موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب التنزلات الموصلية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

تنزل الأملاك من عالم الأرواح إلى عالم الأفلاك

 

 

تنزل الأملاك من عالم الأرواح إلى عالم الأفلاك


بسم الله الرحمن الرحيم

اللّهم صلّ على سيّدنا محمد:

الحمد للّه الذي وصف الإنسان بما وصف به نفسه، ومنعت الحقيقة الكيفية، وفطره على الصورتين اللفظية والمضافة المعنوية، ثم سمّاها بما سمي به ذاته، وقال بنفي المثلية، فمحا عين ما أثبته فحيره بين الأدلة العقلية والبراهين الوضعية، ثم صلّى عليه قبل صلاته، ولا قبلية.

وجعل صلاة الكرم بعد صلاة الجود بين صلاته وسؤاله في صلاته، ولا بينية.

وقيد له مناجاته بالأوقات، وناجاه في مقام آخر من غير ميقات، ليجمع له بين رسله، ويسلك به على جميع سبله، فكشف له عن المقام المحمدي في حضرة ذاته، فرآه وأشهده حقيقة المقام الموسوي في حضرة صفاته، فوعا ما به ناجاة، فلما تقدّمت صلاته وجب أن يبدأ بحمده قبل عبده لنفسه ولعبده، وأن يفي بوعده لخلقه قبل وفائهم له بعهده، لقدسه في صدق وعده، فأشهده سبحانه وتعالى ربوبيته قبل تكليفه إيّاه، وقال: أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى.

ثم لما أراد جل ثناؤه تمحيصهم وابتلاءهم: سجنهم في محل مصيره إلى الخراب والبلى، فأفاض من وجوده الأزلي بجوده الأقدسي، على وجوده الأبدي فيضا أظهر عن ذلك الفيض الأنزه، على هذا الوجود الأنوه إبراما ونقصا، ورتقا وفتقا، ورزقا وخلقا، وبسطا وقبضا.

وكل قسم من هذين القسمين وجود محقق عن فيض جود مطلق، فليس إلّا الإيجاد الغض، مع الأنفاس والأرفاد المحض، إلى جميع الأجناس، ولا سبيل إلى وصف المقام الأقدس بالمنع، فإنه عدم، وتسود شبهاته براهين القدم، فأودع الأسرار الأول المالكة مفاتيح الأزل: الأرواح الأمناء، وأنزلهم بها باسم الفتاح، في أرض الأشباح خلفاء ولذلك قال: كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما يعني الأرض والسماء، لما أشهدهم حقائق المسميات، فعلمهم الأسماء حين عميت عنها الأرواح الملكية، التي لم تتخذه الأجسام خلفاء، ثم أنقلبوا إليه سبحانه، بعد طول الصحبة لهذا الهيكل: عنصر الظلمة بما أكتسبوه فيه علماء،

فبقيت بعدهم هذه النشأة الترابية أرضا موحشة بيداء، لا ظل فيها ولا نفس ولا ماء، فغيبت عن البصر في الحفر، لوجد الضرر في البشر، حكمة [إلهية] علوية غراء: ليردهم إليها على صفتين: صفة واضحة بيضاء، وصفة كالحة سوداء، لما جعل في حبسها الأول مناقب المعارف، والحكم موقوفة على ارتفاع الهمم، وجعل مثالب الجهالات والظلم في محال الشكوك والتهم، فتركها لحما على وضم، وذلك لتصح اليدان بالبعد والقرب، وتثبت القدمان بالتواضع والعجب، وتحقق القبضتان بالكشوفات والحجب، ويعلم شرف الإنسان بتحصيله أسرار الشرق والغرب، على سائر الأكوان من العالم الملكي والفلكي والطبيعي، الجامع للحار والبارد، واليابس والرطب.

أحمده سبحانه حمد من قهره العز، فرد حمده إليه، وأشكره شكر من قام به العجز، فأعاد شكره عليه، فتسامى على كل حمد وشكر: حمده وشكره، وتعالى على كل عرفان ونكر: عرفانه ونكره، لما أن رأى أن رقيقه القديم أولى بالتقديم في ذلك، فكان بهذا القدر عند أهل القدر، السيد المالك.

