The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة القيامة (75)

 

 


الآية: 23 من سورة القيامة

إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (23)

[ رؤية اللّه تعالى : ]

إثباتا لرؤيته في الدار الآخرة بظاهر قوله ، على أن تكون إلى حرف أداة غاية ، فإن الرؤية غاية البصر ، واللذة البصرية لا تشبهها لذة ، فإنها عين اليقين في المعبود ، فلا نشك أنا نرى ربنا بالأبصار عيانا على ما يليق بجلاله ، وهو مرئي لنا ، ولا نقول إنه محسوس لما يطلبه الحس من الحصر والتقييد ، فهي رؤية غير مكيفة ،

فنراه منزها كما علمناه منزها ، لا نقول بالكيف والحصر والتقييد ، ومن وجه آخر «إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ» إلى نعم ربها مع تقدير محذوف ، فتكون إلى اسم جمع النعمة ، فإن ذلك في اللفظ يحتمل ، ولهذا ما هي هذه الآية نص في الرؤية يوم القيامة .

واعلم أنه سبحانه نزل في جماله مباسطة معنا إلى أن ندركه بأبصارنا ، وينظر إلى هذا قوله عليه السلام [ وترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر وكما ترون الشمس بالظهيرة ليس دونها سحاب لا تضارون في رؤيته ]

وقال تعالى في حق أصحاب الجحيم (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ)

والنظر بـ : إلى في كلام العرب لا يكون إلا بالبصر ، وب : في يكون بالعقل وبالفكر ، وباللام يكون للرحمة ، وبغير أداة يكون للتقابل والمكافحة والتأخير ، والأبصار من صفات الوجوه ، وليس العقل منها ، فلا بد


من رؤيته ، وقوله (لَنْ تَرانِي) لموسى عليه السلام حكم يرجع إلى حال ما علمه من سؤال موسى عليه السلام ، لا يسعنا التكلم فيه ، وقد أحاله على الجبل ودكّ الجبل ، وصعق موسى ، والإدراك لا يصعق ، وليس من شرطه بنية مخصوصة ولا البنية من شرطه ، وإنما من شرطه موجود يقوم به ، لأنه معنى ، والصعق قام بالبنية الكثيفة ،

فلما أفاق سبح ، ولا فائدة للتسبيح عند القيام من ذلك الموطن إلا لمشاهدة ما ، ثم أعطته المعرفة التوبة من اشتراط البنية ، ثم أقر بأنه أول المؤمنين بما رآه في تلك الصعقة ، لأن الإيمان لا يتصور إلا بالرؤية في أي عالم كان ،

ولهذا قال النبي عليه السلام لحارثة: [ ما حقيقة إيمانك ؟ قال : كأني انظر إلى عرش ربي بارزا ] – الحديث

-فأثبت الرؤية في عالم م، وبها صحت له حقيقة الإيمان وأقر له النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فيها بالمعرفة .

وما عدا هذا فهو الإيمان المجازي ، فلا فائدة للإيمان بالغيب إلا لحوقه بالمشاهدة ، ولهذا لا يدخله الريب . فموسى عليه السلام أول من أدرك بالبصر على وجه ما . واعلم أن الكثيب هو مسك أبيض في جنة عدن ، وجعل في هذا الكثيب منابر وأسرة وكراسي ومراتب ،

لأن أهل الكثيب أربع طوائف :مؤمنون ، وأولياء ، وأنبياء ، ورسل ،

وكل صنف ممن ذكرنا أشخاصه يفضل بعضهم بعضا ، فإذا أخذ الناس منازلهم في الجنة استدعاهم الحق إلى رؤيته ، فيسارعون على قدر مراكبهم ومشيهم هنا في طاعة ربهم ، فمنهم البطيء ، ومنهم السريع ، ومنهم المتوسط ، ويجتمعون في الكثيب ، وكل شخص يعرف مرتبته علما ضروريا ، يجري إليها ولا ينزل إلا فيها ،

كما يجري الطفل إلى الثدي ، والحديد إلى المغناطيس ، لو رام أن ينزل في غير مرتبته لما قدر ، ولو رام أن يتعشق بغير منزلته ما استطاع ، بل يرى في منزلته أنه قد بلغ منتهى أمله وقصده ، فهو يتعشق بما هو فيه من النعيم تعشقا طبيعيا ذاتيا ، لا يقوم بنفسه ما هو عنده أحسن من حاله ، ولولا ذلك لكانت دار ألم وتنغيص ،

