عن حب هو حرفان (حاَء، وبأ) فالحاء من الروح والباء من البدن فلا يدعي الإنسان المحبة حتى يفارق الروح والبدن والصبابة ميل القلب نحو المحبوب فأقمت متكئا على اليمين فلم أزل في ذلك المقام بهذا المدام وهو مقام أهل اليمين وهم من أنعم الله عليهم بجعلهم من أصحاب اليمين وتركت قلبي مقابلة عليين وهو مرتبة الأبرار إذ هو محل الحق أي محل تجلي الحق ومحل نظره ومقعد الصدق أي مكان إخلاص الصدق بسبب ما حواه من العلوم والحقائق وقد غمره الماء أي وقد غمر القلب وعمّه ماء التوفيق وماء الرحمة والحلم وأحاطت به أي بقلب العارف الأنوار وهي النجوم فصارت نوراً للموحدين ورجوماً للشياطين ولما غمر ماء التوفيق وعمه طما فلم تزل أمواجه أمواج سر القلب تصطفق تضطرب لوصول توالي النفحات القدسية من حضيرة الأنس فالموج كناية عن الواردات والنفحات ورياحه تنـزعج وتستبق والرياح كناية عن الشوق المزعج إلى لقاء المحبوب فتستبق في ميدان العاشقين فلا تركن إلا إليه ولا تعتمد إلا عليه ولم تزل أرياح شوقه مزعجة متتابعة إلى أن فتق في الودك الأعلى قدر خرم الإبرة فلم تزل تلك الأمواج المصطفقة والرياح والمزعجة من الأسرار والنفحات واردة على القلب العارف إلى فتق الحق سبحانه في الودك الأعلى وهو القلب