موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة الجاثية (45)

 

 


الآية: 24 من سورة الجاثية

وَقالُوا ما هِيَ إِلاَّ حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا وَما يُهْلِكُنا إِلاَّ الدَّهْرُ وَما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ (24)

«وَقالُوا ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا نَمُوتُ وَنَحْيا» أي نحيا فيها ثم نموت ، فجهلوا في قولهم هذا ، ثم قالو «وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ» فصدقوا ، فإن الدهر هو اللّه ، وجهلوا في اعتقادهم ، لأنهم ما أرادوا إلا الزمان بقولهم الدهر ، فأصابوا في إطلاق الاسم وأخطئوا في المعنى ، وهم ما أرادوا إلا المهلك ، فوافقوا الاسم المشروع ، ولم يقولوا الزمان ، أو ربما لو قالوا الزمان لسمى اللّه نفسه بالزمان كما سمى نفسه بالدهر ، فإنه قد ثبت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنه قال : [ لا تسبوا الدهر فإنه اللّه هو الدهر ]

فجعل الدهر هوية اللّه ، وما أوحى اللّه بذلك إلى نبيه ولا جاء به سدى ، بل جاء به رحمة لعباده ، فإن الدهر عند القائلين به ما هو محسوس عندهم ، وإنما هو أمر متوهم ، صورته في العالم وجود الليل والنهار ، عن حركة كوكب


الشمس في فلكها ، فلم يصح مع هذا شرك عام ولا تعطيل عام ، وإنما هو أسماء سموها ، أطلقوها على أعيان محسوسة وموهومة عن غير أمر اللّه ، فأخذوا بعدم التوقيف ، والدهر عبارة عما لا يتناهى وجوده عند هذا الاسم ، أطلقوه على ما أطلقوه ، فالدهر حقيقة معقولة لكل داهر ، وهو قولهم : لا أفعل ذلك دهر الداهرين ، وهو عين أبد الآبدين ، فللدهر الأزل والأبد ، أي له هذان الحكمان ، لكن معقولية حكمه عند الأكثر في الأبد ، فإنهم أتبعوه الأبد ، فلذلك يقول القائل : دهر الداهرين ، وقد يقول : أبد الآبدين ، فلا يعرفونه إلا بطرف الأبد لا بطرف الأزل ، ومن جعله اللّه فله حكم الأزل والأبد ،

وما ثمّ إن عقلت ما يعقل بالوهم ولا يعقل بالعقل ، ولا بالحس إلا الوجود الحق ، الذي نستند إليه في وجودنا ، فلهذه النسبة تسمى لنا بالدهر ، حتى لا يكون الحكم إلا له ، لما يتوهم من حكم الزمان ، إذ لا حاكم إلا اللّه ، وما تسمى بالطبيعة لأن الطبيعة ليست بغير لمن وجد عنها عينا ، فهي عين كل موجود طبيعي ، وبهذا يخالف حكم الدهر حكم الطبيعة ،

فإن الدهر ما هو عين الكوائن والطبيعة عين الكوائن الطبيعية ، فتسمى تعالى بالدهر تنزيها وما تسمى بالطبيعة ، قال صلّى اللّه عليه وسلّم لما سمع من يسب الدهر لكونه لم يعطه أغراضه : [ لا تسبوا الدهر فإن اللّه هو الدهر ] لأنه المانع وجود ما لكم في وجوده غرض ، ولهذا سمي المانع ، فليس في أمان ولا من أهل الإيمان ، من اعتقد أن الدهر الذي ذكره الشرع هو الزمان .


المراجع:

(24) الفتوحات ج 4 / 265 - ج 3 / 377 - ج 4 / 265 - ج 3 / 547 ، 503 - ج 4 / 265 - ج 4 / 374

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!