موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة النساء (4)

 

 


الآيات: 163-164 من سورة النساء

إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُوراً (163) وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً (164)

كلم اللّه تعالى موسى عليه السلام بغير واسطة بكلامه سبحانه بلا ترجمان. ولذلك أكده في التعريف لنا بالمصدر لرفع الإشكال ، وفي ذلك إشارة إلى فضله على غيره بخطاب مخصوص على رفع الحجاب ، لم يسمعه من ذلك المقام غيره ، وكلّم اللّه تعالى موسى عليه السلام من حجاب النار والشجرة وشاطئ الوادي الأيمن وجانب الطور الأيمن وفي البقعة المباركة.

واعلم أن الكلام والقول نعتان للّه ، فبالقول يسمع المعدوم ، وهو قوله تعالى : «إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» وبالكلام يسمع الموجود ، وهو قوله تعالى : «وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيماً: وقد يطلق الكلام على الترجمة في لسان المترجم ، وينسب الكلام إلى المترجم عنه في ذلك . فالقول له أثر في المعدوم وهو الوجود ، والكلام له أثر في الموجود ، وهو

العلم ، والكلام الإلهي لا يحكى ولا يوصف بالوصف الذاتي ؛ فإذا وقع التجلي الإلهي في أي صورة كانت ، فلا يخلو أن كانت من الصور المنسوب إليها الكلام في العرف أو لا تكون ، فإن كانت من الصور المنسوب إليها الكلام ، فكلامها من جنس الكلام المنسوب إليها لحكم الصورة على التجلي . وإن كان مما لا ينسب إليه الكلام في العرف ، فلا يخلو إما أن تكون مما ينسب إليها القول بالإيمان مثل قول الجلود والجوارح «قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ» ،وإما أن لا تكون ممن ينسب إليه قول ولا نطق ، وهو الذي ينسب إليه التسبيح الذي لا يفقه ، والتسبيح لو كان قولا أو كلاما لنفى عنه سمعنا ، وإنما نفى عنه فهمنا وهو العلم ، والعلم قد يكون عن كلام وقول وقد لا يكون . فإذا تجلى في مثل هذه الصور ، فيكون النطق بحسب ما يريده المتجلي مما يناسب تسبيح تلك الصورة لا يتعداه ، فيفهم من كلام ذلك المتجلي تسبيح تلك الصورة ، فيكون الكلام المنسوب إلى اللّه عزّ وجل في مثل هذه الصور بحسب ما هي عليه ، هذا إذا وقع التجلي في المواد النورية والطبيعية ، فإذا وقع التجلي في غير مادة نورية ولا طبيعية وتجلّى في المعاني المجردة ، فيكون ما يقال في مثل هذا أنه كلام من حيث أثره في المتجلى له لا من حيث أنّه تكلم بكذا . واعلم أن كلام اللّه تعالى علمه ، وعلمه ذاته ، ولا يصح أن يكون كلامه ليس هو ، فإنه كان يوصف بأنه محكوم عليه للزائد على ذاته ، وهو لا يحكم عليه عزّ وجل . وكل ذي كلام موصوف بأنه قادر على أن يتكلم متمكن في نفسه من ذلك ، والحق لا يوصف بأنه قادر على أن يتكلم ، فيكون كلامه مخلوقا ، وكلامه قديم في مذهب الأشعري وعين ذاته في مذهب غيره من العقلاء ، فنسبة الكلام إلى اللّه مجهولة لا تعرف كما أن ذاته لا تعرف ، ولا يثبت الكلام للإله إلا شرعا ، ليس في قوة العقل إدراكه من حيث فكره ، ذكر أن موسى عليه السلام كلمه ربه باثني عشر ألف كلمة في كل كلمة يقول له : «يا مُوسى» ، *والكلام ما أثر ولا يدخله انقسام ، فإذا دخله الانقسام ، فهو القول ، وفيه المنّة الإلهية والطول . القرآن كله قال اللّه ، وما فيه تكلم اللّه ، وإن كان قد ورد فيه ذكر الكلام ، ولكن تشريفا لموسى عليه السلام ، ولو جاء بالكلام ما كفر به أحد ، لأنه من الكلم فيؤثر فيمن أنكره وجحد . ألا ترى إلى قوله وكلّم اللّه موسى تكليما ، كيف سلك به نهجا قويما ، فأثر فيه كلامه وظهرت عليه أحكامه ؟ فإذا أثر القول فما هو لذاته بل هو من الامتنان الإلهي والطول

[ لم خصّ موسى بالكلام ]

- إشارة - خصّ موسى بالكلام ليتقرر في نفسه نيل حظّه من

ميراث محمد عليه السلام ، ولذلك كان في ألواحه تفصيل كل شيء علم في مقابلة جوامع الكلم .


المراجع:

(164) الفتوحات ج 1 / 192 - ج 2 / 21 - ج 3 / 211 - ج 2 / 400 ، 428 - ج 4 / 369 - كتاب الإسراء

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!