والعقل ذلك المشاهدة والذوق ما فوق دائرة العقل إنما هو ورثا نبويا لقوله r: " العلماء ورثة الأنبياء " أي علماء الشريعة والحقيقة الكمل في العلم والعمل ملحوظا من الأغيار ومقاماً علوياً ملحوظاً لشرعيته ورفيع مناره عظيم أسراره إذا أشار في أنبيائه مما لقيه ليلة إسرائه أي ذلك الأمر العظيم أشار إليه النبي r لما أطلعه الله عليه ليلة إسرائه وعروجه حيث قال: " فوجدت يريد فعلمت ما كان وما سيكون " ... الخ أو كما قال فلوّح عليه وأشار الإنسان الكامل إليه لما شاهده في سلوكه وسيره إلى مقام ختمه من تحصيل علم بالمغيبات من علم الحق في حالِ سيره وإسرائه ثم أخذ عليه كتمه ثم أخذ عليه العهد والميثاق أن يكتمه ولا يظهره وذلك لما عسر على غير فهمه لأن فهمه مخصوص لأهل العنايات ولما كانت هذه العلوم التي أنا واصفها في هذا المجموع المسمى بعنقا مغرب وأشباهه من هذا القبيل فما عسر على الغير فهمه وإدراكه غالباً وملتقاه من مشكاة هذا الجيل وتلقى هذا العلم المحفوظ والمقام العلوي الملحوظ إنما يكون بمن قلبه على قلب هذا الجيل وهو العارفون بالله والواصلون إلى مراتب الختم وإليه الإشارة بقوله ومما لا تصح إلا عند مفارقة جبريل u أي ولا يحتوى على