The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة البقرة (2)

 

 


الآيات: 116-117 من سورة البقرة

وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ (116) بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117) .

" بَدِيعُ " لأنه ما خلقهما على مثال متقدم ، وكل خلق على غير مثال فهو مبدع بفتح الدال ، وخالقه مبدعة بكسر الدال «والسماوات والأرض» يعني بذلك ما علا وما سفل ، فهو بديع كل شيء . وليس الإبداع سوى الوجه الخاص الذي له في كل شيء ، وبه يمتاز عن سائر الأشياء ، فهو على غير مثال وجودي ، إلا أنه على مثال نفسه وعينه من حيث إنه ما ظهر عينه في الوجود إلا بحكم عينه في الثبوت من غير زيادة ولا نقصان ، والابتداع على الحقيقة إنشاء ما لا مثل له بالمجموع ، ولا بديع من المخلوقات إلا من له تخيل ، فقد يبتدع المعاني ولا بد أن تنزل في صور مادية وهي الألفاظ التي بها يعبر عنها ، فيقال : قد اخترع فلان معنى لم يسبق إليه ، وكذلك أرباب الهندسة لهم في الإبداع اليد الطولى ، ولا يشترط في المبتدع أنه لا مثل له على الإطلاق ، إنما يشترط فيه أنه لا مثل له عند من ابتدعه ولو جاء بمثله خلق كثير كل واحد قد اخترع ذلك الأمر في نفسه ثم أظهره ، فهو مبتدع بلا

من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:

فكأنه يقول : وللّه ما شرق منكم أي ما ظهر ، وما غرب عنكم أي ما استتر ، فأينما تولوا بوجوهكم وقلوبكم فثمّ وجه اللّه ، أي هو مطلع عليكم ، ويؤيده قوله :" إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَلِيمٌ» وهذا من باب الإشارة والتنبيه (117) " وَقالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ» الضمير يعود على من تقدم ، وهو داخل في قوله : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ) (وَسَعى) *وقال : «اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً» *يريد بذلك من قال : المسيح ابن اللّه ، وعزير ابن اللّه ، والملائكة بنات اللّه ، فإن الولد ينطلق على الذكر والأنثى ، وهذا أشد ظلما مما فعلوه ، فنزه الحق نفسه عما نسبوا إليه ، وهنا وجهان الوجه الواحد ، إن كانوا أرادوا التبني لقوله : (لَوْ أَرادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لَاصْطَفى مِمَّا يَخْلُقُ ما يَشاءُ) ثم نزه نفسه عن ذلك ، فيكون هذا القول منهم افتراء على اللّه ، حيث نسبوا إليه ما لم ينسب إلى نفسه ، مع جواز التبني بطريق الاصطفاء ، ولكن ما وقع ، والوجه الآخر ، أن يريدوا الولد المعروف الذي للصلب ، فهو جهل منهم باللّه تعالى ، فهم ما بين جاهل ومفتر ، فنزه اللّه سبحانه عن الأمرين نفسه ، فقال سبحانه عن ذلك : «بل» حرف إضراب عن قولهم : «لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ»

شك وإن كان له مثل ، ولكن عند هذا الذي ابتدعه لا سبيل إلا ابتداع الحق تعالى فإنه تعالى قال عن نفسه إنه بديع أي خلق ما لا مثل له في مرتبة من مراتب الوجود ، لأنه عالم بطريق الإحاطة بكل ما دخل في كل مرتبة من مراتب الوجود ، فكل ما في الوجود مبتدع للّه فهو البديع ، وهذا يدلك على أن العالم ما هو عين الحق وإنما هو ما ظهر في الوجود الحق ، إذ لو كان عين الحق ما صح أن يكون بديعا ، ولما كان حال كن الإلهية حال المكوّن المخلوق ، وكان أسرع ما يكون من الحروف في ذلك فاء التعقيب ، لهذا جاء بها في جواب الأمر لسرعة نفوذ الأمر الإلهي في نشء العالم وظهوره ، فقال تعالى : «وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» القضاء الذي له المضي في الأمور هو الحكم على الأشياء بكذا ، والقدر ما يقع بوجوده في موجود معين المصلحة المتعدية منه إلى غير ذلك الموجود ، فالقضاء يحكم على القدر ، والقدر لا حكم له في القضاء ، بل حكمه في المقدر لا غير بحكم القضاء .

وهم الملائكة وعزير وعيسى ، وأتى بما ولم يقل من ، لأن ما عند سيبويه تقع على كل شيء فلها العموم ، فالإتيان بالعام أولى حتى يدخل فيها كل شيء «كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ» أي قائمون بالعبودية وشروطها ، وقد دخل الكفار في هذا القنوت ، فإنهم مما في السماوات والأرض ، وهم طائفتان : جاهلة وعالمة ، فمن علم منهم الحق بباطنه مثل أهل الكتاب ومن جرى مجراهم في العلم ، فهو قانت للّه في باطنه لعلمه به ، ومن جهل منهم ذلك ، فالجاهل ما عبد غير اللّه ولا قنت له لعينه ، ولكن تخيل أنه الإله المقصود بالقنوت له ، فما قنت إلا للّه وإن أخطأ في نسبة ذلك ، فصدق قول اللّه في إخباره أنه كل له قانتون بهذا الوجه ، وهل ينفعهم ذلك أو لا ينفعهم مسألة أخرى ليس هذا موضعها (118) «بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» إبداع الشيء إحكامه وإتقانه ، فإذا كان هذا ، فيكون عاما في كل موجود ، وإن كان المراد هنا بالإبداع إيجاد الشيء على غير مثال ، فيكون خاصا بالموجود الأول من كل نوع ، ولا يدخل ما تحته تحت هذه الصفة من كونه إبداعا وإنما يدخل تحت اسم الخالق والبارئ ، وقد يريد بالسماوات والأرض ما علا وما سفل حصرا لجميع الموجودات ، ومن جملتهم ما نسبتموه إلينا من ولد من إنس وملك ، ولكن لا ينتفي الولد من هذا الوجه ، فإن الولد لا بد أن يكون مخلوقا مبدعا ، وليس في اللفظ ما يدل على قدم الولد ، وإنما الحجة في قوله : «وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ» وما أخبركم أنه قضى أن يتبنى أحدا من خلقه ، فافتريتم عليه ، بل نسبة ما نسبتم إليه من الولد نسبة كل أمر ، إذا قضاه أي شاءه وأراده ، أن يقول له كن أي يأمره بأن يتكون ، فيكون ، وكان هنا تامة ، وهنا بحر واسع يعز


المراجع:

(117) الفتوحات ج 2 / 421 - ج 4 / 314 - ج 1 / 702 - ج 3 / 112

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!