من العلوم في هذا الكتاب وغيره إنما من مقام التعيين وهو مقام الختم ومن مقام التمكين وهو مقام نهاية الولاية وذلك من حضرة المناجات بلغة الأنس من حضرة الأحدية فتبيّن من كلام الشيخ t أن جميع ما تكلم به في هذا المصنف وغيره إنما هو على لسان الحق فتلقاه من مقعد صدق وخوطب بلغة الأنس والاستئناس المعنوي مجرد عن الحروف ومقاطعيها وإنما خوطب بتلك اللغة لإزالة سطوة الهيبة المانعة من إدراك الحكم في مقام الهيبة والجلال فلما تلقى الخطاب من الحضرة حصل الاستئناس المعنوي فأزال عن قلبه الروع ففهم (حَ) ووعي ما يقول كما وقع للنبي r عند مفارقة جبريل u له فخاطب الحق (حَ) على طريق الأنس ليذهب روعه وبسببه يحصل نـزول رحمة الأنس من العلوم والمعارف والأسرار والنفحات فأظهر (حَ) منها من تلك الرحمة على قدر إبصار الناظرين مما تسعه عقولهم لما تقدم من الحديث " أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم " فمنهم من فهم ] ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ [ [الجمعة:4] وسلم الأمر ومنهم من جال بها في ميدان المناظرين ومنهم من لا يكشف الله تعالى عن بصيرته لمعرفة هذه الحقائق فحيث جهلها تصدى لمعرفتها وجال بها في ميدان المناظرة والمعاندة ونسأل الله تعالى العافية عن عدم حجاب قلوبنا