في الولاية التي هي سر النبوة لمجرد صدقهم لما شاهدوه ومع ذلك يعملوا عملاً يقربهم إلى الله تعالى إلاّ هذا الطريق إلا بالدلائل الخوارق أي حصول الاشتراك مع الصادق ومن حيث المقام إنما يكون بطريق حسن الظن لا بطريق ظهور خرق العادة فإن صدق ذلك (ح) ضروري فلا يحصل الاشتراك المذكور ولما كان الأمر عند الخلق بهذه النسبة الثانية وهي أن لا يؤمنون بصدق المخبر إلا عند ظهور الخوارق كانوا محجوبين (ح) لعدم تجلي الأمر في قلوبهم وإليه الإشارة بقوله وحجبوا عن ماله عَنِدَات من عظيم النصبة أي حجب المعاندون عن إدراك رفيع مقام المخبر الصادق عند الله تعالى فلهذا أخفيناه عنهم أخفينا هذا السر المصون عن المحجوبين لقوله r " لا تعطوا الحكمة لغير أهلها فتظلموها " وإنما أخفيناه عنهم رحمة بهم لأنه لو أظهرناه لهم لأساءوا ظنهم فيأثمون بسبب ذلك ويبعدون عن الله تعالى لأن كرامات الأولياء حق والأخبار عن الكرامات يجب قبولها والإذعان لها ولمّا قلّ هذا النوع أخفيناه عن كثير من الناس رحمة لهم من المحذور المذكور وجرينا بهم بالحق على مذهبهم على قدر إدراكهم وعقولهم وإليه الإشارة بقوله فما ظهر للجمهور إلا قدر حمل عقولهم لقوله u: " أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم " أو كما قال