The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة النجم (53)

 

 


الآية: 9 من سورة النجم

فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى (9)

قاب قوسين هو التقاء قطري الدائرة ، أو هو قدر الخط الذي يقسم قطري الدائرة ، فيشقها بقسمين وهو غاية القرب ، فإن أقرب القرب أن يكون عين الخط الذي به تقسم الدائرة نصفين لظهور القوسين «فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ» وهي إشارة إلى التقريب الصوري ، فإنه ما أظهر القوسين من الدائرة إلا الخط المتوهم ، ولا يكون قرب أقرب من القوسين ، إلا من كان قربه قرب حبل الوريد منه ، وهو القرب العام ، ومن عرف هذا القرب كان من المقربين ، وعرف سر الحق في وجوده وموجوداته على التنزيه ، فقال : «أَوْ أَدْنى» يعني مما تمناه العبد أو يتمناه ، وهذا أبلغ في المعنى في قوله أو أدنى ، فهو قرب قدر لا قرب مقدار.

واعلم أن رؤية الحق لا تكون أبدا حيث كانت إلا في منازلة بين عروج ونزول ، فالعروج منّا والنزول منه ، فلنا التداني وله التدلي ، إذ لا يكون التدلي إلا من أعلى ، ولنا الترقي وله تلقي الوافدين عليه ، وذلك كله إعلام بالصورة التي يتجلى فيها لعباده ، وأنها ذات حد ومقدار ، فكانت كل صورة من الأخرى أدنى من قاب قوسين ، لكل واحدة من الصورتين قوس أظهر التقويس ، والفرقان بين الصورتين الخط الذي قسّم الدائرة بنصفين ، فكان الأمر عينا واحدة ثم ظهر بالصورة أمران ، فلما صار الحكم أمرين ، كان من الأمر الواحد تدليا لأن العلو كان له ، وفي عين هذا التدلي دنو من الأمر الآخر ، وكان من الأمر الآخر تدان إلى من تدلى إليه ، فكان دنوه عروجا ، لأن تدلي الأمر الآخر إليه أعلمنا أن السفل كان قسم هذا الآخر ، وما تداني كل واحد من الآخر إلا ليرجع الأمر كما كان دائرة واحدة ، لا فصل بين قطريها ، وهذا الخط الفاصل بين قسم الدائرة هو عين تميز العبد عنه ، وتميزه عن العبد من الوجه الذي كان به الحق إلها وكان العبد به عبدا ، فلما تحقق التمييز ، ووقع


الانفصال بالتكوين ، وأظهر الخط حكمه ، عاد الأمر واحدا ، فوصف الحق نفسه بأنه سمع العبد وبصره وجميع قواه ، فالعالم في جنب الحق متوهم الوجود لا موجود ، فالموجود والوجود ليس إلا عين الحق وهو قوله : «أَوْ أَدْنى» فالأدنى رفع هذا التوهم ، وإذا رفع من الوهم لم يبق سوى دائرة ، فلم تتعين القوسان ، فمن كان من ربه في القرب بهذه المثابة ، أعني بمثابة الخط القاسم للدائرة ، ثم رفع نفسه منها ، ما يدري أحد ما يحصل له من العلم باللّه ، ولما كان القرآن منزلا على لسان العرب ، ففيه ما في اللسان العربي ، ولما كانت الأعراب لا تعقل ما لا يعقل إلا حتى ينزل لها في التوصيل بما تعقله ، لذلك جاءت الكلمات التي وردت في القرآن والحديث من الألفاظ التي توهم التشبيه والتجسيم وغير ذلك مما لا يليق باللّه تعالى في النظر الفكري عند العقل خاصة ، ولما كانت الملوك عند العرب تجلس عبدها المقرب المكرم منها بهذا القدر في المساحة ، فعقلت العرب من هذا الخطاب «فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى» قرب محمد صلّى اللّه عليه وسلّم من ربه ، ولا تبالي بما فهمت من ذلك سوى القرب ،- إشارة - إذا نزلت قابَ قَوْسَيْنِ

، فلا تطلب أثرا بعد عين ، فمقام قاب قوسين مقام المعاينة ، وهو مقام يعطي حكمه في الدنيا والآخرة ، حيث كان ، وهو قوله صلّى اللّه عليه وسلّم : [ ما تجلى اللّه لشيء ثم احتجب عنه ] وفيه أنشدوا .

يا مؤنسي بالليل إذا هجع الورى *** ومحدثي من بينهم بنهار «1»

ولما أدنى الحق رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم تدلى إليه .


المراجع:

(9) الفتوحات ج 2 / 84 ، 132 - ج 3 / 117 - ج 4 / 40 ، 409 - كتاب النجاة - الفتوحات ج 3 / 117 ، 543 - ج 4 / 40 - ج 1 / 88 - كتاب الإسراء - كتاب النجاة

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!