موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة الصافات (37)

 

 


الآيات: 97-102 من سورة الصافات

قالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْياناً فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (97) فَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَسْفَلِينَ (98) وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (101) فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)


[لم ابتلي إبراهيم عليه السلام بذبح ابنه]

اعلم أن رؤيا الأنبياء وحي ، ولكنه إذا رأى صاحب الرؤيا سواء كان نبيا أو غير نبي الأمر كما هو في نفسه فليس بحلم ، وإنما ذلك كشف لا حلم ،

سواء كان في نوم أو يقظة ، كما أن الحلم قد يكون في اليقظة كما هو في النوم ، كصورة دحية التي ظهر بها جبريل عليه السلام في اليقظة ، فدخلها التأويل ، ولا يدخل التأويل النصوص ،

فالحلم في النوم يفسد المعنى عن صورته ، لأنه ألحقه بالحس وليس بمحسوس حتى يراه من لا علم له بأصله فيحكم عليه بما رآه من الصورة التي رآه عليها ، ويجيء العارف بذلك فيعبر تلك الصورة إلى المعنى الذي جاءت له وظهر بها ، فيردها إلى أصلها ،

كما أفسد الحلم العلم فأظهره في صورة اللبن وليس بلبن ، فرده رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم بتأويل رؤياه إلى أصله وهو العلم ، فجرد عنه تلك الصورة ، كذلك قول إبراهيم لابنه وقد رأى أنه يذبح ابنه ، فأخذ بالظاهر على أن الأمر كما رآه ، وما كان إلا الكبش ،

وهو الذبح العظيم ظهر في صورة ابنه ، فرأى أنه يذبح ابنه فذبح الكبش ،

فهو تأويل رؤياه على غير علم منه قال إبراهيم عليه السلام لابنه

«إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ» والمنام حضرة الخيال ، فلم يعبرها وكان كبشا ظهر في صورة ابن إبراهيم عليه السلام في المنام ، فصدق إبراهيم الرؤيا ، لأن الأنبياء يعطون العلم في مرائيهم ، العلم في نفس الرؤيا ، فيستغنون عن التأويل لوجود النص في الخطاب البرزخي ، ولذلك لم يحتج إبراهيم إلى تأويل ،

بل قال : «إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ»

ولذلك قال تعالى : (وَفَدَيْناهُ) يعني تلك الصورة ، وهي ابنه التي رآها إبراهيم عليه السلام ، ولما بشر إبراهيم عليه السلام في إجابة دعائه في قوله : (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ)

ابتلي فيما بشّر به لأنه سأل من اللّه سواه ، واللّه غيور ، فابتلاه بذبحه وهو أشد عليه من ابتلائه بنفسه ، وذلك أنه ليس له في نفسه منازع سوى نفسه ،

فبأدنى خاطر يردها فيقل جهاده ، وابتلاؤه بذبح ابنه ليس كذلك ، لكثرة المنازعين فيه ، فيكون جهاده أقوى ، ولما ابتلي بذبح ما سأله من ربه ، وتحقق نسبة الابتلاء وصار بحكم الواقعة ، فكأنه قد ذبح وإن كان حيا ، بشّر بإسحاق عليه السلام من غير سؤال ،

فجمع له بين الفداء وبين البدل مع بقاء المبدل منه ، فجمع له بين الكسب والوهب ، فالذبح مكسوب من جهة السؤال وموهوب من جهة الفداء ، فإن فداءه لم يكن


مسؤولا ، وإسحاق موهوب ، فلما كان إسماعيل قد جمع له بين الكسب والوهب في العطاء ، فكان مكسوبا موهوبا لأبيه فكانت حقيقة كاملة ، لذلك كان محمد صلّى اللّه عليه وسلم في صلبه ، فكانت في شريعتنا ضحايانا فداء لنا من النار .


المراجع:

(102) الفتوحات ج 4 / 240 - فصوص الحكم - كتاب النجاة - كتاب الإسفار

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!