ما خلق الله نور محمد r " ثم جزأه وانبسط فصار روحاً للموجودات بأسرها وإليه الإشارة بقوله وكيف كان ذلك الأول مشرق الأنوار وينبوع الأنهار لأن النبي r أصل الأنوار ومنه تفجرت أنهار النبوة وينبوع الولاية بل هو روح العالم على الإطلاق وسائر العالم كالجسم له وعنه كان العرش لأنه لما جزء ذلك النور فخلق من جزئه العرش ومن جزئه اللوح ومن جزئه القلم ومن جزئه العقل ويحصل التطبيق بين الأحاديث الأربعة في قوله r: " أول ما خلق الله العرش " وفي رواية " أول ما خلق الله نور النبي r " وفي رواية " أول ما خلق الله القلم " وفي رواية " أول ما خلق الله العقل " فيحصل التطبيق فيها باعتبار الأصل وهو النور المحمّدي فاعلم ذلك وإليه الإشارة بقوله وعنه كان العالم الأوسط وهو السماوات والأفلاك وما تحويها من الأسرار فهذه باعتبار العرش والقلم واللوح أوسط وقد يراد بالعالم الأوسط الهواء ونحوه مما يحدث بين السماء والأرض وإليه ذهب القاضي البيضاوي t في تفسيره وعنه كان العرش وهي الأرض وما حوته من الجماد والحيوان وهو معلوم وهو أي ذلك السرّ المحمّدي أصل الأكوان لأنها نشأت منه وأريك ذلك كله على سبيل التلويح