The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة التوبة (9)

 

 


الآية: 114 من سورة التوبة

وَما كانَ اسْتِغْفارُ إِبْراهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَها إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ (114)

إن الرسول إذا تبين له أن شخصا ما عدو للّه تبرأ منه ، قال تعالى في حق إبراهيم عليه السلام وأبيه آزر ، بعد ما وعظه وأظهر الشفقة عليه لكونه كان عنده في حد الإمكان أن يرجع إلى اللّه وتوحيده من شركه ، فلما بين اللّه له في وحيه ، وكشف له عن أمر أبيه ، وتبين إبراهيم عليه السلام أن أباه آزر عدو للّه ، تبرأ منه مع كونه أباه ، فأثنى اللّه عليه فقال :

" فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ» وقد كان إبراهيم في حق أبيه أواها حليما ، لا الآن ، وقد ورد في الخبر أن إبراهيم يجد أباه بين رجليه في صورة ذيخ ، فيأخذه بيده فيرمي به في النار ، فانظر ما أثر عند الخليل إيثاره لجناب الحق من عداوة أبيه في اللّه تعالى ، فاللّه يجعلنا ممن آثر الحق على هواه ، وأن يجعل ذلك مناه ، فإن هذا هو ما فعله إبراهيم الخليل عليه السلام في حق أبيه آزر ، عندما تحقق أنه عدو للّه «إِنَّ إِبْراهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ» الأواه هو الذي يكثر التأوه لما يشاهده من جلال اللّه ، وكونه ما في قوته مما ينبغي أن يعامل به ذلك الجلال الإلهي ، والتأوه من نعت المحبين ، فيتأوه غيرة على اللّه ، وشفقة على المحجوبين ، فيتأسف على من حرمه اللّه الشهود ، ويتأوه لحبه في محبوبه من أجل ما يراه من عمى الخلق عنه ، فإن من شأن المحبة الشفقة على المحبوب . «حَلِيمٌ» ببنية المبالغة ، وهي فعيل ، والحلم لا يكون إلا مع القدرة على من يحلم عنه ، فالحلم هو الإمهال من القادر على الأخذ ، فيؤخر الأمر ويمهل ولا يهمل ، فإن صاحب العجز عن إنفاذ اقتداره لا يكون حليما ، ولا يكون ذلك حلما ، فلا حليم إلا أن يكون ذا اقتدار ، فإن العجلة بالأخذ عقيب الجريمة دليل على الضجر ، فالحليم هو الذي لا يعجل مع القدرة وارتفاع المانع ، وحلم العبد من العلم الإلهي السابق ولا يشعر به العبد ، حتى تقوم به صفة الحلم ، فحينئذ يعلم ما أعطاه حكم علم اللّه في حكمه ، ولهذا إن تقدمه العلم بذلك لا يسمى حليما على جهة التشريف ، فالحق يوصف بالحلم لعدم الأخذ ، لا على طريق التشريف ، والعبد ينعت بالحلم لعدم الأخذ أيضا ولكن على طريق التشريف ، لجهله بما في علم اللّه من ذلك ، قبل اتصافه بعدم المؤاخذة والإمهال من غير إهمال ، فشرف الحق بالعلم لا بالحلم ، وشرف العبد بالحلم لا بالعلم ، لجهله ذلك . فإن علم قبل قيام صفة الحلم به لم يكن الحلم به تشريفا ، ولما كانت المخالفة تقتضي المؤاخذة أفسد الحلم حكمها في بعض المذاهب ، ولذلك يقال : حلم الأديم إذا فسد وتشقق ، وكذلك حلم النوم أفسد المعنى عن صورته ، لأنه ألحقه بالحس وليس بمحسوس ، حتى يراه من لا علم له بأصله ، فيحكم عليه بما رآه من الصورة التي رآها عليها ، ويجيء العارف بذلك فيعبر تلك الصورة إلى المعنى الذي جاءت له ، وظهر بها ، فيردها إلى أصلها ، كما أفسد الحلم العلم ، فأظهره في صورة اللبن ، وليس بلبن ، فرده رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم بتأويل رؤياه إلى أصله وهو العلم فجرد عنه تلك الصورة .


المراجع:

(114) الفتوحات ج 3 / 272 - ج 4 / 449 - ج 1 / 722">722 - ج 2 / 352 - ج 1 / 722">722 - ج 2 / 35 - ج 4 / 240

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!