ولم تكن جنة ولا دار نعيم ، غير أن الأعلى له نعيم بما هو فيه في منزلته ، وعنده نعيم الأدنى . وأدنى الناس منزلة - على أنه ليس ثمّ من دني -من لا نعيم له إلا بمنزله خاصة ، وأعلاهم من لا أعلى منه له نعيم بالكل . فكل شخص مقصور عليه نعيمه ، فما أعجب هذا الحكم ! ! فإذا نزل الناس في الكثيب للرؤية ، وتجلى الحق تعالى تجليا عاما على صور الاعتقادات في ذلك التجلي الواحد ، فهو واحد من حيث هو تجل ، وهو كثير من حيث اختلاف الصور ، فإذا رأوه انصبغوا عن آخرهم بنور ذلك التجلي ،


وظهر كل واحد منهم بنور صورة ما شاهده ، فمن علمه في كل معتقد فله نور كل معتقد ، ومن علمه في اعتقاد خاص معيّن لم يكن له سوى نور ذلك المعتقد المعيّن ، ومن اعتقد وجودا لا حكم له فيه بتنزيه ولا تشبيه بل كان اعتقاده أنه على ما هو عليه ،

فلم ينزه ولم يشبه ، وآمن بما جاء من عنده تعالى على علمه فيه سبحانه ،

فله نور الاختصاص لا يعلم إلا في ذلك الوقت ، فإنه في علم اللّه فلا يدرى ، هل هو أعلى ممن عمم الاعتقادات كلها علمه ، أو مساو له ؟ وأما دونه فلا ،

فإذا أراد اللّه رجوعهم إلى مشاهدة نعيمهم بتلك الرؤية في جناتهم ، قال لملائكته وزعة الكثيب : ردوهم إلى قصورهم ؛ فيرجعون بصورة ما رأوا ، ويجدون منازلهم وأهليهم منصبغين بتلك الصورة فيتلذذون بها ،

فإنهم في وقت المشاهدة كانوا في حال فناء عنهم ، فلم تقع لهم لذة في زمان رؤيتهم ، بل اللذة عند أول التجلي ، حكم سلطانها عليهم فأفنتهم عنها وعن أنفسهم ، فهم في اللذة في حال فناء لعظيم سلطانها ؛ وإذا أبصروا تلك الصورة في منازلهم وأهليهم استمرت لهم اللذة ،

وتنعموا بتلك المشاهدة ، فتنعموا في هذا الموطن بعين ما أفناهم في الكثيب ،

ويزيدون في ذلك التجلي وفي تلك الرؤية علما باللّه - أعطاهم إياه العيان - لم يكن عندهم ، فإن المعلوم إذا شوهد تعطي مشاهدته أمرا لا يمكن أن يحصل من غير مشاهدة ، ثم إنه إذا أراد اللّه أن يتجلى لعباده في الزور العام نادى منادي الحق في الجنات كلها : يا أهل الجنان حي على المنة العظمى ،

والمكانة الزلفى ، والمنظر الأعلى ، هلموا إلى زيادة ربكم في جنة عدن ؛ فيبادرون إلى جنة عدن ، فيدخلونها وكل طائفة قد عرفت مرتبتها ومنزلتها فيجلسون ، ثم يؤمر بالموائد فتنصب بين أيديهم ، موائد الاختصاص ما رأوا مثلها ، ولا تخيلوه في حياتهم ولا في جناتهم جنات الأعمال ، وكذلك الطعام ما ذاقوا مثله في منازلهم ،

وكذلك ما تناولوه من الشراب ، فإذا فرغوا من ذلك خلعت عليهم من الخلع ما لم يلبسوا مثلها فيما تقدم ، ومصداق ذلك قوله صلّى اللّه عليه وسلّم في الجنة [ فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ]

فإذا فرغوا من ذلك قاموا إلى كثيب من المسك الأبيض ، فأخذوا منازلهم فيه على قدر علمهم باللّه لا على قدر عملهم ، فإن العمل مخصوص بنعيم الجنان لا بمشاهدة الرحمن ، فبيناهم على ذلك إذا بنور قد بهرهم فيخرون سجدا ،

فيسري ذلك النور في أبصارهم ظاهرا ، وفي بصائرهم باطنا ، وفي أجزاء أبدانهم كلها ، فهذا يعطيهم ذلك النور ، فبه يطيقون المشاهدة والرؤية ، وهي أتم من


المشاهدة ، فيأتيهم رسول من اللّه يقول لهم : تأهبوا لرؤية ربكم جل جلاله ، فها هو يتجلى لكم ؛ فيتأهبون ، فيتجلى الحق جل جلاله وبينه

