The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة المائدة (5)

 

 


الآيات: 65-66 من سورة المائدة

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ (66)

"وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا " وهو معالجة الأعمال والاكتساب «التَّوْراةَ» وهم أمة موسى «وَالْإِنْجِيلَ» وهم أمة عيسى «وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ» وهم أهل القرآن وجميع كل من أنزلت عليه صحيفة ، فأقاموا كتاب اللّه وما أنزل إليهم من ربهم ، فهم المسارعون في الخيرات ، وهم لها سابقون «لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ» يوم القيامة في الحشر يوضع الصراط من الأرض المبدلة علوا على استقامة إلى سطح الفلك المكوكب الذي يرجع في ذلك اليوم ما تحت مقعره جهنم ، فيكون منته الصراط إلى المرج الذي خارج سور الجنة ، وفي ذلك المرج المأدبة ، وهي در مكة بيضاء نقية منها يأكل أهل المأدبة ، وهو قوله تعالى في المؤمنين من بني إسرائيل إذا أقاموا التوراة والإنجيل ، ونحن أمة محمد صلّى اللّه عليه وسلم نقيم كل ما أنزل إلينا من ربنا بالإيمان به ، ونعمل من ذلك بما أمرنا من العمل به ، وغيرنا من الأمم منهم من آمن كما آمنا ، ومنهم من آمن ببعض وكفر ببعض ، فمن نجا منهم قيل فيه «لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ» وهو ما خرج من فروع أشجار الجنان على السور فظلل على هذا المرج فقطفه السعداء «وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ» هو ما أكلوه من الدرمكة البيضاء التي هم عليها.

تفسير[ من باب الإشارة : الوجه الأول - يشير الحق تعالى إلى أنهم لو أقاموا الكتاب ]

من باب الإشارة : الوجه الأول - يشير الحق تعالى إلى أنهم لو أقاموا الكتاب من رقدته ، فإن التأويل من العلماء أضجعه بعد ما كان قائما ، فجاء من وفقه اللّه فأقامه من رقدته أي نزهه عن تأويله والتعمل فيه بفكره ، فقام بعبادة ربه وسأله أن يوقفه على مراده

من تلك الألفاظ التي حواها الكتاب ، والتعريف من المعاني المخلصة عن المواد ، فأعطاهم اللّه العلم غير مشوب قال تعالى : «وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ» يعلمهم الحق ما يؤول إليه هذا اللفظ المنزل المرقوم وما أودع فيه من المعاني من غير فكر فيه إذ الفكر في نفسه غير معصوم من الغلط في حق كل واحد - الوجه الثاني - «لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ» لأعطاهم من العلوم الخارجة عن الكسب ، وهي علم الوهب اللدني «وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ» من العلوم الداخلة تحت الكسب الذي يناله أهل التقوى من هذه الأمة ، فهي معارف مكتسبة لا موهوبة ، من كسبهم واجتهادهم - الوجه الثالث - «لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ» الضمير يعود على الذين أكلوا من فوقهم ، وهم الذين ذكر اللّه لو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم فأكلوا من فوقهم ، وهو علم الوهب لا من جهة الكسب ، وهو العلم المذكور في الوجه الثاني بقسميه ثم قال «وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ» فمن تحت أرجل هؤلاء أمم منهم أمة مقتصدة ، وهم أهل الكسب ، وهم الذين يتأولون كتاب اللّه ولا يقيمونه بالعمل الذي نزل إليه ، ولا يتأدبون في أخذه ، وهم على قسمين : القليل منهم المقتصد في ذلك وهو الذي قارب الحق ، وقد يصيب الحق فيما تأوله بحكم الموافقة ، لا بحكم القطع ، فإنه ما يعلم مراد اللّه فيما أنزله على التعيين إلا بطريق الوهب ، وهو الإخبار الإلهي الذي يخاطب به الحق قلب العبد في سره بينه وبينه . ومن لم يقتصد في ذلك وتعمق في التأويل بحيث أنه لم يترك مناسبة بين اللفظ المنزل والمعنى ، أو قرر اللفظ على طريق التشبيه ، ولم يرد علم ذلك إلى اللّه فيه ، وهم الذين قال اللّه فيهم في الآية عينها «وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ» وأي سوء أعظم من هذا ، وهؤلاء هم القسم الثاني . فالتقدير في الآية على التفسير «وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ» أمم «مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ ساءَ ما يَعْمَلُونَ» ولهذا قال لنبيه : «وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ» وقال : «ما يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ» فأشرف العلوم ما ناله العبد من طريق الوهب - الوجه الرابع - «لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ» يريد استواءه على العرش والسماء بل كل ما علا «وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ» يريد نسبة التحت إلى اللّه من قوله صلّى اللّه عليه وسلم «لو دليتم بحبل لهبط على الله» مع أنه ليس كمثله شيء فالنسب إليه على السواء فللّه الفوق والتحت .


المراجع:

(66) كتاب الأعلاق - الفتوحات ج 4 / 431 - ج 2 / 594 - ج 3 / 439 - ج 2 / 594 ، 488 - ج 1 / 631 ، 192 - ج 2 / 595 - ج 4 / 431

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!