وذلك خوفاً من نفورهم له لأن عقولهم لا تسع هذه الحكمة الربانية لعدم قابليتهم لقصورهم في قصور العبودية وذهولهم وغفلتهم عن هذه الحكم النفسية فيقعوا في تكذيب المخبر الصادق في أخباره المنور بأسراره فتحل بهم كذلك مثلات العوائق أي فيحل عليهم بسبب التكذيب وعدم التصديق شبهات العوائق وهي المعصية أو يحصل لهم بسبب التكذيب وعدم التصديق بما يعوقهم عن الوصول ثم جرى هذا المهيع أي المسلك السلف الصالح من الصحابة رضي الله تعالى عنهم ونـزلوا عن مقام الهيبة وهو مقام الجلال إلى مقام المزح والرعاية وهو مقام الجمال اقتداء بمن مازح الشيخة وذلك التغيير اقتداء بالنبي r حيث كان في مقام الجمال فمازح يوماً لامرأة عجوزة فقال: " إن الشيخه أو العجوز لا تدخل الجنة فاغتمت بسبب ذلك فقال لها (حَ) إنما تدخلها شابة ففرحت " أو كما قال وكان يمازح بعض الناس ويقول: " يا أبا عمير ما فعل النغير بك " وهو لقب لأبي عمير أخ لأنس بن مالك لقبه رسول الله r بذلك وكان رجل من الصحابة مرض فأرسل زوجته إليه ليعوده فقال: " لعل بعلك الذي في عينه بياض " فقالت لا أدري حتى أنظر فلما جاءت إلى بعلها فبقت تنظر إلى عينيه فقال لها ما أمرك فأخبرته