لمن كان قلبه بالإخلاص سليم وشغله لتحصيل هذا المعاني حكيم أطلعه على ما رمزناه من المعاني القدسية وفك ما خفي من ألغازنا الأقدسية ولولا الأمر الإلهي لشافهنا الوارد والصادر ولولا عزة الأمر من كون هذه الأمور أسرار الحق لأظهرت ذلك السر وشافهت به الوارد والصادر أي الذاهب والآيب وجعلنا قوت القلوب وزاد المسافر فيه مبالغة من حيث الكشف والظهور ثم استدراك عدم ظهوره من كل وجه فقال ولكن قد جف القلم بما سبق في القدم أي فلما عزم على بيانه وظهوره لكل أحد تذكر سابقية السعادة والشقاوة وجفة القلم بما هو كائن إلى يوم القيامية السعيد من سعد في بطن أمه والشقي من شقي في بطن أمه ثم مدح الإنسان الكامل فقال فما أشرف الإنسان حيث جعله الله محل روحانيات هذه الأكوان لأن جميع ما في الكون موجودا في الإنسان الكامل ألا ترى أن الأفلاك تدور بأنفاسه وجعله الله تعالى محل روحانية العالم فلقد أبدع الله سلخه أي إيجاده على هذا النسق البديع حين أوجده أكمل نسخه أي حين أوجده وأخترعه وأختاره لنفسه أكمل نسخته على أبدع خلق وأتم وجه لقوله تعالى: ] وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم [َ [الإسراء:70]