وبين خلقه ثلاثة حجب :حجاب العزة ، وحجاب الكبرياء ، وحجاب العظمة ،

فلا يستطيعون نظرا إلى تلك الحجب ، فيقول اللّه ، جل جلاله لأعظم الحجبة عنده . ارفعوا الحجب بيني وبين عبادي حتى يروني ، فترفع الحجب ، فيتجلى لهم الحق جل جلاله خلف حجاب واحد في اسمه الجميل اللطيف إلى أبصارهم ، وكلهم بصر واحد ، فينفهق عليهم نور يسري في ذواتهم فيكونون به سمعا كلهم ،

وقد أبهرهم جمال الرب ، وأشرقت ذواتهم بنور ذلك الجمال الأقدس ؛

فيقول اللّه جل جلاله :سلام عليكم عبادي ومرحبا بكم ، حياكم اللّه ، سلام عليكم من الرحمن الرحيم الحي القيوم ، طبتم فادخلوها خالدين ، طابت لكم الجنة فطيبوا أنفسكم بالنعيم المقيم ، والثواب الكريم ، والخلود الدائم ، أنتم المؤمنون الآمنون ،

وأنا اللّه المؤمن المهيمن ، شققت لكم اسما من أسمائي ، لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ، أنتم أوليائي وجيراني وأصفيائي وخاصتي وأهل محبتي وفي داري ،

سلام عليكم يا معشر عبادي المسلمين ، أنتم المسلمون وأنا السلام وداري السلام ، سأريكم وجهي كما سمعتم كلامي ، فإذا تجليت لكم وكشفت عن وجهي الحجب فاحمدوني وادخلوا إلى داري غير محجوبين عني بسلام آمنين ، فردوا علي ،

واجلسوا حولي ، حتى تنظروا إلىّ ، وتروني من قريب فاتحفكم بتحفي ، وأجيزكم بجوائزي ، وأخصكم بنوري ، وأغشيكم بجمالي ، وأهب لكم من ملكي وأفاكهكم بضحكي ، وأعلفكم بيدي وأشمكم روحي ، أنا ربكم الذي كنتم تعبدوني ولم تروني ، وتحبوني وتخافوني ،

وعزتي وجلالي وعلوي وكبريائي وبهائي وسنائي إني عنكم راض ، وأحبكم وأحب ما تحبون ، ولكم عندي ما تشتهي أنفسكم ، وتلذ أعينكم ،

ولكم عندي ما تدعون وما شئتم وكل ما شئتم فاسألوني ولا تحتشموا ، ولا تستحيوا ولا تستوحشوا ، وإني أنا اللّه الجواد الغني الملي الوفي الصادق ، وهذه داري قد أسكنتكموها ، وجنتي قد أبحتكموها ، ونفسي قد أريتكموها ،

وهذه يدي ذات الندى والطل مبسوطة ممتدة عليكم لا أقبضها عنكم ، وأنا انظر إليكم لا أصرف بصري عنكم ، فاسألوني ما شئتم واشتهيتم ، فقد آنستكم بنفسي ، وأنا لكم جليس وأنيس ، فلا حاجة ولا فاقة بعد هذا ، ولا بؤس ولا مسكنة ، ولا ضعف ولا هرم ، ولا سخط ولا حرج ، ولا تحويل أبدا سرمدا ، نعيمكم


نعيم الأبد ، وأنتم الآمنون المقيمون الماكثون المكرمون المنعمون ، وأنتم السادة الأشراف الذين أطعتموني واجتنبتم محارمي ، فارفعوا إليّ حوائجكم أقضها لكم وكرامة ونعمة ، فيقولون:

ربنا ما كان هذا أملنا ، ولا أمنيتنا ، ولكن حاجتنا إليك النظر إلى وجهك الكريم أبدا أبدا ، ورضى نفسك عنا ، فيقول لهم العلي الأعلى ، مالك الملك ، السخي الكريم ، تبارك وتعالى :

فهذا وجهي بارز لكم أبدا سرمدا ، فانظروا إليه وأبشروا ، فإن نفسي عنكم راضية فتمتعوا ، وقوموا إلى أزواجكم فعانقوا وانكحوا ، وإلى ولائدكم ففاكهوا ، وإلى غرفكم فأدخلوا ، وإلى بساتينكم فتنزهوا ، وإلى دوابكم فاركبوا ، وإلى فرشكم فاتكئوا ، وإلى جواريكم وسراريكم في الجنان فاستأنسوا ، وإلى هداياكم من ربكم فاقبلوا ، وإلى كسوتكم فالبسوا ، وإلى مجالسكم فتحدثوا ، ثم قيلوا قائلة ، لا نوم فيها ولا غائلة ، في ظل ظليل ، وأمن مقيل ، ومجاورة الجليل ، ثم روحوا إلى نهر الكوثر والكافور ،

