موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب التنزلات الموصلية

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

16. الباب السادس عشر في معرفة النية والفرق بينها وبين: الإرادة والقصد والهمة، والعزم والهاجس.

 

 

16. الباب السادس عشر في معرفة النية والفرق بينها وبين: الإرادة والقصد والهمة، والعزم والهاجس.


أساس وجود الفعل في القلب خمسة: * فأولها عند المحقق هاجس

ومن بعده عين الإرادة قائم * وهم، وعزم، صادفته الأبالس

ومن بعد هذا: نية مستقيمة * تباشر فعل الشخص، والقلب سبائس

وقد قيل أيضا: ثم قصد محقق * فإن صح هذا القول، فالقصد مارس

ومن قال: إن القصد معناه نية * فحسب، فإن القصد للقوم خامس

نزل الروح على القلب، وقال: أيها العقل الأقدس: اعلم أن اللّه تعالى إذا أراد إيجاد فعل ما بمقارنة حركة شخص ما، بعث إليه رسوله المعصوم، وهو الخاطر الإلهي المعلوم، ولقربه من حضرة الاصطفاء هو في غاية الخفاء، فلا يشعر بنزوله في القلب إلّا أهل الحضور والمراقبة، في مرآة الصدق والصفاء، فينقر في القلب نقرة خفية ينبهه لنزول نكتة غيبية، فمن حكم به فقد أصاب في كل ما يفعله، ونجح في كل ما يعمله، وذلك هو السبب الأول عند الشخص الذي عليه يعول، وهو نقر الخاطر عند أرباب الخواطر، وهو الهاجس عند من هو للقلب سائس، فإن رجع عليه مرة أخرى، فهو الإرادة، وقد قامت بصاحبه السعادة، فإن عاد ثالثة فهو الهم، ولا يعود إلّا لأمر مهم، فإن عاد رابعة فهو العزم، ولا يعود إلّا لنفوذ الأمر الجزم، فإن عاد خامسة فهو النية، وهو الذي يباشر الفعل الموجود عن هذه النية، وبين التوجه إلى الفعل وبين الفعل يظهر القصد، وهو: صفة مقدسة يتصف بها العبد والرب.

ثم اعلم أيها العقل أن النية إذا كانت معناها القصد. في إقامة أصل كل بنية وليس للحس في النية مدخل، لأنها من وصف العقل المنتخل فإن العقول الإنسانية منتخلة من العقول الروحانية، ولهذا ينفذ لقوة إدراكها صدف الأجسام، حتى يشاهد العلام، إذا قصرت عن إدراك مثل هذا النمط من العلم الوسط العقول الروحانية المفارقة الكرام.

وأنت أيها الحس الأنفس: تحرك للشروع في العمل الموضوع، فإن هذه الحركة المخصوصة: لما ورد في النقل نظير للنية المختصة بالعقل.

وهذه النية والحركة في هذا الظهور، لتصح الصلاة في عالم الظهور و عمار البيت المعمور، وإنما هما لظهور عين الذات على عالم الكلمات المنزه عن اللذات، فهذا حظ النية، ولظهور عين الصفات على عالم الشتات لاتصافهم بالالتفات، وهذا حظ علم الحركة، ولكن في الظهر كما هم أيضا لضم الهمة عند خروجها عن نصف كور عمة الوجود من غير طريقة اللمة إلى ما تضاهيه في الصورة والسيرة، فهذا حظ علم النية.

ولضم كف الجوارح عن الآثام والمحارم، إلى ما تعانيه من سائر الأحكام في المعالم، بمشاهدة ضم العالم إلى العالم، فهذا حظ علم الحركة.

ولكن في العصر كما هما أيضا لمغيب العين في مشاهدة العين، بزوال الريب والمين، فهذا حظ علم النية.

ولمغيب العين في ظلمة العين، فهذا حظ علم الحركة.

ولكن في المغرب كما هما أيضا لمشاهدة البرازخ بين السفل الجسماني، والعلو الروحاني، لعشا يطرأ في عين المبصر، لا لعلة تكون في المبصر.

فهذا حظ علم الحركة.

ولمشاهدة الحد بين الرب والعبد: من عشى يقوم بعين البصيرة لأجل الوعد، فهذا حظ علم النية.

ولكن في العتمة كما هما أيضا لطلوع فجر معرفة العلم باللّه، بمطالع العقول والأفواه، وهو حظ علم النية، ولطلوع فجر معرفة الرب بنفي الأجناس بمطالع النفوس والأنفاس، فهذا علم الحركة.

ولكن في الصبح، فقد صحت الرتبة العلية في النية لأداء العبادات للعقل الأقدس، كما صحت منزلة البركة في الحركة للحس الأنفس، فثبتت الحركة للظهور كثبوت النية في الظهور، وكان نورا على نور.

زكى اللّه أعمالنا وأعمالكم بالإخلاص، ورزقنا وإيّاكم الفوز والخلاص.


pLZq-cP1UvE

 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!