The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة المعارج (70)

 

 


الآية: 28 من سورة المعارج

إِنَّ عَذابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28)

[ من هم المشفقون من أولياء اللّه تعالى ؟ : ]

والمشفقون من أولياء اللّه تعالى من خاف على نفسه من التبديل والتحويل ، فإن أمنه اللّه بالبشرى كان إشفاقه على خلق اللّه ، مثل إشفاق المرسلين على أممهم ، ومن بشّر من المؤمنين ، وهم قوم ذووا كبد رطبة ، لهم حنان وعطف ، إذا أبصروا مخالفة الأمر الإلهي من أحد ارتعدت فرائصهم إشفاقا عليه أن ينزل به أمر من السماء ، ومن كان بهذه المثابة فالغالب على أمره أنه محفوظ في أفعاله ، فلا يتصور منه مخالفة لما تحقق به من صفة الإشفاق ، لذلك أثنى اللّه عليهم بأنهم مشفقون ، للتغيير الذي يقوم بنفوسهم عند رؤية الموجب لذلك .


[سورة المعارج (70) : الآيات 29 إلى 40]

وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ (29) إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَماناتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ راعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهاداتِهِمْ قائِمُونَ (33)

وَالَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُونَ (34) أُولئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) فَما لِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ (36) عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ (37) يَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ (38) كَلاَّ إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ (39) فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ إِنَّا لَقادِرُونَ (40)

عين الشروق عين الغروب عين الاستواء ، عند العلماء بترحيل الشمس في منازل درج السماء ، فكل حركة جمعت الثلاثة الأحكام عند أرباب العقول والأفهام.

[سورة المعارج (70) : آية 41]

عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (41)

[ «فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ . . .» الآية: ]

وهذا قسم اللّه جل ثناؤه بالربوبية ، على قدرته ونفوذها في تبديل الخلق بخلق آخر خير منه ، فأقسم سبحانه على نفسه بالاسم الرب المضاف إلى المشارق والمغارب ،

فإن اللّه سبحانه لما أقسم بذات الموجودات في قوله تعالى (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) أقسم أيضا بحالها ، وهو الشروق والغروب ، وهي حالة لا تعرف إلا بوجود الكوكب والسماء والأرض ، فأقسم بالمشرق والمغرب لا بالشروق والغروب ،

لأن القسم ينبغي أن يكون بالثابت لا بالزائل ، والمشرق ثابت والشروق زائل ، فأقسم بالذات من كونها مشرقا ومغربا ، فربط الصفة بموصوفها ،

وأقسم بالجمع لأنها مشارق ومغارب كثيرة ، وهي شهادته وغيبه ، وظاهره وباطنه ، وفي عالم الجسوم وفي عالم الأرواح ، وفي الدنيا وفي الآخرة ، وفي الجنة وفي النار ،

وفي كل حال من أحوال الوجود مطلقا ، فكما أقسم بذوات

385


الوجود مطلقا أقسم بها من حيث أحوالها مطلقا ، فلم يترك شيئا بعد هذا ينبغي أن يقسم به ، ثم اعلم أن القدرة الإلهية لا يعسر عليها إيجاد ممكن البتة ، ولكنها إذا لم توجد ممكنا من الممكنات فإن ذلك راجع إلى الإرادة لا إلى القدرة ،

ثم لتعلم أن الموجودات قد كملت أجناسها وأركانها ، فكل ما يظهر فإنه منها وفيها ، فلم يبق إلا التبديل ، سواء في الصور والأشكال ، فهو تبديل عرضي ، كما تبدل السماء والأرض ، وكما تبدلت النطفة علقة ، والعلقة مضغة ، وكما تبدلت لنا اللقمة دما وثفلا ،

وهكذا بقي التبديل ، فإن كان التبديل من كون إلى كون كتبدل الماء هواء وشبه ذلك فهذا تبديل الأعيان ، وإن كان التبديل من صفة إلى صفة كالأبيض يصير أحمر ، والأحمر يصير أخضر ، والبارد يصير حارا . فهذا هو تغيير الموصوفات بالصفات ،

لا أن الحمرة عادت خضرة كما استحال الماء هواء ، فهذا هو التغيير ، وإن كان عندنا المائية والهوائية والنارية والأرضية صورا في الجوهر يسمى بها هواء وماء وغير ذلك ،

وهذا الخبر الذي وصف اللّه نفسه بتبديل الخلق في عمارة الموطن يحتمل أن يكون على الأمرين اللذين ذكرناهما ، إذ الذوات المشتركة في الجوهرية متماثلة ، واختلافها بالصور والأشكال ، والحدود الذاتية لها إنما هي ذاتية للصور والشكل لا للمشكل والمصور ،

ولكن لا يفعل هذا الشكل إلا في العين لا في المشكل ، فيظن الظان أنه يجد المشكل ، وهو على الحقيقة إنما يجد الشكل ، لكنه لا يقدر أن يتصوره في غير متشكل ،

فقد بان لك التبديل في الخلق ، وأن القدرة لا تعجز عن ذلك ، فإن لم تفعل فإن الإرادة لم تتعلق به ، ولا سبق في العلم تبدله ، ووقع الخطاب بما يقتضي حقيقة الممكن .


المراجع:

(28) الفتوحات ج 2 / 37

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!