والماء المطهر والتسنيم ، والسلسبيل والزنجبيل فاغتسلوا ، وتنعموا ، طوبى لكم وحسن مآب ؛ ثم روحوا فاتكئوا على الرفارف الخضر والعبقري الحسان ، والفرش المرفوعة في الظل الممدود ، والماء المسكوب ، والفاكهة الكثيرة ، لا مقطوعة ولا ممنوعة ، ثم تلا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم : (إِنَّ أَصْحابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ هُمْ وَأَزْواجُهُمْ فِي ظِلالٍ عَلَى الْأَرائِكِ مُتَّكِؤُنَ ، لَهُمْ فِيها فاكِهَةٌ وَلَهُمْ ما يَدَّعُونَ سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ)

ثم تلا هذه الآية (أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا) - انتهى حديث أبو بكر النقاش –

ثم إن الحق تعالى بعد هذا الخطاب يرفع الحجاب ، ويتجلى لعباده ، فيخرون سجدا فيقول لهم : ارفعوا رءوسكم فليس هذا موطن سجود ، يا عبادي ما دعوتكم إلا لتنعموا بمشاهدتي ، فيمسكهم في ذلك ما شاء اللّه ،

فيقول لهم : هل بقي لكم شيء بعد هذا ؟ فيقولون : يا ربنا وأي شيء بقي وقد نجيتنا من النار ، وأدخلتنا دار رضوانك ، وأنزلتنا بجوارك ، وخلعت علينا ملابس كرمك ، وأريتنا وجهك ، فيقول الحق جل جلاله : بقي لكم ،

فيقولون : يا ربنا وما ذاك الذي بقي ؟ فيقول : دوام رضاي عنكم فلا أسخط عليكم أبدا ، فما أحلاها من كلمة وما ألذها من بشرى ؛ وتتفاضل الناس في رؤيته سبحانه ويتفاوتون تفاوتا عظيما على قدر علمهم ، فمنهم ومنهم ،

ثم يقول سبحانه لملائكته: ردوهم إلى قصورهم فلا يهتدون لأمرين : لما طرأ عليهم من سكر الرؤية ، ولما زادهم من الخير في طريقهم فلم يعرفوها ، فلو لا أن الملائكة تدل بهم ما عرفوا منازلهم ،


فإذا وصلوا منازلهم تلقاهم أهلهم من الحور والولدان ، فيرون جميع ملكهم قد كسي بهاء وجمالا ونورا ، من وجوههم أفاضوه إفاضة ذاتية على ملكهم ، فيقولون لهم : لقد زدتم نورا وبهاء وجمالا ما تركناكم عليه ، فيقول لهم أهلهم : وكذاكم أنتم قد زدتم من البهاء والجمال ما لم يكن فيكم عند مفارقتكم إيانا ، فينعم بعضهم ببعض ، قال تعالى «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ» .

فإن قلت : قال تعالى (لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ) وجاء في الحديث [ لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره ] فكان إرسال الحجب بين السبحات وبين الخلق رحمة بهم ، وإشفاقا على وجودهم ، وقد وعد بالرؤية في الدار الآخرة ،

فكيف يكون البقاء هناك ، ولا فرق بين الدارين من كونهما مخلوقتين وممكنتين ؟ قلنا : إذا فهمت معنى إضافة السبحات إلى وجهه ، وفرقت بين هذا القول وقوله [ ترون ربكم ]

وقوله «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ» فعلق الرؤية بالرب ، والإحراق بالوجه ، عرفت حينئذ الفرق بين الخبرين ، ثم عطف فقال في أهل الشقاء .

[سورة القيامة (75) : آية 24]

وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ باسِرَةٌ (24)

الوجه هنا هو حقيقة المسمى وعينه وذاته ، لأن الوجوه التي هي في مقدم الإنسان ليست توصف بالظنون ، وإنما الظن لحقيقة الإنسان ، فإنه تعالى قال :

[سورة القيامة (75) : آية 25]

تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِها فاقِرَةٌ (25)

فالوجوه في هذه الآيات عبارة عن النفوس الإنسانية ، لأن وجه الشيء حقيقته وذاته وعينه ، لا الوجوه المقيدة بالأبصار ، فإنها لا تتصف بالظنون ، ومساق الآية يعطي أن الوجوه هنا هي ذوات المذكورين .


المراجع:

(23) الفتوحات ج 3 / 491">35 - ج 2 / 173 - ج 3 / 324 - ج 2 / 106 - ج 4 / 54 - كتاب الجلال والجمال - الفتوحات ج 3 / 442 - ج 1 / 320 - ج 3 / 4 - كتاب الأعلاق

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!