والصلاة على من فرضت عليه الصلاة فبقيت الباب المحققين حائرة فيما وهبه واهب العقل، حين نظرت بأعين بصائرها [فيه] وبأعين أبصاره إليه، فصلت عليه في حال الغنا ليتولى تلك الصلاة مفرضها مانح السنا والنساء صلّى اللّه عليه وعلى آله ما دام تعطش هذه الأرض لما أودع اللّه من غذائها في هذه الجرباء.

لحمد أقل ما افتتحت به الكلام * للّه موجد كون ذاتي في التمام

ثم استمر الجود منه بحضرتي * يسدي فيظهر ما أريد على الدوام

ثم الصلاة على الرسول وآله * أهل المقامات المعظمة الجسام

ما دامت الأفلاك تسري والورى * متكون عن سيرها، ثم السلام

أما بعد:

فإني ذاكر في هذا الكتاب ما أشرت إليه في تراجم هذه الأبواب، بجميع ما فيها على تواليها.

فهرست الأبواب

فهرست أبواب الكتاب المحكم * أودعتها أسماء ما أنا ذاكره

فيه وما يعطيك من أسرارها * بعبارة تبدي الذي أنا ساتره

1. الباب الأول: في ذكر اسم هذا الكتاب وشرحه مجملا.

2. الباب الثاني: في بيان تنزل الأملاك على قلوب الأولياء.

3. الباب الثالث: في معرفة المكلّف والمكلّف.

4. الباب الرابع: في معرفة التكليف.

5. الباب الخامس: في معرفة سبب وضع الشريعة في العالم [ومعنى قوله تعالى]: قُلْ لَوْ كانَ فِي الْأَرْضِ مَلائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولًا، وقوله: وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلا فِيها نَذِيرٌ.

6. الباب السادس: في معرفة كون الرسول من جنس المرسل إليه، وقوله تعالى: وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلًا، وقوله: لَنَزَّلْنا عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ مَلَكاً رَسُولًا لم يقل رجلا.

7. الباب السابع: في بيان مقام الرسالة، ومقام الرسول، من حيث هو رسول، ومن أين نودي ؟، وأين مقامه ؟ والفرق بين الرسالة والخلافة ومعرفة النبوة والولاية، والإيمان والإسلام والعالم، والجاهل، والظان والشاك، والناظر، والمقلدين لهم.

8. الباب الثامن: في معرفة تلقي الرسالة، وشروطها وأحكامها.

9. الباب التاسع: في معرفة تلقي الرسالة الثانية الموروثة من النبوة، ومعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم “ العلماء ورثة الأنبياء “ وقوله: “ علماء هذه الأمة: أنبياء سائر الأمم “، وكان معاذ وغيره رسول رسول اللّه إلى من أرسل إليهم ولماذا ترك ذكر الواسطة، وقيل رسول اللّه، وكان يأخذ عن جبريل، ولم يقل في معاذ وغيره رسول اللّه، وقيل فيه رسول رسول اللّه.

10. الباب العاشر: في بيان السبب الذي دعاني أن أختص في هذا الكتاب من العبادات: الصلوات الخمس، دون غيرها.

11. الباب الحادي عشر: في معرفة علة أسماء الصلوات الخمس، وتنبيهات على ما في كيفياتها من الحكم والأسرار، على طريق الإجمال.

12. الباب الثاني عشر: في معرفة شروط الإمام.

13. الباب الثالث عشر: في معرفة شروط المأموم.

14. الباب الرابع عشر: في معرفة سبب فرض الطهارات وصفة الماء الذي يتطهر به.

15. الباب الخامس عشر: في معرفة سبب التعميم في طهر الجنابة، وتخصيص بعض الأعضاء في الطهر من الحدث الأصغر والتيمم.

16. الباب السادس عشر: في معرفة النية، والفرق بينها وبين الإرادة والقصد، والهمة، والعزم والهاجس.

17. الباب السابع عشر: في معرفة غسل اليدين ثلاثا، ووصف المياه والأواني في كل صلاة.

18. الباب الثامن عشر: في معرفة أسرار صب الماء في غسل اليدين بالشمال على اليمين.

