فإن التفكير في هذه الواردات والحكم والمتدليات إذا حلّت في القلب يتقد بسببها الأحشاء لعظم بوارق أمرها من شدة التجلي.

فيصبح الكل حريقاً فلا

:.

شفع يرى فيها ولا وتر

فإذا تفكرت ونظرت فيما منحني الله تعالى من الأسرار التي حواها القلب واخترق بنور هلاله سرادقات وجودي وغيبني عن وجودي فلا أدري فيها شفع ولا وتر وذلك بسبب ما شغلني عن الملاحظات مما شاهدته من الواردات فلما أبديت له العذر وأوضحت له الأمر:

فقيل لي ما تجتني زهره

:.

فقال رفقاً إني حر

أي فلما أبديت له العجز وأظهرت له العذر فقال لي رسول الإلهام ما تجتني زهر هذه النفحات وثمرات هذه الآيات من يدعي الرفق والعجز ويدعي الحرية دون العبودية كلا والله إنه محروم وعن هذه المعاني لمبروم بل لابد في حق طالب هذا المقام من أن يخرج عن نفسه وعن جميع متعلقاته وإليه الإشارة بقوله:

من خطب الحسناء في خدرها

:.

حتماً له يلزمه المهر

فمن أراد الاجتماع لمحبوبته لم يتوقف في دفع رفيع المهر.

أعطيته المهر وأنكحتها

:.

في ليلة حتى بدا الفجر

وقد عرّفتُك المهر والبعل والعروس ومعنى النكاح المعنوي والولد