والنار والتراب فإنه مبدد الأجزاء وإنما يلم أجزائه النار ولكن إذا طال عليه اليبس بغير النار ربما رجع إلى تبديده بخلاف النار فإنها تلم أجزائه من أن ترجع صورتها الأولى وأودع فيه العلوم والأسرار قال تعالى:

] وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا[ [البقرة:31] وأودع فيه سر ما [ينبئ عنه الأنبياء عن الله تعالى [على كتب وشرائع [وبين لنا [ربي في تلك الكتب [مفروض أي المقدر المقطوع الذي يثاب فاعله ويعاقب تاركه وبين لنا [مسنون أي السنن الذي اختارها لعباده وأجراها على خلقه ورضيها دينا قال تعالى: ] سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ [ [غافر:85 ] [فالسر بالله في خلقي ومن خلقي إذا تحققت لأني جنس الآدمي مخصوص بسر الحق لأنه تعالى لم يتخذ من جميع الحيوانات خليفة إلا من جنس الآدمي و[موصول به سر الحق [وممنون عليه به [يقول أي الكتاب الذي أنـزله علينا بواسطة الرسول r [إني قلب الحق الذي هو ضد الباطل قال تعالى: ] هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ [ [الجاثية:29]،

]وَسُلْطَانٍ مُّبِينٍ [ [المؤمنون:45] [فاعتبروا في آياتي وأمري ونهي ووعدي ووعيدي و[إن قلب كتاب الله كما قال r " [يس تدعى المعممة لأنه تعم صاحبها خير الدارين والدافعة والقاضية تدفع عنه كل سوء وتقضي له كل حاجة وهي قلب القرآن أو سما يس قلب القرآن " [من بعد ما قد أتى