نفسك من قبل الكلام يا أخي واسمع أنت يا جارة فإنه ضرب مثل لما يخاطب إنسانا ومقصوده سماع غيره ثم استبعد ظهور ذلك المودع في الإنسان من نفسه فقال وكيف أبوح بسره وأبدى مكنون أمر وأظهر مستور حكمة الحال أن الموصى له بكتم ذلك السر غيري من أهل الكمال في غير ما موضع واحدٍ من نظمى ونثري من كلامي المنظوم الموزون بالقوافي والمنشور من المعاني المتناثرة المتناسقة البديعة ثم أشار إلى الكتم بقوله:

نَبِهْ على السِرِّ ولا تفشه

:.

والبوح بالسر له مَقْت

فإذا أردت بيان ظهور السر فأرسله على سبيل التنبيه والتلويح وإياك من صريح الإباحة والظهور فإنه يكون عليك مقتاً وغضباً بسببه في الدنيا والآخرة وإليه الإشارة بقوله:

على الذي تبديه فأصبر له

:.

واكْتمه حتى يصل الوقت

أي نبّه على الذي تبديه ولا تصرح به واصبر لظهور السر واكتمه ما استطعت حتى يأتي الأجل المعلوم عند الله المأذون من الله في بروزه وظهوره و] لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ [ [الرعد:38] فمن كان ذا قلب صاحب قلب سليم وفطنة ذكاء وعقل شغله طلب الحكمة عن الفطنة عن الغفلة عن هذه المعاني الأقدسية التي نشأت من حضيرة القدس فوقف على ما رمزنا وفك المعَمِّى الذي لغزنا