موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة الأنفال (8)

 

 


الآية: 68 من سورة الأنفال

لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (68)

فإسباغ النعم عليهم فضلا منه منة لحكم كتاب سبق ، وهذه الآية وأمثالها مثل قوله تعالى : (لَوْ أَرادَ اللَّهُ) رد على من يقول إن الإله لذاته أوجد الممكن لا لنسبة إرادة ولا سبق

علم ، والصحيح ما قاله الشارع ، وإن لم تكن تلك النسبة أمرا وجوديا زائدا ، والسابقة عين الخاتمة ، وذلك في الحكم على المحكوم عليه ، وبالمحكوم عليه تبينت الخاتمة من السابقة ، فإن بينهما تميزا معقولا به يقال عن الواحدة سابقة وعن الأخرى خاتمة .

- إشارة لغوية -أداة لو امتناع لامتناع ، فهي دليل عدم لعدم ، فإذا أدخلت عليها لا ، وهي أداة نفي ، عاد الأمر امتناعا لوجود ، وهذا من أعجب ما يسمع ، فإن الأولى أن يكون الحكم في الامتناع ، والعدم أبلغ ، لكون الداخل أداة نفي ، والنفي عدم ، فأعطى الوجود ، وأزال عن أداة لو وجها واحدا من أحكامها ، وهو قولهم لامتناع ، وما العجب في دخول هذه الأدوات على المحدثات ، وإنما العجب في دخولها في كلام اللّه ، ونفوذ حكمها ودلالتها في اللّه ، هذا هو العجب العجاب ، وقد ثبتت نسبة الكلام إلى اللّه ، وقد ثبت أن الذي سمعناه في تركيب هذه الحروف هذا التركيب الخاص والنسبة الخاصة أنه كلام اللّه ، فقد حصل فيه هذه الأدوات ، فجرى عليه حكمها ، فهل ذلك من جهتنا أو ما هو الأمر إلا كذلك ؟

[ - تحقيق - «لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ» ]

-تحقيق - «لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ» الكتاب الذي سبق هو أنت ، فإن للأعيان الثابتة في حال عدمها أحكاما ثابتة ، مهما ظهر عين تلك العين في الوجود تبعه الحكم في الظهور ، وعلى هذا تعلق علم الحق به ، فالشيء حكم على نفسه ، أعني المعلوم ما حكم غيره عليه ، وإنما يظهر لك ما بطن فيك عنك .

[سورة الأنفال (8) : آية 69]

فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69)

[ مما اختص به النبي صلّى اللّه عليه وسلم أنه أحلت له الغنائم ]

مما اختص به النبي صلّى اللّه عليه وسلم أنه أحلت له الغنائم ولم تحل لأحد قبله ، فأعطي ما يوافق شهوة أمته ، والشهوة نار في باطن الإنسان تطلب مشتهاها ، ولا سيما في الغنائم ، لأن النفوس لها التذاذ بها ، لكونها حصلت لهم عن قهر منهم وغلبة وتعمل ، فلا يريدون أن يفوتهم التنعم بها في مقابلة ما قاسوا من الشدة والتعب في تحصيلها ، فهي أعظم مشته لهم ، وقد كانت الغنائم في حق غيره من الأنبياء إذا انصرف من قتال العدو جمع المغانم كلها ، فإذا لم يبق منها شيء نزلت نار من الجو فأحرقتها كلها ، فإن وقع فيها غلول لم تنزل تلك النار حتى يرد ويلقى فيها ذلك الذي أخذ منها ، فكان نزول النار علامة على القبول الإلهي لفعلهم ،

فأحلها اللّه لمحمد صلّى اللّه عليه وسلم فقسمها في أصحابه ، فتناولتها نار شهواتهم عناية من اللّه بهم لكرامة هذا الرسول عليه ، فأكرمه بأمر لم يكرم به غيره من الرسل ، وأكرم من آمن به بما لم يكرم به مؤمنا قبله بغيره .

[سورة الأنفال (8) : الآيات 70 إلى 71]

يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70) وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71)

الاسم الحكيم له وجه إلى العالم ووجه إلى المدبر ، فإن للاسم الحكيم حكمين : حكما على مواضع الأمور ، وحكم وضعها في مواضعها بالفعل ، فكم من عالم لا يضع الشيء في موضعه ، وكم واضع للأشياء في مواضعها بحكم الاتفاق لا عن علم ، فالحكيم هو العالم بمواضع الأمور ووضعها في أماكنها .


المراجع:

(68) الفتوحات ج 3 / 317 - ج 1 / 349 - ج 4 / 418 ، 422

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!