The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة التوبة (9)

 

 


الآيات: 116-117 من سورة التوبة

إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (116) لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي ساعَةِ الْعُسْرَةِ مِنْ بَعْدِ ما كادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (117)

" لَقَدْ تابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ» قد لا تكون التوبة من ذنب ، بل يرجع إلى اللّه في كل حال في كل طاعة ، فيرجع بالتائب إلى ربه من طاعة إلى طاعة ؛ «وَالْمُهاجِرِينَ وَالْأَنْصارِ» قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : إني لأجد نفس الرحمن يأتيني من قبل اليمن ، فنفس اللّه عنه بالأنصار ، فكانت الأنصار كلمات اللّه ، نصر اللّه بهم دينه وأظهره .

[ سورة التوبة (9) :آية 118]

وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذا ضاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ وَضاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118)

«وَظَنُّوا» أي علموا وتيقنوا ، قال أهل اللسان في ذلك ، فقلت لهم ظنوا بألفي مدجج ، أي تيقنوا واعلموا ، فإن الظن لما كانت مرتبته برزخية ، لها وجه إلى العلم ونقيضه ، ثم دلت قرائن الأحوال على وجه العلم فيه ، حكمنا عليه بحكم العلم ، وأنزلناه منزلة اليقين ، مع بقاء اسم الظن عليه لا حكمه ، فإن الظن لا يكون إلا بنوع من الترجيح يتميز به عن الشك ، فإن الشك لا ترجيح فيه ، والظن فيه نوع من الترجيح إلى جانب العلم : «أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا» اعلم أن توبة اللّه ابتداء مقرونة بعلى ، وتوبة الخلق مقرونة بإلى ، لأنه المطلوب بالتوبة ، فهو غايتها ، فرجوع الحق عليهم رجوع عناية محبة أزلية ليتوبوا ، فإذا تابوا أحبهم حب من رجع إليه ، فهو حب جزاء .

قال تعالى : «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ» فهذا الحب ما هو الأول ، وللعبد حب آخر زائد على قوله : «وَيُحِبُّونَهُ» فالأول حب عناية منه ابتداء ، فالتوبة عن محبة منتجة لمحبة أخرى منه ، فهي بين محبتين متعلقتين بهم من اللّه ، وتاب عليهم فكان هو التائب على الحقيقة ، والعبد محل ظهور الصفة ، فكانت رجعته عليهم في الدنيا ردهم بها إليه ، ولذلك قال : «لِيَتُوبُوا» فما رجع إليهم إلا ليرجعوا ، وكل معلل علّه الحق فإنه واقع ، كما أنه كل ترج من اللّه واقع ،

فالرجعة الأولى من اللّه على العبد هي التي يعطيه الحق بها الإنابة إليه ، فإذا رجع العبد إليه بالتوبة رجع الحق إليه غير الرجوع الأول ، وهو الرجوع بالقبول ، ثم قال : «أَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ» وهو لفظ المبالغة إذ كانت له التوبة الأولى من قوله : «ثُمَّ تابَ عَلَيْهِمْ»

والثانية من قوله :" لِيَتُوبُوا " فالتوبتان له من كل عبد ، فهو التواب لا هم ، ووصف اللّه تعالى نفسه بأنه التواب ، فما تاب من تاب ولكن اللّه تاب «الرَّحِيمُ» الذي يرجع على عبده في كل مخالفة بالرحمة له ، فيرزقه الندم عليها ،

وقد قال صلّى اللّه عليه وسلم : [ الندم توبة ] فيتوب العبد بتوبة اللّه عليه ، فلو لا توبة اللّه عليهم ما تابوا ، والتوبة الرجوع ، فاللّه أكثر رجوعا إلى العباد من العباد إليه ، لأن برجوعه تعالى إلى العباد يبقي عليهم الوجود بالحفظ الإلهي ، وهو التواب بالرجوع عليهم بقبول التوبة ، الرحيم بعدم المؤاخذة على الذنب - راجع البقرة آية 37 –

- نصيحة -عليك بالالتجاء إلى من تعرف أنه لا يقاوم فإنه يحميك .


المراجع:

(117) الفتوحات ج 1 / 632 - ج 3 / 197

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!