيهم بما أعطيتك تمدهم بأنوارني و تغذيهم بأسراري، وأنت المطالب بجميع ما يطرأ في الملك.

استدراك

قلنا: هذا خلاف لا يضر ولا يهد ركن من أركان الشريعة إذ قال كل واحد على مذهبه فيه إنه محدث.

وإذا كان هذا فهو المراد، والله يوفق الجميع.

ويقول الحق وهو يهدي السبيل .


F9jZC_D0j1o

 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!