قدر خرم إبره وهو قدر غرزها وإنما خص الفتق بالودك وركب الإنسان ما يحاذي وسطه وهو معلوم والقلب في وسط بدن الإنسان بالودك من هذه الحيثية ووصف بالأعلى لكونه أشرف من جميع الحواس الظاهرة والباطنة فلما فتق عن القلب ذلك القدر فرشح منه أي من ذلك الخرم قدر رأس شعرة وهو الجزء الذي لا يتجزءا (فحَ) رأيت فيها عبرة لمن اعتبر وخبرة لمن اختبر فكونه ألحق شخصاً ملكياً وأنشأ ذلك النعمة نشوءا فلكياً لصفاء أجرامها عن عفونات البشرية فكأنه مَلك أو في صورة مَلك فرأيته أي ذلك الشخص الإنساني أو القلب المصطفق بالأمواج مسبحاً منـزهاً ومهللاً ذاكراً ومكبراً وملبياً ومجيباً لمن دعاه وناداه فعرفت أن ذلك الشخص جسمانية هذا الكتاب المسمى بعنقا مغرب (مخ) الذي أنـزله الحق علي بواسطة رسول الإلهام والمراد من الإنـزال الاطلاع على معاني وقذف في قلبه فمشاهدة الحكمة والأسرار وتنوره من ذلك الأنوار ولهذا الاعتبار زال عن قلبه زوبار مما يرد على الشيخ t من ردي الأفكار فتأمل وأبرزه العيان على يدي وأبرز ذلك السر المكنون على يدي ليكون مظهراً للعيان وأوضح البيان من وراء البيان صوناً للجنان وكل ما كان معجزة لنبي يكون كرامة