19. الباب التاسع عشر: في معرفة أسرار الاستنجاء.

20. الباب الموفي عشرين: في معرفة أسرار الاستجمار.

21. الباب الحادي والعشرون: في معرفة أسرار المضمضة.

22. الباب الثاني والعشرون: في معرفة أسرار الاستنشاق والاستنثار.

23. الباب الثالث والعشرون: في معرفة أسرار غسل الوجه.

24. الباب الرابع والعشرون: في معرفة غسل اليدين إلى المرفقين.

25. الباب الخامس والعشرون: في معرفة أسرار مسح الرأس.

26. الباب السادس والعشرون: في معرفة أسرار مسح الأذنين.

27. الباب السابع والعشرون: في معرفة أسرار غسل الرجلين.

28. الباب الثامن والعشرون: في معرفة أسرار التشهد بعد الفراغ من الوضوء.

29. الباب التاسع والعشرون: في معرفة أسرار الانصراف من الوضوء إلى الصلاة.

30. الباب الموفي ثلاثين: في معرفة أسرار طهارة الثوب والبقعة للصلاة فيهما.

31. الباب الحادي والثلاثون: في معرفة أسرار إقامة الصلاة.

32. الباب الثاني والثلاثون: في معرفة أسرار تكبيرات الصلاة.

33. الباب الثالث والثلاثون: في معرفة أسرار رفع اليدين في الصلاة.

34. الباب الرابع والثلاثون: في معرفة أسرار التوجيه.

35. الباب الخامس والثلاثون: في معرفة أسرار القراءة والوقوف في الصلاة.

36. الباب السادس والثلاثون: في معرفة أسرار الفرق بين الفاتحة والسورة.

37. الباب السابع والثلاثون: في معرفة أسرار الركوع وما يختص به من التسبيح.

38. الباب الثامن والثلاثون: في معرفة أسرار الرفع من الركوع، وما يقال فيه.

39. الباب التاسع والثلاثون: في معرفة أسرار الهوى إلى السجود.

40. الباب الموفي أربعين: في معرفة أسرار السجود وما يختص به من الدعاء والتسبيح وقوله تعالى: وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ولم يقل تقترب، وسبب عصمة الإنسان في سجوده من الشيطان.

41. الباب الحادي والأربعون: في معرفة أسرار الرفع من السجود.

42. الباب الثاني والأربعون: في معرفة أسرار الجلوس في الصلاة.

43. الباب الثالث والأربعون: في معرفة أسرار التشهد في الصلاة.

44. الباب الرابع والأربعون: في معرفة أسرار السلام من الصلاة.

45. الباب الخامس والأربعون: في معرفة أسرار سبب السهو والسجود له.

46. الباب السادس والأربعون: في اختصاص الإمام بيوم الأحد، وما يظهر فيه من الانفعالات.

47. الباب السابع والأربعون: في اختصاص المأموم بيوم الاثنين، وما يظهر فيه من الانفعالات.

48. الباب الثامن والأربعون: في اختصاص العشاء بيوم الثلاثاء، ومن هو الإمام فيه، وما يظهر فيه من الانفعالات.

49. الباب التاسع والأربعون: في اختصاص العصر بيوم الأربعاء، ومن هو الإمام فيه، وما يظهر من الانفعالات.

50. الباب الموفي خمسين: في اختصاص الظهر بيوم الخميس، ومن هو الإمام فيه، وما يظهر فيه من الانفعالات.

51. الباب الحادي والخمسون: في اختصاص المغرب بيوم الجمعة، ومن هو الإمام فيه، وما يظهر فيه من الانفعالات.

52. الباب الثاني والخمسون: في اختصاص الصبح بيوم السبت، ومن هو الإمام فيه، وما يظهر فيه من الانفعالات.

53. الباب الثالث والخمسون: في أن يوم السبت هو يوم الأبد، وهو يوم الاستحالات.

54. الباب الرابع والخمسون: في بيان الصلاة الوسطى: - أي صلاة هي - ولماذا سميت وسطى.

55. الباب الخامس والخمسون: في معنى قوله: الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ لماذا يرجع وهو آخر الأبواب.


pLZq-cP1UvE

 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!