الكتاب بالإنذار والبشير والقرآن القديم قبل الخلق الأول لأن كلام الله صفة أزلية المعبر عنه بالنظم المسمى بالقرآن المركب من الحروف ويسمى كلاماً نفيساً على ما أشار إليه بعضهم بقوله:

إن الكلام لفي الفؤاد وإنما

:.

جعل اللسان على الفؤاد دليل

ولا خلاف لأرباب الملل والمذاهب أن الباري سبحانه متكلم وإنما الخلاف في حدوثه وقدومه فعند أهل الحق كلام الله ليس من جنس الأصوات والحروف بل هو صفة أزلية قائمة بذاته منافية للسكون إذا عبر عنها فقرآن قديم [من قبل نفحته نفح الطيب ينفح أي فاح وله نفحة أو يكون بمعنى الإعطاء من قوله نفح شيء أي أعطاه يقال لا يزال لفلان نفحات من المعروف أي من أراد خلقنا وإيجادنا قبل نفحته بالكلام الذي هو القرآن مع القطع باستحالة المتكلم من غير ثبوت صفة الكلام فثبت أن الله سبحانه وتعالى له صفات ثمانية وهي العلم والقدرة والحياة والسمع والبصر والإرادة والكلام فأوجدنا في العالم وهو الكلام النفسي قبل الخلق الأول لأنه حيث اقتضي وجود الحق اقتضى وجود هذه الثمانية لا بمعنى المسبوقية لذاته وقد مضى [عليّ من بعد إيجادي في [دهره لشأني حين والحين أربعون سنة قال تعالى: ] هَلْ أَتَى عَلَى الإِْنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً [ [الإنسان:1] ولأن في علمه وفي دائر إرادته [لا يعرف الملك