The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة النجم (53)

 

 


الآية: 10 من سورة النجم

فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى (10)

بلا واسطة ، وأما وحيه بالواسطة فقوله تعالى : (نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلى قَلْبِكَ) وما عيّن لنا في الذكر الحكيم ما أوحى ، ولا ذكر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ما أوحي في ذلك القرب به إليه ، فكان التلقي في هذا الموطن تلقيا ذاتيا لا يعلمه إلا من ذاقه «وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً» [ إشارة : مناجاة الحق للشيخ الأكبر من مقام «فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ . . .» ]

- إشارة - من التحدث بنعم اللّه تعالى يترجم الشيخ قدس اللّه سره عما ذاقه من مناجاة في سلوكه في مقام «فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى» فيقول قال لي : ناجيتك في كل حضرة ،


(1) راجع كتابنا شرح كلمات الصوفية ص 345 .


ونظرت إليك فيها نظرة ، ثمّ نظرة بين هشيمه ونضره ، وفي هذا كله لا تشبع ولا تقنع ، إلا تحيط وتجمع ، وتقول : هذا ثماد من بحور ، وقليل من كثير ؛ فقلت :من أين كان للعبد أن يعرف مولاه ، لولا ما قلت (ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ) ؟

والعبد ليست له إرادة ، يطلب بها الرجوع إلى الشهادة ، إنما هي الإفادة والزيادة ، فإن وقع منك لا مني ، نطقت عنك لا عني ، وكانت لي الحجة ، واتضح لي سنن المحجة ، فوعزتك لو أبقيتني آباد الآباد ، ما طلبت منك إلا الازدياد ، فإني علمت أن النهاية محال ، فكيف أرجع عن هذا الحال ؟ فإن أردت مني الرجوع إلى الملك فأشترط ، وحينئذ تقر عيني وأغتبط ، قال : وما ذا تشترط ؟

قلت : يكون نوري عليهم منبسط ، أرقيهم بالهمة ، وأنا خارج عن كور العمة - أي أبين لهم ، ولا أتقيد بهم - أناجي بواطنهم بقلبك ، وأنا مخبو في خزائن غيبك

[ قوله «أناجيهم بقلبك» أي بقلبي الذيهو متعلق بك - فهي إضافة ملك وتشريف-فأنت بعثته إليهم ، فكنت مقتديا لأمرك لا صاحب هوى ]

يجدون الأثر ولا يرون عينا ، ويطلبون أينا فلا يجدون أينا - أي إني أتبرأ من الذي أوصلت إليهم ، وأعلمهم أنه من عند اللّه ، وأني عبد لا أثر لي ،

فيشهدون أثر الحق في ذواتهم ، ولا يرون عين المؤثر - فتكبر هممهم ، ويتقوى أممهم ، حتى أكون في ذلك الإرشاد والهداية ، صاحب نهاية وبداية ، فأخترق وإليّ يخترق ،

ونطلب فلا نلحق ، فإن صح لي هذا الاشتراط ، وتقوى هذا الارتباط ، فإنما أنشر البساط ، وأسير بين الانقباض والانبساط ؛ قال : ارق إلى حضرة أوحى أناجيك فيها بما يكون ،

وأهب لك بها سر القلم والنون ، حتى تقول للشيء كن فيكون ؛ فاختطفت مني ، وأفنيت عني ، واتفقت أمور وأسرار ، غطّى عليهن إقرار وإنكار ، جلّت عن العبارة ، ودقّت عن الإشارة ، فهي لا تنعت ولا توصف ، ولا تحدّ ولا تتصف ، وغاية العبارة عنها أن يقال : زال قلت وقال ، وانعدم المقام والحال ، ولم يبق مثل ولا ضد ، ولا مطلع ولا حدّ ، وذهبت الجنة والنار ، وفنيت الظلم والأنوار ،

وفني كل قاب ورفرف ، ولم يبق جناح ولا أشرف ، واتحد السؤال والجواب ، وزال المكتوب والكتاب ، وكان المجيب هو المجاب ، ومضت البحار وأحجارها ، والحدائق وأزهارها ، ومارت السماء وطمست أنوارها ، فلم أرجع إلى البقاء بالحق ، بعد ذهاب العين والمحق ، حتى وجدت في غيابات لباب سر أسرار روح معنى قلب النفس ، ما كنت أمّلته بالأمس ، ثم توجني بتاج البهاء ، وإكليل السناء ، وأفرغ عليّ حلة


الكبرياء ، وأذن لي أن آذن على سواء ، وذلك على الشرط الذي اشترطته في مناجاة حضرة الرياح ، والعقد الذي ربطته بحضرة الجرس والجناح ، وأنا اليوم أنادي وأنادى ، وأهادي وأهادى ، وأسري ويسرى إلي ، وأتوكل ويتوكل علي ، ووهب لي كل حضرة تحت علمي ، يخترقها السالكون إلي باسمي ، ولا يدركون مني غير ما أدركته ، ولا يملك أحد منهم في وجودي سوى ما ملكته ، هذا إن كانت لهم عندي عناية ، وسبق لهم في سابق علمي هداية ، وإلا ففي بحر المعارف يسبحون ، وفي قفر اللطائف يخبطون ، مهد اللّه لهم السبيل ، وعرفهم أسرار التنزيل .


المراجع:

(10) الفتوحات ج 2 / 117 - ج 4 / 40 - كتاب الإسراء- كتاب النجاة

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!